شعر عربي عن الدنيا

الدّنيا أيام وليالٍ نعيشها وعمراً طويلاً، ولكنّ العمر مهما طال فإنّه لن يستمرّ، ومهما تمتّعنا وسعدنا بها أو شقينا فإنّ الدّنيا زائلة لا تدوم لغنيٍّ أو لفقير، فالكلّ في هذه الدّنيا مُسافرون، لذلك يجب أن نفهم غاية وجودنا في هذه الدنيا لنعيش بسعادة وننعم بالرّضى، وقد كتب الشعراء العديد من قصائد شعر عربي عن الدنيا وأحوالها.

شعر عربي عن الدنيا

شعر عربي عن الدنيا

يقول المتنبي في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي عن الدنيا :

نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ

جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا

أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى

كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا

مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ

حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ

خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا

أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ

وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ

وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ

وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ

وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ

وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي

مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ

حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ

حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ.

يقول أبو مسلم البهلاني العماني:

ماذا تريد من الدّنيا تُعنّيها

أما ترى كيف تفنيها عواديها

غدّارة ما وفت عهداً وإن وعدت

خانت وإن سالمت فالحرب توريها

ما خالصتك وإن لانت ملامسها

ولا اطمأنّ إلى صدقٍ مصافيها

سحرٌ ومكرٌ وأحزانٌ نضارتها

فاحذر إذا خالست مكراً وتمويها

وانفر فديتك عنها إنّها فتن

وإن دعتك وإن زانت دعاويها

كذّابة في دعاويها منافقة

والشّاهدات على قولي معانيها

تُريك حُسناً وتحت الحسن مهلكة

يا عشقيها أما بانت مساويها

نسعى إليها على علم بسيرتها

ونستقرّ وإن ساءت مساعيها

أمٌّ عقوقٌ وبئس الأمّ تحضننا

على غذاء سموم من أفاعيها

بئس القرار ولا ننفكّ نألفها

ما أعجب النّفس تهوى من يعاديها

تنافس النّاس فيها وهي ساحرة

بهم وهمهم أن يهلكوا فيها

يجنون منها على مقدار شهوتهم

وما جنوه ذعاف من مجانيها

من الذي لم ترعه من طوارقها

وأيّ نفس من البلوى تفاديها

كلّ البريّة موتور بما فتكت

لا ثأر يؤخذ لا أنصار تكفيها.

يقول محمود سامي البارودي:

أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ

وَهِيَ مِنَ الْجَهْلِ بِكُمْ سَاخِرَهْ

وَغَرَّكُمْ مِنْهَا وَأَنْتُمْ بِكُمْ

جُوعٌ إِلَيْهَا قِدْرُهَا الْبَاخِرَهْ

يَمْشِي الْفَتَى تِيهَاً وَفِي ثَوْبِهِ

مِنْ مَعْطِفَيْهِ جِيفَةٌ جَاخِرَهْ

كَأَنَّهُ فِي كِبْرِهِ سَادِرٌ

سَفِينَةٌ فِي لُجَّةٍ مَاخِرَهْ

كَمْ أَنْفُسٍ عَزَّتْ بِسُلْطَانِهَا

فِي ما مَضَى وَهْيَ إِذَنْ دَاخِرَهْ

وَعُصْبَةٍ كَانَتْ لأَمْوَالِهَا

مَظنَّةَ الْفَقْرِ بِهَا ذَاخِرَهْ

فَأَصْبَحَتْ يَرْحَمُهَا مَنْ يَرَى

وَقَدْ غَنَتْ فِي نِعْمَةٍ فَاخِرَهْ

فَلا جَوَادٌ صَاهِلٌ عَزَّهُمْ

يَوْمَاً وَلا خَيْفَانَةٌ شَاخِرَهْ

بَلْ عَمَّ دُنْيَاهُمْ صُرُوفٌ لَهَا

مِنَ الرَّدَى أَوْدِيَةٌ زَاخِرَهْ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ

وَاخْشَوْا عَذَابَ اللَّهِ وَالآخِرَهْ

أَنْتُمْ قُعُودٌ وَالرَّدَى قَائِمٌ

يُسْقِيكُمُ بِالْكُوبِ وَالصَّاخِرَهْ

فَانْتَبِهُوا مِنْ غَفَلاتِ الْهَوَى

وَاعْتَبِرُوا بِالأَعْظُمِ النَّاخِرَهْ.

