شعر عربي عن الماضي

يجسد الماضي الذكريات والمواقف والتي مررنا بها والإنجازات التي أنجزناها والإخفاقات التي عطلتنا، فالماضي قد يكون سعيداً وقد يحمل في طياته الحزن والألم، وقد كتب الشعراء العديد من قصائد شعر عربي عن الماضي والذكريات القديمة.

شعر عربي عن الماضي

شعر عربي عن الماضي

يقول أبو العتاهية عن الماضي ومرور العمر:

بكيت على الشّباب بدمع عيني

فلم يغن البكاء ولا النّحيب

فيا أسفاً أسفت على شباب

نعاه الشّيب والرّأس الخضيب

عريت من الشّباب وكنت غضاً

كما يعرى من الورق القضيب

فيا ليت الشّباب يعود يوماً

فأخبره بما فعل المشيب.

ومن أجمل شعر عربي عن الماضي ما كتبه الشاعر الكبير إبراهيم ناجي:

حان حرماني وناداني النذير

ما الذي أعدَدت لي قبل المسير

زمني ضاع وما أنصفتني

زاديَ الأول كالزاد الأخير

ريّ عمري من أكاذيب المنى

وطعامي من عفاف وضمير

وعلى كفك قلبٌ ودمٌ

وعلى بابك قيدٌ وأسير

حانَ حرماني فدعني يا حبيبي

هذه الجنة ليست من نصيبي

آه من دار نعيم كلما

جئتها أجتاز جسراً من لهيبِ

وأنا إلفك في ظل الصِّبا

والشباب الغض والعمر القشيب

أنزل الربوة ضيفاً عابراً

ثم أمضي عنك كالطير الغريب

لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما

والحنان الجمّ والرقة فيما

لِم تسقينيَ من شهد الرضا

وتلاقيني عطوفاً وكريما

كل شيء صار مرّاً في فمي

بعد ما أصبحت بالدنيا عليما

آه من يأخذ عمري كله

ويعيد الطفلَ والجهلَ القديما

هل رأى الحب سكارى مثلنا

كم بنينا من خيالٍ حولنا

ومشينا في طريق مقمر

تثب الفرحة فيه قبلنا

وتطلعنا إلى أنجمه

فتهاوين وأصبحن لنا

وضحكنا ضحك طفلين معاً

وعدونا فسبقنا ظلنا

وانتبهنا بعد ما زال الرحيق

وأفقنا ليتَ أنا لا نفيق

يقظةٌ طاحت بأحلام الكَرَى

وتولّى الليلُ واللَّيل صَدِيق

وإذا النُّور نَذِيرٌ طَالِعٌ

وإذا الفجر مُطِلٌّ كالحَريق

وإذا الدُّنيا كما نعرفها

وإذَا الأحبابُ كلٌّ في طَريق

هاتِ أسعدني وَدَعني أسعدُك

قَد دنا بعدَ التنَّائي موردُك

فأذقنيه فإني ذاهِبٌ

لا غدي يُرجَى ولا يُرجَى غدُك

وابلائي من لياليَّ التي

قرَّبَت حَيني وراحَت تبعدُك

لا تَدَعني لليالي فغداً

تجرَح الفرقة ما تأسو يَدُك

أزف البين وقد حان الذّهَاب

هذه اللَّحظة قَدَّت مِن عَذَاب

أزف البين وهل كان النَّوى

يا حبيبي غير أن أغلق باب

مضت الشّمس فأمسيت وقد

أغلقت دونَي أبواب السَّحاب

وتلفَّتُّ على آثارِهَا

أسألُ الليَّل ومَن لي بالجواب.

اقرأ أيضا: أجمل أبيات الشعر العربي في الحكم

قصيدة أجمل الذكريات

يقول الشاعر محمد موفق وهبة في قصيدته أجمل الذكريات:

