ما أجمل الحب، وما أجمل أن يجد الإنسان حبيباً حقيقياً يصبح أقرب إليه من روحه، ويُفضّل راحته وسعادته على أيّ شيء في الدنيا، حبيباً يصبح مستودع الأسرار وسر الابتسامة، ولذلك اعتنى الشعراء بكتابة الكثير من قصائد شعر عربي عن الحبيب ووصف ما يحدث للقلب حال رؤيته.
شعر عربي عن الحبيب
يقول المتنبي في أجمل قصائد شعر عربي عن الحبيب :
الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا
وألَذُّ شَكْوَى عاشِقٍ ما أعْلَنَا
ليتَ الحَبيبَ الهاجري هَجْرَ الكَرَى
من غيرِ جُرْمٍ واصِلي صِلَةَ الضّنى
بِتْنَا ولَوْ حَلّيْتَنا لمْ تَدْرِ مَا
ألْوانُنَا ممّا اسْتُفِعْنَ تَلَوُّنَا
وتَوَقّدَتْ أنْفاسُنا حتى لَقَدْ
أشْفَقْتُ تَحْتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنَا
أفْدي المُوَدِّعَةَ التي أتْبَعْتُهَا
نَظَراً فُرادَى بَينَ زَفْراتٍ ثُنَا
أنْكَرْتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرّةً
ثُمّ اعْتَرَفتُ بها فصارَتْ دَيْدَنَا
وقَطَعْتُ في الدّنْيا الفَلا ورَكائِبي
فيها وَوَقْتيّ الضّحَى والمَوْهِنَا.
ويقول المتنبي أيضًا في قصيدة أخرى عن الحبيب:
لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي
وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي
وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه
وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ
وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى
مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ
وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي
وَغضْبَى من الإدلالِ سكرَى من الصّبى
شَفَعْتُ إلَيها مِنْ شَبَابي برَيِّقِ
وَأشنَبَ مَعْسُولِ الثّنِيّاتِ وَاضِحٍ
سَتَرْتُ فَمي عَنهُ فَقَبّلَ مَفْرِقي
وَأجيادِ غِزْلانٍ كجيدِكِ زُرْنَني
فَلَمْ أتَبَيّنْ عاطِلاً مِنْ مُطَوَّقِ
وَما كلّ مَن يهوَى يَعِفّ إذا خَلا
عَفَافي وَيُرْضي الحِبّ وَالخَيلُ تلتقي
سَقَى الله أيّامَ الصّبَى ما يَسُرّهَا
وَيَفْعَلُ فِعْلَ البَابِليّ المُعَتَّقِ
إذا ما لَبِسْتَ الدّهْرَ مُستَمتِعاً بِهِ
تَخَرّقْتَ وَالمَلْبُوسُ لم يَتَخَرّقِ
وَلم أرَ كالألحَاظِ يَوْمَ رَحِيلِهِمْ
بَعثنَ بكلّ القتل من كلّ مُشفِقِ
أدَرْنَ عُيُوناً حائِراتٍ كأنّهَا
مُرَكَّبَةٌ أحْداقُهَا فَوْقَ زِئْبِقِ
عَشِيّةَ يَعْدُونَا عَنِ النّظَرِ البُكَا
وَعن لذّةِ التّوْديعِ خوْفُ التّفَرّقِ.
اقرأ أيضا: شعر عربي فصيح عن الشوق
يقول الشاعر جورج جرداق في قصيدة هذه ليلتي:
هذه ليلتي وَحُلْمُ حَيَاِتي
بَينَ مَاضٍ من الزّمانِ وَآتِ
الهَوَى أَنَتَ كُلُّه والأمَانِي
فَاملأ الكأسَ بِالغَرامِ وَهَاتِ
بَعدَ حِينٍ يُبدّلُ الحُبُّ دَارَا
وَالعَصَافِيرُ تَهجُرُ الأوكَارَا
وَدِيارٌ كَانَت قَدِيمًا دِيارَا
سَتَرَانَا، كَمَا نَرَاهَا، قِفَارَا
سَوفَ تَلهُوبِنا الحَياةُ وتَسخَر
فَتَعَالَ أُحِبُّكَ الآنَ أكثَر
وَالمسَاءُ الذِي تَهَادَى إِلينَا
ثُمَّ أصغَى وَالحُبُّ في مُقلَتينَا
لسُؤَالٍ عَنِ الهَوَى وَجَوَابٍ
وَحَدِيثٍٍ يَذُوبُ في شَفَتينَا
قَد أَطَالَ الوُقُوفَ حِينَ دَعَانِي
