شعر عربي عن العيون

كان وصف العيون من أهم إبداعات الشعراء العرب، وخاصةً العيون الّتي يمتزج فيها الجمال والغموض، وكان من أهم صفات الشعر الذي يصف العيون أنّه يندرج تحت مسمّى الشعر العذري، حيث كتب الشعراء الكثير من قصائد شعر عربي عن العيون وجمالها وسحرها.

شعر عربي عن العيون

شعر عربي عن العيون

يقول الشاعر أحمد شوقي في واحدة من أشهر قصائد شعر عربي عن العيون:

أُداري العُيونَ الفاتِراتِ السَواجِيا

وَأَشكو إِلَيها كَيدَ إِنسانِها لِيا

قَتَلنَ وَمَنَّينَ القَتيلَ بِأَلسُنٍ

مِنَ السِحرِ يُبدِلنَ المَنايا أَمانِيا

وَكَلَّمنَ بِالأَلحاظِ مَرضى كَليلَةٍ

فَكانَت صِحاحًا في القُلوبِ مَواضِيا

حَبَبتُكِ ذاتَ الخالِ وَالحُبُّ حالَةٌ

إِذا عَرَضَت لِلمَرءِ لَم يَدرِ ماهِيا

وَإِنَّكِ دُنيا القَلبِ مَهما غَدَرتِهِ

أَتى لَكِ مَملوءً مِنَ الوَجدِ وافِيا

صُدودُكِ فيهِ لَيسَ يَألوهُ جارِحًا

وَلَفظُكِ لا يَنفَكُّ لِلجُرحِ آسِيا

وَبَينَ الهَوى وَالعَذلِ لِلقَلبِ مَوقِفٌ

كَخالِكِ بَينَ السَيفِ وَالنارِ ثاوِيا

وَبَينَ المُنى وَاليَأسِ لِلصَبرِ هِزَّةٌ

كَخَصرِكِ بَينَ النَهدِ وَالرِدفِ واهِيا

وَعَرَّضَ بي قَومي يَقولونَ قَد غَوى

عَدِمتُ عَذولي فيكِ إِن كُنتُ غاوِيا

يَرومونَ سُلوانًا لِقَلبي يُريحُهُ

وَمَن لي بِالسُلوانِ أَشريهِ غالِيا

وَما العِشقُ إِلا لَذَّةٌ ثُمَّ شِقوَةٌ

كَما شَقِيَ المَخمورُ بِالسُكرِ صاحِيا.

يقول الشاعر إيليا أبي ماضي:

