شعر عربي عن الذل

الذل هو الحطّ من الكبرياء، ويقود إلى التقليل من الشأن والإهانة والخضوع، وهو ما يشعر به الشخص الذي تدنّت مكانته بين الناس إما بإرادته أو عن طريق القوّة، وقد اعتنى الشعراء بكتابة قصائد شعر عربي عن الذل وذمه، خصوصًا وأن عزة النفس من أهم الصفات التي يفتخر بها العرب. 

شعر عربي عن الذل

شعر عربي عن الذل

يقول المتنبي في واحدة من أعظم قصائد شعر عربي عن الذل :

لا اِفتِخارٌ إِلّا لِمَن لا يُضامُ

مُدرِكٍ أَو مُحارِبٍ لا يَنامُ

لَيسَ عَزماً ما مَرَّضَ المَرءُ فيهِ

لَيسَ هَمّاً ما عاقَ عَنهُ الظَلامُ

وَاِحتِمالُ الأَذى وَرُؤيَةُ جانيـ

ـهِ غِذاءٌ تَضوى بِهِ الأَجسامُ

ذَلَّ مَن يَغبِطُ الذَليلَ بِعَيشٍ

رُبَّ عَيشٍ أَخَفُّ مِنهُ الحِمامُ

كُلُّ حِلمٍ أَتى بِغَيرِ اِقتِدارٍ

حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيها اللِئامُ

مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ

ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ

ضاقَ ذَرعاً بِأَن أَضيقَ بِهِ ذَر

عاً زَماني وَاِستَكرَمَتني الكِرامُ

واقِفاً تَحتَ أَخمَصَي قَدرِ نَفسي

واقِفاً تَحتَ أَخمَصَيَّ الأَنامُ

أَقَراراً أَلَذَّ فَوقَ شَرارٍ

وَمَراماً أَبغي وَظُلمي يُرامُ

دونَ أَن يَشرَقُ الحِجازُ وَنَجدٌ

وَالعِراقانِ بِالقَنا وَالشَآمُ

شَرَقَ الجَوِّ بِالغُبارِ إِذا سا

رَ عَلِيُّ اِبنُ أَحمَدَ القَمقامُ

الأَديبُ المُهَذَّبُ الأَصيَدُ الضَر

بُ الذَكِيُّ الجَعدُ السَرِيُّ الهُمامُ

وَالَّذي رَيبُ دَهرِهِ مِن أُسارا

هُ وَمِن حاسِدي يَدَيهِ الغَمامُ

يَتَداوى مِن كَثرَةِ المالِ بِالإِقـ

ـلالِ جوداً كَأَنَّ مالاً سَقامُ

حَسَنٌ في عُيونِ أَعدائِهِ أَقـ

ـبَحُ مِن ضَيفِهِ رَأَتهُ السَوامُ

لَو حَمى سَيِّداً مِنَ المَوتِ حامٍ

لَحَماكَ الإِجلالُ وَالإِعظامُ.

يقول ابن الوردي في شعره عن ذم الذل في سبيل العزة والإباء:

وعفْتُ بني الدنيا وغادرْتُ برَّهُمْ

لغيري فلا أشكو ولا أتعتَّبُ

فيا لائماً قَدْ لامَ في تركِ منصبٍ

خُطبتُ لهُ تَرْكي لذلك منصبُ

كذا سنَّةُ الدنيا إذا تركَ الفتى ال

مناصبَ جاءَتْهُ المناصبُ تخطبُ

أأرجعُ بعدَ العتقِ في الرقِّ ثانياً

فلا أمَّ لي إنْ كانَ ذاكَ ولا أبُ

تركْتُ حسودي والولاياتُ همُّهُ

يجاهدُ في تحصيلهنَّ ويدأبُ

وما جهلتْ نفسي المعالي وطيبَها

ولكنْ رأتْ أنَّ السلامةَ أطيبُ

أصونُ الذي عُلِّمته عنْ مذلةٍ

فللعزِّ في الدارينِ قد كنتُ أتعبُ

يقولون لي فيكَ انقباضٌ وإنما

رأوا رجلاً عنْ موقفِ الذلِّ يهربُ

ولو شئتُ فقتُ الكلَّ حرصاً وجرأةً

فأُرضي بجمعي وأرثي وأَغضب

أأكنزُ أموالاً واحملُ إثمَها

وأتركُها للوارثينَ وأذهبُ

على اللهِ رزقُ الوارثينَ وغيرِهم

فَبُعْداً لشخصٍ مِنْ سوى اللهِ يطلبُ.

اقرأ أيضا: شعر عربي عن الكبرياء

تقول الشاعرة منال درويش:

فلتبكِ يا قلب الحياةِ غروبنا

وانثر على ذاك الضميرِ ترابا

واخفض جناحك بالمذلة علَّنا

يوماً نثور على الهوان غضابا

فلتبكِ يا قلبي زماناً قد أضا

عته الظنون مقيداً مرتابا

يشكو من الجمر المسعَّر في الحشا

طيفاً يغنى بالحنين سرابا

فوفاءُ ما برحت تعاند بؤسها

بدم البطولةِ كحلت أهدابا

وسقت ربوع الأرض من شريانها

لا تشتكى وجع الفراق عذابا

كم من خطيب في البلاغة جاءنا

دون الفعال مخادعا كذابا

يهجو أساطيل الظلامِ بحمأةٍ

و إذا اختلى حراً أطاح رقابا

يا أمة بات الرجال نساءها

والأُسد فيها أُبدِلوا أذنابا

يا غصةً بالحلق تعلن ثأرها

والكلب يدعو جهدنا ارهابا

هيهات يا من تستغل دماءنا

تدعو الشهيدَ بقاتلٍ مغتابا

يا أمة َ المليارِ هل من رجفةٍ

تحيي الضمير وتشعل الألبابا

وتخوض بحراً من ظلامٍ دامسٍ

تمضى بأنحاء الظلامِ شهابا

تقضى على الوجع المسجَّى بيننا

وتلملم الأشلاء و الأغرابا

يا نورس الحزن المداعب خدَّنا

أهجر لوانا قد سئمت عقابا

أُفٍ لمن جعل العلاء تذللاً

كي يستبيحُ العِرضَ و الأنسابا

لا لن أبالي بالجراح ولوعتي

فعزيز قومٍ من يظل مهابا.

يقول الشاعر عبد الرحمن العشماوي:

في زمان الذل تغدو الهرولة

صورة للمهزلة

حينما يسكت من يعرف أن الحق له

ويرى أولمرت أو ليفني فيهتز ويدني منزله

ويريهم رقصة المذبوح يستحسن صوت القنبلة

في زمان الذل تشكو الأسئلة ؟؟

من إجابات الخضوع المذهلة

وانكسارات الرجال المخجلة

وبقاء الحل وهماً في خيال المشكلة؟؟

في زمان الذل تبدو المعضلة؟؟

في وجوه كلما أقبلت المأساة جاءت مقبلة

لم تكن صامدةً يوما ولا مستبسلة

كلما نعرف عنها أنها أصبحت في غيّها مسترسلة

ولدينا لو أردنا الأمثلة ؟؟

في زمان الصمت تغدو الجلجلة ؟؟

صورة للقصف في أرض الرباط المهملة

صورة للظلم في عصرٍ يجيد العرقلة

يقتل الطفل ويستطعم جرح الأرملة؟؟

اقرأ أيضا: شعر عربي عن الكرامة

أبيات شعر عربي عن الذل

يقول أبو طالب:

وَما كُنتُ أَخشى أَن يُرى الذُلُّ فيكمُ

بَني عَبدِ شَمسٍ جيرَتي وَالأَقارِبِ

جَميعاً فَلا زالَت عَليكُم عَظيمَةٌ

تَعُمُّ وَتَدعو أَهلَها بِالجَباجِبِ

أَراكُم جَميعاً خاذِلينَ فَذاهِبٌ

عَنِ النَصرِ مِنّا أَو غَوٍ مُتَجانِبِ.

يقول عنترة بن شداد:

لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ

بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ

ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ

وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ.

يقول الأخطل:

ما زالَ فينا رِباطُ الخَيلِ مُعلِمَةً

وَفي كُلَيبٍ رِباطُ الذُلِّ وَالعارِ

النازِلينَ بِدارِ الذُلِّ إِن نَزَلوا

وَتَستَبيحُ كُلَيبٌ مَحرَمَ الجارِ.

يقول أحمد شوقي:

توهموا العز في ذل يراد بهم

وشبهت لهم النعماء تشبيها

لا عيش في الذل إلا للذليل ولا

حياة للنفس إن ماتت أمانيها

أننفض اليد من عز نؤمله

وتحت رايتك الآساد تزجيها.

اقرأ أيضا: أجمل أبيات الشعر العربي في الحكم

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

Exit mobile version