حكم قول ما شاء الله وشئت

يُعتبر الشرك بالله من أكبر الذنوب، لما فيه من ظلمٍ عظيمٍ، وهناك بعض الأخطاء اللفظية التي تدخل في نطاق الشرك بالله؛ لذلك على المسلم أن يكون حذرًا من خطأ وزلل اللسان، خاصّة فيما يتعلّق بالأمور العقائدية، ومن أهم الأحكام التي يجب على المسلم معرفتها حكم قول ما شاء الله وشئت في الإسلام.

حكم قول ما شاء الله وشئت

حكم قول ما شاء الله وشئت

حكم قول ما شاء الله وشئت من الأقوال المحرّمة حيث يُعد من أنواع الشرك اللفظيّ، فالقائل لمثل هذه الألفاظ يسوي العباد بمنزلة الله عزّ وجل، وقد نهى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن ذلك؛ وجاء ذلك في حديث لابن عباس -رضي الله عنه- يقول فيه: “جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فراجعَه في بعضِ الكلامِ فقال : ما شاء اللهُ وشئتَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجعَلْتني مع الله عِدلًا، وفي لفظ ندًّا لا بل ما شاءَ اللهُ وحدَه” (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 3247 | خلاصة حكم المحدث : صحيح )) والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضا: حكم السحر شرك أصغر لا يخرج عن ملة الإسلام

شرح حديث أجعلتني لله نداً

ينبغي على المرءِ المُسلمِ أن يقبلَ بالحق أينما وجده ومن أي قائلٍ به؛ فالحكمة ضالة المؤمنِ، أينما وجدها فهو أحق بها، وفي ظاهر الحديث أنّ الرجل قال ذلك لرسول الله -عليه الصلاة والسّلام- على سبيل التعظيم، وأنه جعل الأمر مُفوضاً لمشيئة الله ومشيئة رسوله، ولكنّ رسول الله استنكرّ قول الرجل، وأرشد رسول الله الرجل إلى ما يقطع عنه أي سبيل للشرك بالله، وحتّى يقطع عنه كل ذريعة عن الشرك وإن بَعُدَت، والله تعالى أعلم.

وفي حديث نبوي آخر تُخبر قُتيلَةُ بنتُ صَيفيٍّ الجُهَنيَّةُ رضِيَ اللهُ عَنها: “أنَّ يهوديًّا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فقال: إنَّكم تُندِّدون”، أي: تتَّخِذون أندادًا، والنِّدُّ: الشَّيء المضاد، والمراد: أنهم يتخذون آلهة مِن دون اللهِ عز وجل “وإنَّكم تُشرِكون؛ تَقولون: ما شاء اللهُ وشِئتَ”، أي: إن وجه شرككم باللهِ هو التسوية بين مَشيئةِ الخالقِ والخلقِ. ويُستفاد من هذا الحديث: الحثُّ على غَلقِ كلِّ بابٍ يُؤدِّي إلى الشِّركِ وإنْ صغُرَ أمرُه.

اقرأ أيضا: حكم طلب هداية التوفيق من غير الله

أنواع الشرك الأصغر

ثمّة أعمالٌ تُعدّ من الشرك الأصغر، وهي:

اقرأ أيضا: أحاديث عن الشرك

الفرق بين الشرك الأصغر والشرك الأكبر

هناك اختلاف بن الشرك الأكبر والشرك الأصغر من عدّة جوانبٍ، منها: أن الشرك الأكبر مخرجٌ من الإسلام؛ إذ إنّه يُناقض أصل التوحيد والإيمان، بينما لا يُخرج الشرك الأصغر فاعله من دائرة الإسلام؛ لأنّه لا يُناقض أصل التوحيد وإنّما يُناقض كمال التوحي.

لا يغفر الله تعالى الشرك الأكبر ، إلّا بالتوبة منه، بينما قد يغفر الله -تعالى- الشرك الأصغر، فإذا مات العبد وعنده من الشرك الأصغر دخل في المشيئة إن شاء الله -تعالى- غفر له، وإن شاء عذّبه.

يحبط الشرك الأكبر العمل فلا ينفع معه الحسنات، ولا تقبل معه الطاعات مهما كثُرت، بينما لا يحبط الشرك الأصغر الأعمال، فإن كثرت الحسنات وطغت على السيئات دخل فاعله الجنة، كما أنّ الشرك الأكبر يُوجب الدخول في النار والخلود فيها، بينما لا يُوجب الشرك الأصغر الخلود في النار، فقد يُعذّب فاعل الشرك الأصغر في نار جهنّم، ولكنّ مآله إلى الجنّة.

اقرأ أيضا: حكم من تاب من الشرك

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

Exit mobile version