يسعى الإنسان في حياته إلى بذل الخير والعطاء فرحًا بما يكون لعطائه من أثرٍ على الآخرين من حوله، ويسعى جاهدًا إلى كسب الأصدقاء الحقيقيين الذين يتركون أثرًا طيِّبًا فيمن حولهم وبما أنَّ الشَّاعر هو الإنسان الأكثر شعورًا تجاه تلك القضايا الحسَّاسة كان هو من أوَّل النَّاس الذين يُقدمون على كتابة كُليمات تصف الصداقة في شعر عربي عن الاصدقاء والأصحاب.
شعر عربي عن الاصدقاء
يقول الإمام الشافعي في أجمل شعر عربي عن الاصدقاء:
إِذَا المَـرْءُ لاَ يَـرْعَـاكَ إِلاَ تَكَلُّفـاً
فَـدَعْهُ وَلاَ تُكْثِـرَْ علَيْـهِ التَّأَسُّفَـا
فَفِي النَّـاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَـةٌ
وَفي القَلْبِ صَبْـرٌ لِلحَبِيبِ وَلَوْ جَفـا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَـهْوَاهُ يَهْـوَاكَ قَلْبُـهُ
وَلاَ كُلُّ مَنْ صَافَيْتَـهُ لَكَ قَدْ صَفَـا
إِذَا لَمْ يَكُـنْ صَفْـوُ الوِدَادِ طَبِيعَـةً
فَلاَ خَيْـرَ فِي خِـلِّ يَـجِيءُ تَكَلُّفَـا
وَلاَ خَيْـرَ فِي خِلٍّ يَـخُونُ خَلِيلَـهُ
وَيَلْقَـاهُ مِنْ بَعْـدِ المَـوَدَّةِ بِالجَفَـا
وَيُنْكِـرُ عَيْشـاً قَدْ تَقَـادَمَ عَهْـدُهُ
وَيُظْهِـرُ سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ قَدْ خَفَـا
سَلاَمٌ عَلَى الدُّنْيَـا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِـهَا
صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِـفَا.
بينما قال الصحابي الجليل حسّان بن ثابت عن الصداقة:
أَخلاَّءُ الرّجَال هُمْ كَثيرٌ
وَلَكنْ في البَلاَء هُمْ قَليلُ
فَلاَ تَغْرُرْكَ خُلَّةُ مَنْ تُؤَاخي
فَمَا لَكَ عنْدَ نَائبَةٍ خَليلُ
وَكُلُّ أَخٍ يَقُولُ أَنَا وَفيٌّ
وَلَكنْ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا يَقُولُ
سوَى خلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدينٌ
فَذَاكَ لمَا يَقُولُ هُوَ الفَعُولُ.
وقال ابن الرومي في شعره عن الأصدقاء:
- عَدُوُّك منْ صديقك مُسْتَفَادُ
فَلاَ تَسْتَكْثرَنَّ منْ الصّحَاب
فَإنَّ الدَّاءَ أَكْثَرَ مَا تَرَاهُ
يَكُونُ منْ الطَّعَام أَوْ الشَّرَاب
وَدَعْ عَنْك الْكَثيرَ فَكَمْ كَثيرٌ
يُعَافَ وَكَمْ قَليلٌ مُسْتَطَابُ
فَمَا اللُّجَجُ الْملاَحُ بمُرْويَاتٍ
وَتَلْقَى الرّيَّ في النُّطَف الْعذَاب.
- فَكَثّرْ منْ الإخْوَان مَا اسْتَطَعْت إنَّهُمْ
بُطُونٌ إذَا اسْتَنْجَدْتَهُمْ وَظُهُورُ
وَلَيْسَ كَثيراً أَلْفُ خلٍّ وَصَاحبٍ
وَإنَّ عَدُوّاً وَاحداً لَكَثيرُ.
