شعر عربي عن الحرب

بالرغم من كره جميع شعوب العالم للحرب؛ إلّا أنّها تعد ظاهرة إنسانية قديمة، فلم يخلُ أيّ عصر من العصور القديمة من اشتعال الحروب التي كانت ضحاياها عشرات الآلاف من الناس، فتاريخ الحرب قديم جداً، فهي قديمة قدم الإنسان؛ لذلك اهتم الشعراء بكتابة قصائد شعر عربي عن الحرب.

شعر عربي عن الحرب

شعر عربي عن الحرب

يقول عامر بن الطفيل في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي عن الحرب :

أنا الفارس الحامي حَقيقةَ جَعْفرِ

وقد عَلِمَ المزنُوقُ أنِّي أكِرُّهُ

عَشِيّة َ فَيْفِ الرّيحِ كَرَّ المُشَهَّرِ

إذا ازْوَرّ مِنْ وَقْعِ الرّماحِ زَجَرْتُهُ

وقُلتُ له ارجِعْ مُقبِلاً غيرَ مُدبِرِ

وَأَنبَأتُهُ أَنَّ الفِرارَ خَزايَةٌ

عَلى المَرءِ ما لَم يُبلِ عُذراً فَيُعذَرِ

ألستَ تَرَى أرماحَهم فيَّ شُرَّعاً

وأنتَ حِصانٌ ماجِدُ العِرْقِ فاصْبِرِ

أردتُ لكيلاَ يعلمَ الله أننِي

صَبَرتُ وأخْشَى مثلَ يوم المُشَقَّرِ

لَعَمري ومَا عَمْري عَليَّ بهَيِّنٍ

لقد شَانَ حُرَّ الوجهِ طعنَة ُ مُسْهِرِ

فَبِئْسَ الفتى إنْ كُنتُ أعوَرَ عاقِراً

جَبَاناً فَما عُذري لَدى كلِّ محْضَرِ

وقَدْ علِمُوا أنّي أكُرّ عَلَيْهِمِ

عَشِيّة َ فَيْفِ الرِّيحِ كَرَّ المُدَوَّرِ

وما رِمْتُ حَتَّى بَلَّ صَدْري وصَدْرَهُ

نَجيعٌ كَهُدّابِ الدِّمَقْسِ المُسَيَّرِ

فَلَو كانَ جَمعاً مِثلَنا لَم يَبُزُّنا

وَلَكِن أَتَتنا أُسرَةٌ ذاتُ مَفخَرِ

أَتَونا بِشَهرانِ العَريضَةِ كُلِّها

وَأَكلُبَ طُرّاً في جِيادِ السَنَوَّرِ

يقول المتنبي :

أَراعَ كَذا كُلَّ المُلوكِ هُمامُ

وَسَحَّ لَهُ رُسلَ المُلوكِ غَمامُ

وَدانَت لَهُ الدُنيا فَأَصبَحَ جالِساً

وَأَيّامُها فيما يُريدُ قِيامُ

إِذا زارَ سَيفُ الدَولَةِ الرومَ غازِياً

كَفاها لِمامٌ لَو كَفاهُ لِمامُ

كَتائِبُ جاؤوا خاضِعينَ فَأَقدَموا

وَلَو لَم يَكونوا خاضِعينَ لَخاموا

وَعَزَّت قَديماً في ذَراكَ خُيولُهُم

وَعَزّوا وَعامَت في نَداكَ وَعاموا

عَلى وَجهِكَ المَيمونِ في كُلِّ غارَةٍ

صَلاةٌ تَوالى مِنهُمُ وَسَلامُ

وَكُلُّ أُناسٍ يَتبَعونَ إِمامَهُم

وَأَنتَ لِأَهلِ المَكرُماتِ إِمامُ

وَرُبَّ جَوابٍ عَن كِتابٍ بَعَثتَهُ

وَعُنوانُهُ لِلناظِرينَ قَتامُ

تَضيقُ بِهِ البَيداءُ مِن قَبلِ نَشرِهِ

وَما فُضَّ بِالبَيداءِ عَنهُ خِتامُ

حُروفُ هِجاءِ الناسِ فيهِ ثَلاثَةٌ

جَوادٌ وَرُمحٌ ذابِلٌ وَحُسامُ

أَذا الحَربِ قَد أَتعَبتَها فَاِلهُ ساعَةً

لِيُغمَدَ نَصلٌ أَو يُحَلَّ حِزامُ

وَإِن طالَ أَعمارُ الرِماحِ بِهُدنَةٍ

فَإِنَّ الَّذي يَعمَرنَ عِندَكَ عامُ

وَما زِلتَ تُفني السُمرَ وَهيَ كَثيرَةٌ

وَتُفني بِهِنَّ الجَيشَ وَهُوَ لُهامُ

مَتى عاوَدَ الجالونَ عاوَدتَ أَرضُهُم

وَفيها رِقابٌ لِلسُيوفِ وَهامُ

وَرَبّوا لَكَ الأَولادَ حَتّى تُصيبَها

وَقَد كَعَبَت بِنتٌ وَشَبَّ غُلامُ

جَرى مَعَكَ الجارونَ حَتّى إِذا اِنتَهَوا

إِلى الغايَةِ القُصوى جَرَيتَ وَقاموا.