يقول الخليفة المعتضد بالله العباسي:

تزود من الدّنيا فإنّك لا تبقى

وخذ صفوها لمّا صفوت ودع الزّلقا

ولا تأمننّ الدّهر إنّي أمنتُهُ

فلم يبق لي خِلّاً ولم يرعَ لي حقاً

قتلت صناديد الملوك فلم أدَعْ

عدوّاً ولم أهمل على ظنّه خلقاً

وأخليت دار الملك من كل بارع

فشرّدتهم غرباً ومزّقتهم شرقاً

فلمّا بلغت النّجم عزّاً ورفعةً

وصارت رقاب الخلق أجمع لي رِقّاً

رماني الرّدى رمياً فأخمد حمرتي

فها أنا ذا في حفرتي مفرداً ملقى

فأفسدت دُنياي وديني جهالة

فما ذا الذي مني بمصرعِه أشقى.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الدنيا

أبيات شعر عربي عن الدنيا

وفكرة مغرور وتدبير جاهل

فقلت هي الدّنيا التي ليس مثلها

ونافست منها في غرور باطل

وضيمت أحقاباً أمامي طويلة

بلذّات أيّام قصار قلائل.

حذار حذار من بطشي و فتكي

فلا يغرركم حسن ابتسامي

فقولي مُضحك والفعل مُبكي

مُفكّراً أيّ باب عنه يغلقه

جمعت مالاً فقل لي هل جمعت له

يا غافل القلب أيّاماً تفرقه

وما نلت إلا الهمّ والغمّ والنَّصَبِ

وأسرعت في ذنبي ولم أقضِ حسرتي

هربت بذنبي منك إن نفع الهرب

و لم أرَ حظّاً كالقنوع لأهله

وإن يحمل الإنسان ما عاش في الطّلب

له عن عدوٍ في ثيابِ صديقِ

مغالباً ثم بعدَ الجمعِ يرميها

كالمرءِ يكدحُ للدّنيا ويجمعُها

حتّى إِذا ماتَ خَلاَّها وما فيها

تبيّنَ أنّ معناها عبورُ

فبينا أنتَ في ظِلِّ الأماني

بأسعدِ حالةٍ إِذا أنتَ بورُ

ولا البقاءُ على خلقٍ بمضمونِ

حلمٍ يجرُّ وراءَه أحلاما

والعيشُ في الدّنيا جهادٌ دائمٌ

ظَبْيٌ يصارعُ في الوَغَى ضِرْغاما

ولكن تُؤخذُ الدّنيا غِلابا

وما استعصى على قومٍ منالٌ

إِذا الأِقدامُ كانَ لهم ركاب

لكن تعلّم قليلاً كيف تُعطيها

كم وردة طيبها حتّى لسارقها

لا دمنة خبثها حتّى لساقيها

سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي

أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ

وفي الغاباتِ بينَ الصنوبّر الميّادِ

ليس لي من شواغل العيش ما

يصرفُ نفسي عن استماعِ فؤادي

أرقبُ الموتَ، والحياة

وأصغي لحديثِ الآزال والآبادِ

وأغنيّ مع البلابل في الغابِ

وأصغيِ إلى خرير الوادي

وَأُناجي النُّجومَ والفجرَ،

والأَطيارَ والنّهرَ، والضّياءَ الهادي.

اقرأ أيضا: كلام عن الدنيا

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4
مصدر 5

Exit mobile version