وقال إيلياء أبو ماضي في شعره عن الصديق:
ما عزَّ من لم يصحب الخذما
-
-
-
- فاحطم دواتَك واكسِرِ القَلما
-
-
وارحم صباكَ الغضَّ إنَّهم
-
-
-
- لا يحملُون وتحملُ الألما
-
-
كم ذا تُنَادِيهم وقد هجَعوا
-
-
-
- أحسبتَ أنَّك تسمعُ الرَّمما
-
-
ما قامَ في آذانِهِم صمم
-
-
-
- وكأنَّ في آذانِهِم صَمما
-
-
القومُ حاجَتهم إلى هممٍ
-
-
-
- أو أنت مّمن يخلِق الهمما؟
-
-
تاللّه لو كنت “ابن ساعدةٍ”
-
-
-
- أدبًا وحاتم طيء كرما
-
-
وبذذتَ “جالينوس” حكمتَه
-
-
-
- والعلم “رسططا ليس” والشّيما
-
-
وسبقت “كولمبوس” مكتشفًا
-
-
-
- وشأوت “آديسون معتزما
-
-
فسلبتَ هذا البحر لؤلؤه
-
-
-
- وحبوتهم إيّاه منتظما
-
-
وكشفت أسرارَ الوجود لهم
-
-
-
- وجعلت كلّ مبعّد أمما
-
-
ما كنت فيهم غير متّهمٍ
-
-
-
- إنِّي وجدتُّ الحرَّ متَّهما
-
-
اقرأ أيضا: كلام عن الأصدقاء
قصيدة إلى صديق للشاعر مسعد محمد زياد
يا أيُّها الصَّحبُ الكرامُ تحيَّــةً
-
-
-
- أزجي بها في الأمسيات العاطرهْ
-
-
اللَّيل يهمسُ باللِّقـــاءِ مُرحِّبا
-
-
-
- والغصنُ يرقصُ كالفتاةِ الماهره
-
-
وصبا النَّسيم معَ النجومِ ملامسًا
-
-
-
- ومدغدغًا هذي الوجوهَ النَّاضره
-
-
وتدحرَجت حُبَبُ النـدى ريَّانة
-
-
-
- تروي حكايا من سنينٍ عابـره
-
-
ويحفـُّنا نور الإله وفضلـه
-
-
-
- ويظلُّنا مَـلكُ السماءِ العامره
-
-
جئــنا نهنِّئ فارسًا مترجًّلا
-
-
-
- لا أن نودِّعَ ذكرياتٍ غابـره
-
-
وأرى الوفاءَ .. مع المحبَّة أقسما
-
-
-
- أن يفرحَ الخِلَّان .. بابن الزَّاهره
-
-
لا تعجبوا إن قلتُ طلقني الخيال
-
-
-
- وعشت فردًا .. في حياةٍ قاهره
-
-
واليومَ ملهمةُ القَصيـد تصـدُّني
-
-
-
- وتشيحُ عنّي في اللَّيالي الدَّاجره
-
-
لكنَّني أشتاقُ للكلمِ الجميــلِ
-
-
-
- وهاجَ في الأعماقِ طيفُ الخاطِره
-
-
لحظات أُنسٍ حــرَّكت في داخلي
-
-
-
- ذكرى سنينٍ .. كالثَّواني العابره
-
-
هي في شغاف القلبِ وجدٌ محرق
-
-
-
- مخبوءةٌ تحت القديمِ وحاضره
-
-
وأرى الكرى عن جفنِ عينيَ ينضوي
-
-
-
- لِيَشعَ في الأحشاءِ صحوة مائره
-
-
هي صحوةُ الآتي يحـــنُّ لغابر
-
-
-
- من فيضهِ تُشفى النُّفوس الحائره
-
-
هي صحوة البذلِ الجزيلِ وعـزَّة
-
-
-
- للمجـدِ ملهمة الشبـابِ القادره
-
-
هي صحوةُ العلمِ الرَّفيع.. بنورِه
-
-
-
- تزهو العقولُ النَّيرات الزَّاهـره
-
-
وأرى أُصيحابي الكـرامُ تَعاهدوا
-
-