يقول زهير بن أبي سلمى:

وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً

بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ

فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ

بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ

عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها

وَمَن يَستَبِح كَنزاً مِنَ المَجدِ يَعظُمِ

فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم

مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ

تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت

يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ

يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً

وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ

فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً

وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ

فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم

لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ

يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر

لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ

وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ

وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ

مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً

وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ

فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها

وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ

فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم

كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ

فَتُغلِل لَكُم ما لا تُغِلُّ لِأَهلِها

قُرىً بِالعِراقِ مِن قَفيزٍ وَدِرهَمِ

لَعَمري لَنِعمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيهِمُ

بِما لا يُواتيهِم حُصَينُ بنُ ضَمضَمِ

وَكانَ طَوى كَشحاً عَلى مُستَكِنَّةٍ

فَلا هُوَ أَبداها وَلَم يَتَجَمجَمِ

وَقالَ سَأَقضي حاجَتي ثُمَّ أَتَّقي

عَدُوّي بِأَلفٍ مِن وَرائِيَ مُلجَمِ

فَشَدَّ وَلَم تَفزَع بُيوتٌ كَثيرَةٌ

لَدى حَيثُ أَلقَت رَحلَها أُمُّ قَشعَمِ

لَدى أَسَدٍ شاكي السِلاحِ مُقَذَّفٍ

لَهُ لِبَدٌ أَظفارُهُ لَم تُقَلَّمِ

جَريءٍ مَتى يُظلَم يُعاقِب بِظُلمِهِ

سَريعاً وَإِلّا يُبدَ بِالظُلمِ يَظلِمِ

رَعَوا ما رَعَوا مِن ظِمئِهِم ثُمَّ أَورَدوا

غِماراً تَسيلُ بِالرِماحِ وَبِالدَمِ

فَقَضَّوا مَنايا بَينَهُم ثُمَّ أَصدَروا

إِلى كَلَأٍ مُستَوبِلٍ مُتَوَخَّمِ

لَعَمرُكَ ما جَرَّت عَلَيهِم رِماحُهُم

دَمَ اِبنِ نَهيكٍ أَو قَتيلِ المُثَلَّمِ

وَلا شارَكوا في القَومِ في دَمِ نَوفَلٍ

وَلا وَهَبٍ مِنهُم وَلا اِبنِ المُحَزَّمِ

فَكُلّاً أَراهُم أَصبَحوا يَعقِلونَهُم

عُلالَةَ أَلفٍ بَعدَ أَلفٍ مُصَتَّمِ

تُساقُ إِلى قَومٍ لِقَومٍ غَرامَةً

صَحيحاتِ مالٍ طالِعاتٍ بِمَخرِمِ

لِحَيٍّ حِلالٍ يَعصِمُ الناسَ أَمرُهُم

إِذا طَلَعَت إِحدى اللَيالي بِمُعظَمِ

كِرامٍ فَلا ذو الوِترِ يُدرِكُ وِترَهُ

لَدَيهِم وَلا الجاني عَلَيهِم بِمُسلَمِ

سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش

ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ

رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب

تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ

وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ

وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمي

وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ

يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ.

اقرأ أيضا: مقال عن الحرب

أبيات شعر عربي الحرب

الحربُ أوّلٌ ما تكونُ فُتيَّةً

تسعى بزينتها لكلِّ جَهولِ

حتى إذا استَعَرَت وشَبَّ ضِرامُها

عادت عجوزاً غيرَ ذاتِ خليلِ

شمطاءَ جَزَّت رأسَها وتَنَكَّرَت

مكروهةً للشَّمِّ والتقبيلِ

  • تقول عفيرة بنت عباد:

وَلَوْ أَنَّنَا كُنَّا رِجَالاً وَكُنْتُمُ

نِسَاءً لَكُنَّا لاَ نَقَرُّ بِذَا الْفِعْلِ

فَمُوتُوا كِرَامًا أَوْ أَمِيتُوا عَدُوَّكُمْ

وَدِبُّوا لِنَارِ الْحَرْبِ بِالْحَطَبِ الْجَزْلِ

وَإِنْ أَنْتُمُ لَمْ تَغْضَبُوا بَعْدَ هَذِهِ

فَكُونُوا نِسَاءً لاَ يُعَبْنَ مِنَ الْكُحْلِ.

  • يقول عنترة بن شداد:

هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ

إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي

إِذ لا أَزالُ عَلى رِحالَةِ سابِحٍ

نَهدٍ تَعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ

طَوراً يُجَرَّدُ لِلطِعانِ وَتارَةً

يَأوي إِلى حَصدِ القَسِيِّ عَرَمرَمِ

يُخبِركِ مَن شَهِدَ الوَقيعَةَ أَنَّني

أَغشى الوَغى وَأَعِفُّ عِندَ المَغنَمِ

وَمُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالَهُ

لا مُمعِنٍ هَرَباً وَلا مُستَسلِمِ

جادَت لَهُ كَفّي بِعاجِلِ طَعنَةٍ

بِمُثَقَّفٍ صَدقِ الكُعوبِ مُقَوَّمِ

فَشَكَكتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ

لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ

فَتَرَكتُهُ جَزَرَ السِباعِ يَنُشنَهُ

يَقضِمنَ حُسنَ بِنانِهِ وَالمِعصَمِ

وَمِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكتُ فُروجَه

بِالسَيفِ عَن حامي الحَقيقَةِ مُعلِمِ.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الحرب

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

Exit mobile version