شعر عربي عن السمر

السمر هو المجلس الذي يجلسُ فيه المتسامرون أيْ من يتحدّثون في المساء، كما أن كلمة السمر تعني أيضًا ظلُّ القمر، وقد أكثر الشعراء من نظم قصائد شعر عربي عن السمر والسهر ليلًا.

شعر عربي عن السمر

شعر عربي عن السمر

يقول العباس بن الأحنف في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي عن السمر :

بِأُنسِ الحَبيبِ يَطيبُ السَمَر

وَتَلتَذُّ عَينايَ طولَ السَهَر

إِذا أَنا نادَمتُهُ مَرَّةً

كَفاني بِهِ اللَهُ ضَوءَ القَمَر

إِرعَ المُنى واصِلاً وَإِن هَجَرا

فَاِجزَع فَشَرُّ العُشّاقِ مَن صَبَرا

ما أَحسَنَ الصَبرَ في مَواطِنِهِ

لا عَن حَبيبٍ لِطِيَّةٍ بَكَرا

لَم يَستَطِع ظاهِرَ الوَداعِ مِنَ ال

عَينِ فَأَوحى السَلامَ مُستَتِرا.

يقول عمر الخيام:

أفق خفيفَ الظلِ هذا السَّحَر

نادى دع النومَ وناغِ الوَتَر

فما أطالَ النومُ عمرًا ولا

قَصَّرَ في الأعمارِ طولُ السَّهر

فكم توالى الليلُ بعدَ النهارِ

وطالَ بالأنجمِ هذا المدارِ

فامشِ الهُوينا إنَّ هذا الثرى

من أعينٍ ساحرةِ الإحورار.

يقول العرجي:

إِنسانَةُ الحَيِّ أَم أُدمانَةُ السَمُرِ

بِالنِهي رَقَّصَها لَحنٌ مِنَ الوَتَرِ

حَوراءُ لَو نَظَرَت يَوماً إِلى حَجَرٍ

لَأَثَّرَت سَقَماً في ذَلِكَ الحَجَر

يَزدادُ تَوريدُ خَدَّيها إِذا لُحِظَت

كَما يَزيدُ نَباتُ الأَرضِ بِالمَطَرِ

فَالوَردُ وَجنَتُها وَالخَمرُ رِيقَتُها

وَضُوءُ بَهجَتِها أَضوا مِن القَمَرِ

يا مَنَ رَأى الخَمرَ في غَيرِ الكُرُومِ وَمَن

هَذا رَأى نَبتَ وَردٍ في سِوى الشَجَرِ

كادَت تَرِفُّ عَلَيها الطَيرُ مِن طَرَبٍ

لَمّا تَغَنَّت بِتَغرِيدٍ عَلى وَتَرِ

بِاللَهِ يا ظَبَياتِ القاعِ قُلنَ لَنا

لَيلاي مِنكُنَّ أَم لَيلى مِنَ البَشَرِ

بانَت لَنا بِعُيُونٍ مِن بَراقِعِها

مَملُوءَةٍ مُقَلَ الغِزلانِ وَالبَقَرِ

يا ما أُمَيلِحَ غِزلاناً شَدَنَّ لضنا

مِن هَؤُليائِكُنَّ الضالِ وَالسَمُرِ.

يقول أبو العلاء المعري:

يا ساهِرَ البَرْقِ أيقِظْ راقِدَ السَّمُرِ

لعَلّ بالجِزْعِ أعواناً على السّهَرِ

وإنْ بخِلْتَ عن الأحياء كلّهمِ

فاسْقِ المَواطِرَ حَيّاً من بَني مَطَرِ

ويا أسيرةَ حِجْلَيْها أرى سَفَهاً

حَمْلَ الحُلِيّ لمَنْ أعْيا عن النّظَرِ

ما سِرْتُ إلا وطَيْفٌ منكِ يصْحَبُني

سُرىً أمامي وتأوِيباً على أثري

لو حَطّ رَحْليَ فَوْقَ النجْمِ رافِعُه

وجَدتُ ثَمّ خَيالاً منكِ مُنتظِري

يَوَدّ أنّ ظَلامَ اللّيْلِ دامَ له

وزِيدَ فيهِ سَوَادُ القَلْبِ والبَصَرِ

لو اخْتَصَرْتم من الإحسانِ زُرْتُكمُ

والعَذْبُ يُهْجَرُ للإفراطِ في الخَصَرِ

أبَعْدَ حَوْلٍ تُناجي الشّوْق نَاجيةٌ

هَلاّ ونحنُ على عَشْرٍ من العُشَرِ.

يقول ابن نباتة المصري:

أعد لنا السمر الأشهى نجدده

دار النحاس ونادي الشط والنادي

ترى سفائنه كالعيس سائرة

والضب والنون والملاّح والحادي

وروضة العيش في العلياءِ آنفة

ما واصلت بين اتهام وإنجاد

ثلاثة تعطف الدنيا عليَّ بها

أوطان أنسي وأحبابي وأعيادي

ليهنك العيد يا عيداً ويا سنداً

للعالمين رَوَوا في الحمد إسنادي

مفطراً فمَ وفد أو كبود عدى

يا بعد ما بين أفواهٍ وأكباد

نعم بدا فضل مولانا وعارضه

جهد الثناء وكان الفضل للبادي.