-
- أن يُشعلوا دربَ الدَّياجي الغَادره
-
-
يسمو بهم شرفُ الكفاحِ ويزدهي
-
-
-
- من نورهِ أملُ الشَّبـاب الصَّابره
-
-
أمـل يلــوحُ لأمَّةٍ مهمــومةٍ
-
-
-
- تشكو بنيها .. من حياةٍ صاغره
-
-
يا أمتي . . آهٍ لأمّـة عــــزّنا
-
-
-
- مهد الأولى صنعوا المعالي الفاخره
-
-
ها نحنُ نحفلُ بالكريمِ وصحبــه
-
-
-
- أعطى وأجزلَ .. للعلوم النادره
-
-
جئنا نهنِّئ جهبذًا .. متوشحًــا
-
-
-
- بعباءة العلـم الرفيع النائـره
-
-
جئنا نكـرِّم فارسًا أوفى العطـا
-
-
-
- وبحارهُ بالعلــمِ .. فيضٌ زاخره
-
-
فيـضٌ من الخلق الرَّفيع وعلمُـهُ
-
-
-
- وسع البلاد .. بكل فضل جاهره
-
-
قد كنت دومًا حين يجمعُنا النَّدى
-
-
-
- خلًّا وفيًّا .. والجوانحُ شاكـره
-
-
واليـوم أشعرُ فى قرارةِ خاطري
-
-
-
- أنَّ الذي قد كانَ .. أصبح نادره
-
-
لا تحسبوا أنَّ الصداقة لقْيـَــة
-
-
-
- بـين الأحـبَّة أو ولائمُ عامره
-
-
إنَّ الصداقة أن تكون من الهوى
-
-
-
- كالقلبِ للرِّئتين .. ينبضُ هادره
-
-
استلهـم الإيمـانَ من عتبَاتها
-
-
-
- ويظلني كـرم الإله ونائــره
-
-
يا أيُّها الخــلُّ الوفيُّ .. تلطفًـا
-
-
-
- قد كانتِ الألفاظُ عنك .. لقاصره
-
-
وكبا جوادُ الشِّعر يخذل همتــي
-
-
-
-
- ولربَّما خـذل الجوادُ مناصِـرَهْ
-
-
-
عتبي على صحبي الكرام فإنَّهـم
-
-
-
- تركوا كريمًا للظروف الجائـره
-
-
اقرأ أيضا: خواطر عن وفاء الأصدقاء
شعر عربي عن الاصدقاء لمحمود سامي البارودي
يقول رب السيف والقلم محمود سامي البارودي في واحدة من أجمل قصائده عن معنى الصداقة الحقيقية:
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تَعْلُو مَنَاسِبُهُ
-
-
-
- بَلِ الصَّدِيقُ الَّذِي تَزْكُو شَمَائِلُهُ
-
-
إِنْ رَابَكَ الدَّهْرُ لَمْ تَفْشَلْ عَزَائِمُهُ
-
-
-
- أَوْ نَابَكَ الْهَمُّ لَمْ تَفْتُرْ وَسَائِلُهُ
-
-
يَرْعَاكَ فِي حَالَتَيْ بُعْدٍ وَمَقْرَبَةٍ
-
-
-
- وَلا تُغِبُّكَ مِنْ خَيْرٍ فَوَاضِلُهُ
-
-
لا كَالَّذِي يَدَّعِي وُدًّا وَبَاطِنُهُ
-
-
-
- بِجَمْرِ أَحْقَادِهِ تَغْلِي مَرَاجِلُهُ
-
-
يَذُمُّ فِعْلَ أَخِيهِ مُظْهِرًا أَسَفًا
-
-
-
- لِيُوهِمَ النَّاسَ أَنَّ الْحُزْنَ شَامِلُهُ
-
-
وَذَاكَ مِنْهُ عِدَاءٌ فِي مُجَامَلَةٍ
-
-
-
- فَاحْذَرْهُ وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ خَاذِلُهُ
-
-
اقرأ أيضا: أقوال مأثورة عن الأصدقاء