لَيتَ الَّذي خَلَقَ العُيونَ السودا

خَلَقَ القُلوبَ الخافِقاتِ حَديدا

لَولا نَواعِسُها وَلَولا سِحرُها

ما وَدَّ مالِكُ قَلبِهِ لَو صيدا

عَوِّذ فُؤادَكَ مِن نِبالِ لِحاظِها

أَو مُت كَما شءَ الغَرامُ شَهيدا

إِن أَنتَ أَبصَرتَ الجَمال وَلَم تَهِم

كُنتَ اِمرَأً خَشِنَ الطِباعِ بَليدا

وَإِذا طَلَبتَ مَعَ الصَبابَةِ لَذَّةً

فَلَقَد طَلبَتَ الضائِعَ المَوجودا

يا وَيحَ قَلبي إِنَّهُ في جانِبي

وَأَظُنُّهُ نائي المَزارِ بَعيدا

مُستَوفِزٌ شَوقاً إِلى طَحبابِهِ

المَرءُ يَكرَهُ أَن يَعيشَ وَحيدا

بَرَأَ الإِلَهُ لَهُ الضُلوعَ وِقايَةً

وَأَرَتهُ شِقوَتُهُ الضُلوعَ قُيودا

فَإِذا هَفا بَرقُ المُنى وَهَفا لَهُ

هاجَت دَفائِنُهُ عَلَيهِ رُعودا

جَشَّمتُهُ صَبراً فَلَمّا لَم يَطُق

جَشَّمتُهُ التَصويب وَالتَصعيدا

لَو أَستَطيعُ وَقَيتُهُ بَطشَ الهَوى

وَلَوِ اِستَطاعَ سَلا الهَوى مَحمودا

هِيَ نَظرَةٌ عَرَضَت فَصارَت في الحَشا

نارا وَصارَ لَها الفُؤادُ وَقودا

وَالحُبُّ صَوتٌ فَهوَ أَنَّةُ نائِحٍ

طَورا وَآوِنَةً يَكونُ نَشيدا

يَهَبُ البَواغِمَ أَلسُناً صَدّاحَةً

فَإِذا تَجَنّى أَسكَتَ الغِرّيدا

ما لي أُكَلِّفُ مُهجَتي كَتمَ الأَسى

إِن طالَ عَهدُ الجُرحِ صارَ صَديدا

وَيَلَذُّ نَفسي أَن تَكونَ شَقِيَّةً

وَيَلَذُّ قَلبي أَن يَكونَ عَميدا

إِن كُنتَ تَدري ما الغَرامُ فَداوِني

أَو لا فَخَلِّ العَذل وَالتَفنيدا

يا هِندُ قَد أَفنى المَطالُ تَصَبُّري

وَفَنَيتُ حَتّى ما أَخافُ مَزيدا

ما هَذِهِ البيضُ الَّتي أَبصَرتُها

في لِمَّتي إِلّا اللَيالي السودا

ما شِبتُ مِن كِبَر وَلَكِنَّ الَّذي

حَمَّلتِ نَفسي حَمَّلتُهُ الفودا

هَذا الَّذي أَبلى الشَباب وَرَدَّهُ

خَلقا وَجَعَّدَ جَبهَتي تَجعيدا

عَلَّمتِ عَيني أَن تَسُحَّ دُموعُها

بِالبُخلِ عَلَّمتِ البَخيلَ الجودا

وَمَنَعتِ قَلبي أَن يَقَرَّ قَرارَهُ

وَلَقَد يَكونُ عَلى الخُطوبِ جَليدا

دَلَّهَتني وَحَمَيتِ جَفني غَمضَهُ

لا يُستَطاعُ مَعَ الهُمومِ هُجودا

لا تَعجَبي أَنَّ الكَواكِبَ سُهَّدٌ

فَأَنا الَّذي عَلَّمتُها التَسهيدا

أَسمَعتُها وَصفَ الصَبابَةِ فَاِنثَنَت

وَكَأَنَّما وَطِئَ الحُفاةُ صُرودا

مُتَعَثِّراتٍ بِالظَلامِ كَأَنَّما

حالَ الظَلامُ أَساوِدا وَأُسودا

وَأَنَّها عَرِفَت مَكانَكَ في الثَرى

صارَت زَواهِرُها عَلَيكِ عُقودا

أَنتِ الَّتي تُنسي الحَوائِجَ أَهلَها

وَأَخا البَيانِ بَيانَهُ المَعهودا

ما شِمتُ حُسنَكَ قَطُّ إِلّا راعَني

فَوَدِدتُ لَو رُزِقَ الجَمالُ خُلودا

وَإِذا ذَكَرتُكِ هَزَّ ذِكرَكِ أَضلُعي

شَوقاً كَما هَزَّ النَسيمُ بُنودا

فَحَسِبتُ سِقطَ الطَلِّ ذَوبَ مَحاجِري

لَو كانَ دَمعُ العاشِقينَ نَضيدا

وَظَنَنتُ خافِقَةَ الغُصونِ أَضالِعاً

وَثِمارَهُنَّ القانِياتِ كُبودا

وَأَرى خَيالَكَ كُلَّ تَرفَةِ ناظِرٍ

وَمِنَ العَجائِبِ أَن أَراهُ جَديدا

وَإِذا سَمِعتُ حِكايَةً عَن عاشِقٍ

عَرَضاً حَسِبتُني الفَتى المَقصودا

مُستَيقِظ وَيَظُنُّ أَنّي نائِمٌ

يا هِندُ قَد صارَ الذُهولُ جُمودا

وَلَقَد يَكونُ لِيَ السُلُوُّ عَنِ الهَوى

لَكِنَّما خُلِقَ المُحِبُّ وَدودا

اقرأ أيضا: شعر بالانجليزي عن العيون

يقول الشاعر أمل دنقل:

أُحسُّ حيال عينيك

بشىءٍ داخلى يبكى

أُحسُّ خطيئة الماضي تعّرت بين كفيكِ

وعنقوداً من التفاح فى عينين خضراويين

أأنسى رحلة الآثام فى عينين فردوسين؟

وحتى أين؟

تُعذبني خطيئاتي .. بعيداً عن مواعيدك

وتُحرقنى اشتهاءاتي قريباً من عناقيدك!

وفي صدري

صبيٌ أحمرُ الأظفار والماضي

يُخطّط فى تُراب الروح

في أنقاض أنقاضي

وأنظُر نحو عينيكِ

فتُرعشني طهارة حُب

وتُغرقني اختلاجة هدب

وألمح – من خلال الموجِ – وجه الربْ

يُؤنبني على نيران أنفاسي

يُقلبني

وأُطرق…

والصراع المرُّ في جوفي يعذبني!

أحدق في خطوط الصيف في شفتيك

يعوي داخلي الحرمان

(لهيبٌ آدميُ الشوق، مصباحانِ يرتعشان)

وأهرُب نحو عينيكِ

يُطالعنى الندى والله والغفران!

وأسقط بين نهديكِ

لتحترق الرؤى

وأبدل جلديّ الثعبان

وأغرق فيهما بالنار والشكِ

فتشوى رغبتي شيا

وأُغمض عنكِ عينيا

وأُسند رأسى الملفوح في صدرك

فقد تترمدّ الأفكار فى جمرك

وأحرق جنة المأوى

فيا ذات العيون الخضرّ

دعي عينيك مغمضتين فوق السرّ

لأصبح حرّ..

اقرأ أيضا: خواطر عن العيون

أجمل أبيات شعر عربي عن العيون

يقول الشاعر جرير بن عطية في أجمل أبيات الشعر العربي عن العيون وتأثيرها:

إنّ العيون التي في طرفها حور

قتلتنا ثم لم يحين قتلانا

يصرعن ذا اللبّ حتى لا حراك به

وهن أضعف خلـق الله إنساناً

يقول ابن عبد ربه الأندلسي:

الْجِسْمُ في بَلَدٍ والرُّوْحُ في بَلَدِ

يا وَحْشةَ الرُّوْحِ، بَلْ يا غُرْبَةَ الْجَسَدِ

إِنْ تَبْكِ عَيناكَ لِي يَا مَنْ كُلِفْتُ بهِ

مِنْ رَحْمَة فَهُمَاْ سَهْمَانِ فِيْ كَبِدِيْ

يقول مصطفى صادق الرافعي:

يا ناعسَ الطرفِ كم أشكو وتظلمني

رحماكَ يا ناعسَ العينينِ رحماكا

لو أن غيرَ فؤادي يشتكيكَ معي

لضجتِ الناسُ والدنيا بشكواكا

اقرأ أيضا: كيف تفهم كلام العيون

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4
مصدر 5

Exit mobile version