يقول ابن حجاج:

وكم حديثٍ كأنه سمرٌ

قد مر لي في الزنا مع السمر

وافرة الردف فهو يثقلها

لطيفةُ الكشح نضوة الخصر

طعم خراها مع طعم فيشلتي

يشبه طعم اللبا مع التمر

لو لم أشبب بشعر عانتها

ما طاب للناس كلهم شعري

قيل لأيري وقد رأوه ولا الهار

ب بعد الحصول في الأسر

يشتد بعد العشا إلى حرها

عدواً بال حشمةٍ ولا فكر

ما لك هو ذا تطير قال لهم

أطير مستعجلاً إلى وكري

ولي خصى لو خرجت أعرضه اش

تراه مني بروحه دري

إيري عليه كأنه وتدٌ

قد علقت فيه دبة البزر.

يقول حافظ إبراهيم:

طالَ الحَديثُ عَلَيكُم أَيُّها السَمَرُ

وَلاحَ لِلنَومِ في أَجفانِكُم أَثَرُ

وَذَلِكَ اللَيلُ قَد ضاعَت رَواحِلُهُ

فَلَيسَ يُرجى لَهُ مِن بَعدِها سَفَرُ

هَذي مَضاجِعُكُم يا قَومُ فَاِلتَقِطوا

طيبَ الكَرى بِعُيونٍ شابَها السَهَرُ

هَل يُنكِرُ النَومُ جَفنٌ لَو أُتيحَ لَهُ

إِلّا أَنا وَنُجومُ اللَيلِ وَالقَمَرُ

أَبيتُ أَسأَلُ نَفسي كَيفَ قاطَعَني

هَذا الصَديقُ وَما لي عَنهُ مُصطَبَرُ

فَما مُطَوَّقَةٌ قَد نالَها شَرَكٌ

عِندَ الغُروبِ إِلَيهِ ساقَها القَدَرُ

باتَت تُجاهِدُ هَمّاً وَهيَ آبِسَةٌ

مِنَ النَجاةِ وَجُنحُ اللَيلِ مُعتَكِرُ

وَباتَ زُغلولُها في وَكرِها فَزِعاً

مُرَوَّعاً لِرُجوعِ الأُمِّ يَنتَظِرُ

يُحَفِّزُ الخَوفُ أَحشاهُ وَتُزعِجُهُ

إِذا سَرَت نَسمَةٌ أَو وَسوَسَ الشَجَرُ

مِنّي بِأَسوَأَ حالاً حينَ قاطَعَني

هَذا الصَديقُ فَهَلّا كانَ يَدَّكِرُ

يا اِبنَ الكِرامِ أَتَنسى أَنَّني رَجُلٌ

لِظِلِّ جاهِكَ بَعدَ اللَهِ مُفتَقِرُ

إِنّي فَتاكَ فَلا تَقطَع مُواصَلَتي

هَبني جَنَيتُ فَقُل لي كَيفَ أَعتَذِرُ.

اقرأ أيضا: شعر عربي عن القمر

أشعار عن السمر

يقول الصرصري:

يا سامري الدجى بذات السمر

هل عندكما لناشد من خبر

كم يسأل بالحمى ومن يخبره

عن سر هوى يخفى على ذي نظر.

يقول ابن الساعاتي:

تثَّنت من الأعطاف مخطفةٌ سمرُ

وسلَّت سيوفَ الهجر فانهزم الصّبرُ

فمن للقنا الخطيّ ثقَّفها الصّبا

يجرّد منها البيضَ صقيلها السّحرُ.

يقول محي الدين ابن عربي:

قالت لنا سفري إنْ كنتَ في سفري

ما كان في سكر أحلى من السكرِ

فقل إلى سمرٍ شوقي إلى السمر

فإنَّ في عمري خيراً إلى عمري.

يقول الشاعر محمد اسموني في قصيدة سمر:

متى دجا الليـلُ

وغابَ عن عيني القمرُ

بل هي الشمسُ والقمرُ

في سـكونِ الليلِ نحيا

نصنعُ للمستقبلِ رؤيا

بأحلى لحظاتِ العمرِ

أغارُ من النسيم إذْ يَهُبُّ

ويحملُ بَوْحَنا إلى الغيرِ

حدثتنـي رفيقتـي

بصوتٍ عذبٍ نَدِيّ

كَلَّمَتْنـي صديقتي

عن كلِّ شيءٍ خفيّ

من خفايا الأسرارِ

عن أحلامها، عن أمانيها العذابِ

حاورتني عن بعضِ مزايا الأسفارِ

عن شهر العسـلِ

عن ركوبِ الخيلِ

عن العومِ في البحرِ

باحت لي بكلِّ سرِّ

ويطول الحديث المُسْـكِرُ

وأُحِسُّ عمرَ ليلي يقـصرُ

فالحديثُ لم ينتهِ بعدُ

وفرحتي مالها حدُّ

ثم يطـلعُ الفجـرُ

حيثُ يُكْشَفُ السرُّ

ويخجلُ بين الشفاهِ السَّمَرُ.

اقرأ أيضا: شعر عربي عن القهوة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4
مصدر 5
مصدر 6
مصدر 7

Exit mobile version