لِيَلُمَّ الأشواقَ عَن أَجفانِي
فَادن منّي وخُذ إِليكَ حَنَاني
ثُمُّ أَغمضْ عَينيكَ حَتَّى تَرَانيَ
وَليَكنُ لَيلُنا طًوِيلاً طَويلاً
فَكثيرُ اللقِاءِ كَانَ قَليلاَ
سَوفَ تَلهُو بِنَا الحَياة وَتَسخَر
فَتَعَالَ أُحُبّك الآنَ أَكثَر
يَا حَبيبِي طَابَ الهوَى مَاعلينَا
لَو حَمَلنَا الأَيَّامَ في راحَتَيْنَا
صُدفَةٌ أَهدَتِ الُوجُودَ إِلَينَا
وَأَتاحَت لَقاءَنَا فالتَقينَا
فِي بِحارٍ تَئنُّ فيهَا الرّياَحُ
ضَاعَ فِيَها المِجدَافُ والملاَّحُ
كَم أَذلَّ الفِرَاقَ مِنَّا لقاءُ
كُلُّ ليلٍ إِذَا التقينَا صَباحُ
يَا حَبِيبًا قَد طَالَ فِيِه سُهَادي
وَغَريبًا مُسافِرًا بفُؤادِي
سَوفَ تَلهُو بِنَا الحَيَاةُ وَتَسخَر
فَتَعَالَ أُحبُّكَ الآنَ أكثر
يَا حَبيبي وَأنت خمرِي وكأسي
وَشراعِي فوقَ البحَارِ وشَمسِي
فيكَ صمْتي وَفيكَ نطقِي وَهمسِي
وَغَدي في هَوَاك يَسبِق أمسِي
كَانَ عُمري إلى هَواكَ دليلاً
واللَّياليِ كَانَت إِليكَ سَبِيلاَ
سَوفَ تَلهُو بِنَا الحَيَاةُ وَتَسخَر
فَتَعَالَ أُحبُّكَ الآن أكثر!
اقرأ أيضا: شعر عربي عن المرأة
شعر عربي عن الحبيب لنزار قباني
يقول الشاعر السوري الكبير نزار قباني في قصيدة لا تسألوني:
لا تسألوني ما اسمُهُ حبيبي
أخشى عليكم ضَوْعَةَ الطُيُوبِ
والله لو بُحْتُ بأيِّ حرفٍ
تكدّسَ الليلَكُ في الدروبِ
تَرَوْنَهُ في ضحكةِ السَوَاقي
في رفّةِ الفراشةِ اللعوبِ
في البحر في تنفُّس المَرَاعي
وفي غناءِ كلّ عندليبِ
في أدْمُعِ الشتاءِ حينَ يبْكي
وفي عطاءِ الديمةِ السَكُوبِ
محاسنٌ لا ضمّها كتابٌ
ولا ادَّعَتْها ريشةُ الأديبِ
لا تسألوني ما اسمه كَفَاكُمُ
فلن أبوحَ باسْمِهِ حبيبي.
ويقول أيضًا في قصيدة أعنف حب عشته:
تلومني الدنيا إذا أحببته
كأنني.. أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني أنا على خدود الورد قد رسمته
كأنني أنا التي..
للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته
وفي مياه البحر قد ذوبته..
كأنني.. أنا التي
كالقمر الجميل في السماء..
قد علقته..
تلومني الدنيا إذا..
سميت من أحب.. أو ذكرته..
كأنني أنا الهوى..
وأمه.. وأخته..
هذا الهوى الذي أتى..
من حيث ما انتظرته
مختلفٌ عن كل ما عرفته
مختلفٌ عن كل ما قرأته
وكل ما سمعته
لو كنت أدري أنه..
نوعٌ من الإدمان.. ما أدمنته
لو كنت أدري أنه..
بابٌ كثير الريح.. ما فتحته
لو كنت أدري أنه..
عودٌ من الكبريت.. ما أشعلته
هذا الهوى.. أعنف حبٍ عشته
فليتني حين أتاني فاتحاً
يديه لي.. رددته
وليتني من قبل أن يقتلني.. قتلته..
هذا الهوى الذي أراه في الليل..
على ستائري..
أراه.. في ثوبي..
وفي عطري.. وفي أساوري
أراه.. مرسوماً على وجه يدي..
أراه منقوشاً على مشاعري
لو أخبروني أنه
طفلٌ كثير اللهو والضوضاء ما أدخلته
وأنه سيكسر الزجاج في قلبي لما تركته
لو أخبروني أنه..
سيضرم النيران في دقائقٍ
ويقلب الأشياء في دقائقٍ
ويصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائقٍ
لكنت قد طردته..
يا أيها الغالي الذي..
أرضيت عني الله.. إذ أحببته
هذا الهوى أجمل حبٍ عشته
أروع حبٍ عشته
فليتني حين أتاني زائراً
بالورد قد طوقته.
اقرأ أيضا: شعر ابن عربي عن الحب