حبة الخال أو الشامة هي عبارة عن بقع بنية صغيرة على الجلد، قد تكون بارزةً أو مسطحةً، وتتميّز حبة الخال عن النمش والكلف في كونها أكثر قتامةً في اللون وتكون بارزةً عن سطح الجلد، وتُعتبر حبة الخال علامة من علامات الجمال عند الشعراء العرب، حيث كتبوا عدة قصائد شعر عربي عن الخال.
شعر عربي عن الخال
يقول الشاعر بطرس كرامة في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي عن الخال :
أمن خدها الورديّ افتنك الخالُ
فسح من الأجفان مدمعك الخال
وأومض برقٌ من محيا جمالها
لعينيك أم من ثغرها أومض الخال
رعى اللَه ذياك القوام وإن يكن
تلاعب في أعطافه التيه والخال
وللَه هاتيك الجفون فإنها
على الفتك يهواها أخو العشق والخال
مهاة بأمي أفتديها ووالدي
وإن لام عمي الطيب الأصل والخال
ارتنا كثيياً فوقه خيزرانة
بروحي تلك الخيزرانة والخال
غلائلها والدر أضحى بجيدها
نسيجان ديباج الملاحة والخال
ولما تولى طرفها كل مهجةٍ
على قدها من فرعها عقد الخال
إذا فتكت أهلٍ الجمال فإنما
لهنّ على أهل الهوى الملك والخال
وليس الهوى إلّا المروءة والوفا
وليس لهُ إلّا امروءٌ ماجدٌ خال
وكم يدعي بالحب من ليس أهله
وهيهات أين الحب والأحمق الخال
معذبتي لا تجحدي الحب بيننا
لما اتهم الواشي فإني الفتى الخال
ولي شيمةٌ طابت ثناءً وعفةٌ
تصاحبني حتى يصاحبني الخال
سلي عن غرامي كل من يعرف الهوى
تري أنني ربُ الصبابة والخال
ولا تسمعي قول العذول فإنه
لقد سأفينا ظنه السؤ والخال
سعى بيننا سعي الحسود فليته
أشل وفي رجليه أوثقه خال
وظيبة حسن مذ رأيت ابتسامها
عشقت ولم تخط الفراسة والخال
توسم طرفي في محاسن وجهها
فلاح لهُ في بدر سيماءِها خال
إلى مثلها يرنو الحليم صبابةً
ويعشقها سامي النباهة والخال
أيا راكباً يطوي الفلاة ببكرةٍ
يباع بها النهد المطهم والخال
بعيشك ان جئت الشام فعج إلى
مهب الصبا الغربي يعنُّ لك الخال
وسلم بأشواقي على مربعٍ عفا
كأن رباه بعدنا الأقفر الخال
وإن ناشدتك الغيد عني فقل على
عهود الهوى فهو المحافظ والخال
وان قلنَ هل سام التصبر بعدنا
فقل صبره ولّى وفرط الجوى خال
لكل جماحٍ إن تمادى شكيمةٌ
ولكن جماح الدهر ليس لهُ خال.
يقول المتنبي:
عَواذِلُ ذاتِ الخالِ فيَّ حَواسِدُ
وَإِنَّ ضَجيعَ الخَودِ مِنّي لَماجِدُ
يَرُدُّ يَداً عَن ثَوبِها وَهوَ قادِرٌ
وَيَعصي الهَوى في طَيفِها وَهوَ راقِدُ
مَتى يَشتَفي مِن لاعِجِ الشَوقِ في الحَشى
مُحِبٌّ لَها في قُربِهِ مُتَباعِدُ
إِذا كُنتَ تَخشى العارَ في كُلِّ خَلوَةٍ
فَلِم تَتَصَبّاكَ الحِسانُ الخَرائِدُ
أَلَحَّ عَلَيَّ السُقمُ حَتّى أَلِفتُهُ
وَمَلَّ طَبيبي جانِبي وَالعَوائِدُ
مَرَرتُ عَلى دارِ الحَبيبِ فَحَمحَمَت
جَوادي وَهَل تَشجو الجِيادَ المَعاهِدُ
وَما تُنكِرُ الدَهماءَ مِن رَسمِ مَنزِلٍ
سَقَتها ضَريبَ الشَولِ فيها الوَلائِدُ.