صَديقي.. أحدِّثُكَ اليومَ عن أجملِ الذكرياتْ

بحثتُ عليهِنّ في كلّ دَغْلٍ وكلِّ فَلاةْ

وفي مُدلهِمّ الدياجيرِ والظلُماتْ

وفي طرقٍ بَعُدَتْ عن ضياءِ الشعورْ

وبينَ القُبورْ

نَبَشتُ دَهاليزَ مردومةً بغبار الزمانِ

فلم ألقَهُنَّ بأيّ مكانِ

وحينَ النعاسُ غزاني

أَتَينَ مع الحُلْمِ دونَ توانِ

يُظلِّلُهُنّ كَثيفُ الدُّخانِ

ويسبقُهُنَّ العبيرْ

جلسن أمامي على بُسُطٍ من زهورْ

فحَيَّينَ بالعَبراتْ

تساقطنَ حزناً على الوَجَناتْ

فأينَعَ وردٌ وتوتُ

وضَوّعَ مِسكٌ فَتيتُ

ورانَ السكوتُ

كأنّا لُجِمنا بسحرِ اللقاءْ

فمثلَ اشتياقي إليهنَّ كُنَّ إليَّ ظِماءْ

ورحتُ أقصّ علَيهنَّ ما قد لقيتُ

وما قد عرانيَ بعدَ الفراقِ من الحَسَراتْ

فقبَّلنني بالتَّأَوِّهِ والزفَراتْ

قَصَصَنَ علَيَّ الذي ما نسيتُ

وأقسمنَ أَلاّّ يُفارقنني ماحييتُ

نعم يا صديقُ هي الذكرياتُ الجميلَهْ

وإن رقدت خلفَ صَمتِ الأحاسيسِِِ ليستْ تموتُ:

سنينُ الدّراسَةِ، والعُمُرُ الأخضرُ

ربيعُ الحَياةِ، وبستانُها المزهرُ

هي اليومَ واحةُ عمري الظليلَهْ

وكم كنتُ أنعَتُها النّكَدَ المُدلَهِمَّ ألا تَذكُرُ..؟

فلم تكُ عندي سوى زمهريرِ العَناءْ

وقيظِ الشَّقاءْ

تَعُبُّ وتأكُلُ من مقلَتَيَّ الحُروفُ، ورأسي

تجولُ بهِ راجماتُ الصداعِ صباحَ مساءْ

تدقّ به ألفُ مِطرَقَةٍ ألفُ فأسِ

مَضى كلّ ذلكَ دونَ انتِباهْ

كأنْ لم يكنْ من فُصولِ الحَياهْ

ومرَّ قطارُ الزمانِ وخلّفَ أثلامَهُ في الجِباهْ

ولكنْ بِوُدٍّ وطيبَهْ

أعادَ لنا كلَّ ما قد محاهْ

من اَعمارِنا ذكرياتٍ حَبيبَهْ

صديقي ودِدتُ

لَو اَنّيَ لم أغدُ يوماً كبيرْ

لَو اَنّي بقيتُ صَغيرْ

وما زالَ كلُّ الذين عَرفتُ

يُنادونَني يا صَغيرْ

كَأُمّي

تَنادي صَغيري ولا تَلفِظُ اسْمِي

وهَمّي

جِراءٌ.. طيورْ

ودرّاجةٌ كلَّ يومي

أظلّ عليها أدورْ

نَعَمْ ذاكَ بالأمسِ في زمنٍ كانَ جدَّ قصيرْ

ولم تَدْرِ أوقاتُهُ أنّ جيشَ الكَآبَةِ سوفَ يزورْ

لِيُغرِقَ فجرَ السّرورْ

بِدَيجورِهِ المُدْلَهِمِّ

صَديقيَ، عَما قريبٍ بُعيدَ كِتابَةِ هَذي السُّطورْ

سأطلقُ نَفسيَ من سجنِ وهمي إلى عاطراتِ الرّحابِ

سأرمي ورائيَ مابي

من الحُزنِ، منْ حسرَةٍ واكتِئابِ

سأنضحُ دَربي المُمِلَّ سروراً سأملؤه بالزهَرْ

سأَدخُلُ عبرَ حَياةٍ جَديدَهْ

بنَفسٍ سعيدَهْ

وروحٍ إلى الحبّ تَوّاقَةٍ جائِعَهْ

سأهدمُ قَبوَ الهُمومِ، وأقفلُ بابَ الضَّجَرْ

لَسَوفَ أَطيرُ أَطيرْ

بجنح السرورْ

أجول بدنيا المُنى الرائِعَهْ

بأفقِ المَحَبّة أطوي امتداداته الشاسعة

أضمّ قلوباً به وادِعَهْ

سَيُصبِحُ ظِلّي خَفيفْ

وَلَكِنَّني لَستُ أَدري لِماذا أُسَجِّلُ هَذي الحُروفْ

وَعَيني لَها دامِعَهْ..؟

يَقولونَ: سَجِّلْ كَلامَ الصّدورْ

فَإِنَّ اليَراعَ الحكيمْ

سَيَشرَبُ مِنك الهُمومْ

وَيَسكُبُها في السُّطورْ

صَديقي..

إلى المُلتَقى يا صَديقي..

أنا بانتِظارِ رسالةِ حُبٍّ صَغيرَهْ

تعيدُ لقلبي شعورَهْ

وتطفئُ بعضَ حريقي

فلا تَبخَلَنَّ عَلَيَّ ببضعٍ من الكَلماتِ

تطمئنُ ذاتي

تنيرُ طريقي..

وداعاً صَديقي..

اقرأ أيضا: شعر عربي عن الاصدقاء

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version