الكبرياء هو اعتزاز المرء بنفسه، وكرامته، وعدم الرضا لها بالهوان، والمهانة، والذل مهما كان، وهناك نسب متفاوتة بين الشخص، والآخر في شدة الكبرياء، ويرجع هذا الأمر إلى البيئة، والتربية، وكيفية نظر الشخص فى ذلك الأمر، ويُعرف الشعراء باعتزازهم بنفسهم؛ لذلك يُكثر الشعراء من كتابة قصائد شعر عربي عن الكبرياء وعزة النفس.
شعر عربي عن الكبرياء
يُعتبر المتنبي من أعظم الشعراء الذين كتبوا في شعر عربي في الكبرياء وذلك في قصائد عديدة مثل:
- كَم قَتيلٍ كَما قُتِلتُ شَهيدِ
بِبَياضِ الطُلى وَوَردِ الخُدودِ
وَعُيونِ المَها وَلا كَعُيونٍ
فَتَكَت بِالمُتَيَّمِ المَعمودِ
دَرَّ دَرُّ الصِبا أَأَيّامَ تَجريـ
ـرِ ذُيولي بِدارِ أَثلَةَ عودي
عَمرَكَ اللَهُ هَل رَأَيتَ بُدوراً
طَلَعَت في بَراقِعٍ وَعُقودِ
رامِياتٍ بِأَسهُمٍ ريشُها الهُد
بُ تَشُقُّ القُلوبُ قَبلَ الجُلودِ
يَتَرَشَّفنَ مِن فَمي رَشَفاتٍ
هُنَّ فيهِ أَحلى مِنَ التَوحيدِ
كُلُّ خَمصانَةٍ أَرَقُّ مِنَ الخَمـ
ـرِ بِقَلبٍ أَقسى مِنَ الجَلمودِ
ذاتِ فَرعٍ كَأَنَّما ضُرِبَ العَنـ
ـبَرُ فيهِ بِماءِ وَردٍ وَعودِ
حالِكٍ كَالغُدافِ جَثلٍ دَجوجِيـ
ـيٍ أَثيثٍ جَعدٍ بِلا تَجعيدِ
تَحمِلُ المِسكَ عَن غَدائِرِها الريـ
ـحُ وَتَفتَرُّ عَن شَنيبٍ بَرودِ
جَمَعَت بَينَ جِسمِ أَحمَدَ وَالسُقـ
ـمِ وَبَينَ الجُفونِ وَالتَسهيدِ
هَذِهِ مُهجَتي لَدَيكِ لِحيني
فَاِنقُصي مِن عَذابِها أَو فَزيدي
أَهلُ ما بي مِنَ الضَنى بَطَلٌ صيـ
ـدَ بِتَصفيفِ طُرَّةٍ وَبِجيدِ
كُلُّ شَيءٍ مِنَ الدِماءِ حَرامٌ
شُربُهُ ما خَلا دَمَ العُنقودِ
فَاِسقِنيها فِدىً لِعَينَيكِ نَفسي
مِن غَزالٍ وَطارِفي وَتَليدي
شَيبُ رَأسي وَذِلَّتي وَنُحولي
وَدُموعي عَلى هَواكَ شُهودي
أَيَّ يَومٍ سَرَرتَني بِوِصالٍ
لَم تَرُعني ثَلاثَةً بِصُدودِ
ما مُقامي بِأَرضِ نَخلَةَ إِلّا
كَمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهودِ
مَفرَشي صَهوَةُ الحِصانِ وَلَكِن
نَ قَميصي مَسرودَةٌ مِن حَديدِ
لَأمَةٌ فاضَةٌ أَضاةٌ دِلاصٌ
أَحكَمَت نَسجَها يَدا داوُّدِ
أَينَ فَضلي إِذا قَنِعتُ مِنَ الدَهـ
ـرِ بِعَيشٍ مُعَجَّلِ التَنكيدِ
ضاقَ صَدري وَطالَ في طَلَبِ الرِز
قِ قِيامي وَقَلَّ عَنهُ قُعودي
أَبَداً أَقطَعُ البِلادَ وَنَجمي
في نُحوسٍ وَهِمَّتي في سُعودِ
وَلَعَلّي مُؤَمِّلٌ بَعضَ ما أَب
لُغُ بِاللُطفِ مِن عَزيزٍ حَميدِ
لِسَرِيٍّ لِباسُهُ خَشِنُ القُط
نِ وَمَروِيُّ مَروَ لِبسُ القُرودِ
عِش عَزيزاً أَو مُت وَأَنتَ كَريمٌ
بَينَ طَعنِ القَنا وَخَفقِ البُنودِ
فَرُؤوسُ الرِماحِ أَذهَبُ لِلغَيـ
ـظِ وَأَشفى لِغِلِّ صَدرِ الحَقودِ
لا كَما قَد حَيّتَ غَيرَ حَميدٍ
وَإِذا مُتَّ مُتَّ غَيرَ فَقيدِ
فَاِطلُبِ العِزَّ في لَظى وَذَرِ الذُلـ
ـلَ وَلَو كانَ في جِنانِ الخُلودِ
يُقتَلُ العاجِزُ الجَبانُ وَقَد يَعـ
ـجِزُ عَن قَطعِ بُخنُقِ المَولودِ
وَيُوَقّى الفَتى المِخَشُّ وَقَد خَو
وَضَ في ماءِ لَبَّةِ الصِنديدِ
لا بِقَومي شَرُفتُ بَل شَرُفوا بي
وَبِنَفسي فَخَرتُ لا بِجُدودي
وَبِهِم فَخرُ كُلِّ مَن نَطَقَ الضا
دَ وَعَوذُ الجاني وَعَوثُ الطَريدِ
إِن أَكُن مُعجَباً فَعُجبُ عَجيبٍ
لَم يَجِد فَوقَ نَفسِهِ مِن مَزيدِ
أَنا تِربُ النَدى وَرَبُّ القَوافي
وَسِمامُ العِدا وَغَيظُ الحَسودِ
أَنا في أُمَّةٍ تَدارَكَها اللَـ
ـهُ غَريبٌ كَصالِحٍ في ثَمودِ.
اقرأ أيضا: ما هو مفهوم الكبرياء
ومن القصائد الأخرى التي كتبها المتنبي عن الكبرياء:
- غَيري بِأَكثَرِ هَذا الناسِ يَنخَدِعُ
إِن قاتَلوا جَبُنوا أَو حَدَّثوا شَجُعوا
أَهلُ الحَفيظَةِ إِلّا أَن تُجَرِّبُهُم
وَفي التَجارِبِ بَعدَ الغَيِّ ما يَزَعُ
وَما الحَياةُ وَنَفسي بَعدَ ما عَلِمَت
أَنَّ الحَياةَ كَما لا تَشتَهي طَبَعُ
لَيسَ الجَمالُ لِوَجهٍ صَحَّ مارِنُهُ
أَنفُ العَزيزِ بِقَطعِ العِزِّ يُجتَدَعُ
أَأَطرَحُ المَجدَ عَن كِتفي وَأَطلُبُهُ
وَأَترُكُ الغَيثَ في غِمدي وَأَنتَجِعُ
وَالمَشرَفِيَّةُ لا زالَت مُشَرَّفَةً
دَواءُ كُلِّ كَريمٍ أَوهِيَ الوَجَعُ
وَفارِسُ الخَيلِ مَن خَفَّت فَوَقَّرَها
في الدَربِ وَالدَمُ في أَعطافِها دَفعُ.
اقرأ أيضا: خواطر عن الكبرياء
شعر عربي عن الكبرياء لنزار قباني
يقول الشاعر نزار قباني في قصيدته “طائشة الضفائر”:
تَقُولِين الْهَوَى شيءٌ جميلٌ
أَلَم تَقْرَأ قديماً شَعْر قيسِ
أجئتِ الْآن . . . تصطنعين حُبًّا
أَحَسَّ بِهِ المساءُ وَلَو تَحَسِّي
أطائشة الضَّفَائِر غادريني
فَمَا أَنَا عَبْدُ سَيِّدةٍ وَكَأْسِ
لَقَدْ أَخْطَأْتِ حِين ظَنَنْتِ أَنِّي
أَبِيع رجولتي وَأَذَل نَفْسِي
فَأَكْبَر مِن جَمَالُك كبريائي
وَأعْنَف مِن لَظَى شفتيك بأسي
خُذِي عُلَب العطور وَأَلَّف ثَوْب
تَعِيش بمخدعي اشباح بُؤْس
وصورتك الْمُعَلَّقَة احمليها
فَمَن خَلْف الإطَار يَطُل أُمْسِي
لَقَد طَرَّزَت دربكِ ياسميناً
فَدَسّت براعمي وَقَطَعَت غرسي
حَمَلَت لَكِ النُّجُومِ عَلَى يَمِينِي
وصغت لَكِ الصَّبَّاح وِشَاح عُرْسِ
أتافهةَ الْوِصَال إلَيّ رُدِّي
عَوِيل زوابعي وجحيم حِسِّيّ
لَقَد شوهتِ أَيَّامِي وَعُمْرِي
فَجَفَّت ريشتي وأنبح همسي
اعيديني إلَى أُصَلِّي جَمِيلًا
فَمَهْمَا كُنْتِ، أَجْمَل مِنْك نَفْسِي.
كما يقول نزار قباني في قصيدة من بدوي .. مع أطيب التمنيات:
أنا آسفٌ جداً..
هذي غلطةٌ كبرى بتاريخي،
ومن علامات الغباء..
هل ممكنٌ أن يهمل الإنسان وجهاً
تلتقي فيه السماء مع السماء؟
أنا آسفٌ جداً.. لفرط جهالتي
أنا شاعر الحب الذي لا يتقن الإعلان عن نزواته أبداً،
فإن عواطفي، ليست ثياباً في الهواء
أنا باطنيٌ – ربما- حتى العياء.
ومضرجٌ بغموضه حتى العياء.
قد لا أكون مهذباً، مثل الذين عرفتهم
ومعلباً مثل الذين عرفتهم
ومشمعاً.. وملمعاً..
مثل الذين عرفتهم.
لكنني أعطي دمي،
من أجل لحظة كبرياء.
اقرأ أيضا: مقال عن الكبرياء