يقول العباس بن الأحنف:
أَلا لَيتَ ذاتَ الخالِ تَلقى مِنَ الهَوى
عَشيرَ الَّذي أَلقى فَيَلتَئِمَ الشَعبُ
إِذا رَضيَت لَم يَهنِني ذَلِكَ الرِضا
لِعِلمي بِهِ أَن سَوفَ يَتبَعُهُ العَتَبُ
وَأَبكي إِذا ما أَذنَبَت خَوفَ صَدِها
وَأَسأَلُها مَرضاتَها وَلَها الذَنبُ
وَلَو أَنَّ لي تِسعينَ قَلباً تَشاغَلَت
جَميعاً فَلَم يَفرُغ إِلى غَيرِها قَلبُ
وَلَم أَرَ مَن لا يَعرِفُ الحُبَّ غَيرَها
وَلَم أَرَ مِثلي حَشوُ أَثوابِهِ الحُبُّ
أَما لِكِتابي مِن جَوابٍ يَسُرُّني
وَلا لِرَسولي مِنكِ لينٌ وَلا قُربُ
وِصالُكُمُ صَرمٌ وَحُبُّكُمُ قِلىً
وَعَطفُكُمُ صَدٌ وَسِلمُكُمُ حَربُ
وَأَنتُم بِحَمد اللَهُ فيكُم فَظاظَةٌ
فَكُلُّ ذَلولٍ في جَوانِبِكُم صَعبُ
إِذا زُرتُكُم قُلتُم نَزوعٌ وَإِن أَدَع
زيارَتَكُم يَوماً يَكُن مِنكُم عَتبُ
فَهَجري لَكُم عَتبٌ وَوَصلي لَكُم أَذىً
فَلا هَجرُكُم هَجرٌ وَلا حُبُّكُم حُبُّ
تَرى الرِجلَ تَسعى بي إِلى مَن أُحِبُّهُ
وَما الرِجلُ إِلا حَيثُ يَسعى بِها القَلبُ.
- يقول عمر بن أبي ربيعة:
أَلماً بِذاتِ الخالِ فَاِستَطلِعا لَنا
عَلى العَهدِ باقٍ وُدُّها أَم تَصَرَّما
وَقولا لَهَ إِنَّ النَوى أَجنَبيَّةٌ
بِنا وَبِكُم قَد خِفتُ أَن تَتَتَمَّما
شَطونٌ بِأَهواءٍ نَرى أَنَّ قُربَنا
وَقُربَكُمُ إِن يَشهَدِ الناسُ مَوسِما
وَقولا لَها لا تَقبَلي قَولَ كاشِحٍ
وَقولي لَهُ إِن زَلَّ أَنفُكَ أَرغِما
وَقولا لَها لَم يُسلِنا النَأيُ عَنكُمُ
وَلا قَولُ واشٍ كاذِبٍ إِن تَنَمَّما
وَقولا لَها ما في العِبادِ كَريمَةٌ
أَعَزَّ عَلَينا مِنكِ طُرّاً وَأَكرَمَ
وَقولا لَها لا تَسمَعِنَّ لِكاشِحٍ
مَقالاً وَإِن أَسدى لَدَيكِ وَأَلحَما
وَقولا لَها لَم أَجنِ ذَنباً فَتَعتُبي
عَلَيَّ بِحَقٍّ بَل عَتَبتِ تَجَرُّما
فَقالا لَها فَاِرفَضَّ فَيضُ دُموعِها
كَما أَسلَمَ السِلكُ الجُمانَ المُنَظَّما
تَحَدُّرَ غُصنِ البانِ لانَت فُروعُهُ
وَجادَت عَلَيهِ ديمَةٌ ثُمَّ أُرهِما
فَلَمّا رَأَت عَيني عَلَيها تَهَلَّلَت
مَخافَةَ أَن تَنهَلَّ كُرهاً تَبَسُّما.
اقرأ أيضا: شعر عربي عن العيون
أبيات شعر عربي عن الخال
- يقول الجاحظ:
يَكونُ الخالُ في وَجهِ مَليح
فَيَكسوهُ المِلاحَةِ وَالجَمالا
وَلَستَ تَملِ مِن نَظَرَ إِلَيهِ
فَكَيفَ إِذا رَأَيتَ الوَجهَ خالا.
- يقول ابن الساعاتي:
قلبي بذاك الخال ليس بخال
فعد المحب ولو بطيف خيال
عذر الصبابة في عذارك واضح
ومن الصبابة خيبة العذال
حتف المتيم منك يوم قطيعة
وحياته في الحب يوم وصال.
- يقول صلاح الدين الصفدي:
لها وجنةٌ فيها من الخال نقطةٌ
مداري عليها في الهوى ومدارها
تضوع تحت الخال وجنتها شذاً
لقد أوقدت بالعنبر الورد نارها.
- يقول الكيذاوي:
عوجوا فحيّوا مَغاني ربّة الخالِ
وَاِقضوا مآربكم في رسمها الخالي
وَجَلجلوا كلّ هطّال بعرصتها
يغنى مجلجله عن كلِّ هطّالِ
منازلٌ مِن حبيبٍ كم ظللت بها
أجرُّ أذيالَ تيهٍ بعد أذيالِ
أطلال حيٍّ عَهِدناهم بهنَّ ويا
لهنَّ مِن أرسمٍ أقوت وأطلالِ
كأنَّ أحداجَهم يوم النوى سفن
في اليمِّ لمّا طفت في زاخر الآلِ.
- يقول ابن عبد ربه الأندلسي: