الشرك هو أخذ شريك أو قرين مع الله سبحانه وتعالى بكونه ربًا خالقًا مسؤولًا عن الكون والخلق، أو إشراكه في عبادة شخص معه بين البشر، أو الكائنات، أو المخلوقات، أو الجماد من الأشياء، أو في الأسماء والصفات بالإضافة إلى ما يسميه بنفسه من حيث الأسماء وينسب الصفات إلى الذات البشرية، أو إعطاء صفة الله أو اسم من اسمه إلى الخلق، ومن الأسئلة التي يسألها عنها الكثير من الناس حكم من تاب من الشرك وحكم الموت على الشرك إضافةً إلى الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر.
حكم من تاب من الشرك
إن حكم من تاب من الشرك أنه مسلم وقد نال المغفرة والرحمة من الله تبارك وتعالى، ودليل ذلك: “أنَّ عمرو بنَ العاصِ قال لما ألقى اللهُ عزَّ وجلَّ في قلبي الإسلامَ قال أتيتُ النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لِيُبايعَني فبسط يدَه إليَّ فقلتُ لا أُبايعُك يا رسولَ اللهِ حتى تغفرَ لي ما تقدَّم من ذنبي قال فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يا عمرو أما علمتَ أنَّ الهجرةَ تَجُبُّ ما قبلَها من الذنوبِ يا عمرو أما علمتَ أنَّ الإسلامَ يَجُبُّ ما كان قبلَه من الذنوبِ”. (( الراوي : عمرو بن العاص | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل، الصفحة أو الرقم: 5/121 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم ))
ومن الأدلة أيضًا حديث جابر رضي الله عنه: “أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما المُوجِبَتانِ؟ فقالَ: مَن ماتَ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، ومَن ماتَ يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا دَخَلَ النَّارَ. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 93 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] )) وهذه الأدلة إشارة إلى أن التائب من الشرك سواء كان شركًا أكبرًا أم أصغرًا فهو مسلم ومنزلته الجنة، على أن تكون توبة نصوحة يملؤها الندم وكثرة الدعاء والاستغفار.
اقرأ أيضًا: ما هو الشرك
ما هو الشرك الذي لا يغفره الله
الشرك الذي لا يغفره الله هو الشرك الذي ليس فيه توبة نصوحة، وهذا لا يعارض قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ}، فمن الجدير بالذّكر أن أن التوبة النصوحة التي يملؤها الإلحاح بالدعاء وكثرة الاستغفار والدعاء تمحو جميع الذنوب: سواء الشرك أم غيره، أما إذا لم يتب المذنب ولم يلجأ إلى الله تعالى بصورة مطلقة، فإن كان ذنبه شركًا أكبرًا بالله عز وجل فهذا لا يغفر له ولا فرصة له في دخول الجنة، وأما إذا كان ذنبه لا يتعلق بالشرك الأكبر أم الأصغر فهذا قابل للمغفرة إذا شاء الله سبحانه وتعالى، ودليل ذلك قوله تعالى من القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}.
اقرأ أيضًا: حديث السبع الموبقات
ما حكم من مات وهو مشرك
إن حكم من مات وهو مشرك بالله هو من الكبائر التي سيحاسب عليها العبد يوم القيامة، فهو كافر بالله العظيم، حيث ينفي ما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، فهو سبعذب في النار أي في جهنم يوم القيامة خالدًا فيها، والله لا يغفر هذا الذنب العظيم كما أن صاحبه لا يدفن في مقابر المسلمين لأنه كافرًا وخارجًا عن المذهب الإسلامي، كما لا يُصلى عليه ولا يتصدق عليه ولا يدعى له، لأنه كافرًا.
اقرأ أيضًا: هل تعلم عن الشرك
حكم من مات على الشرك وهو لا يعلم أنه من الشرك
من مات مشركًا بالله تعالى مقتنعًا بذلك وعلم بشركه له فبهذه الحالة سيعاقب ويعذب يوم القيامة، فلولا علمه في الدنيا التي مات فيها يعامل مثل الكفار أي لا يغسل ولا يصلي عليه ولا يدفن مع المسلمين، مما يعني أن الذي يموت ولم يكن مدركًا لشركه فهو يعامل كالكافر؛ لأنه الأصل الذي نشأ عليه.
اقرأ أيضًا: كيف يكون الشرك بالله
الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر
إن أكبر الشرك مناقض للتوحيد، ويكون في العقائد والأقوال والأفعال ومطالبته بترك الدين الإسلامي حيث يخلد صاحبه بالنار، ويكون مباح الدم والمال ويحبط كل الأعمال، وأما الشرك الأصغر وهذا يخالف ملء التوحيد الواجب، وهو في الأقوال والأفعال والوصية وهي مقسمة إلى نوعين:
- الأول: شرك ظاهر، وهو قول وفعل، ومثاله في الأفعال لبس الخاتم والتمائم على أن يؤمن بهما أنهما نافعة ومضرة لأنفسهما، ولم يدرك أنهما ليسا سبب لدفع بالشر وجلب الخير مع الإيمان بأن الخير والشر هو الله القدير.
- الثاني: شرك مخفي، وهو قصد وإرادة، كالسمعة والنفاق، ومقتضيات الشرك الأصغر أنه لا يخرج من المذهب، ولا يخلد صاحبه، في النار إذا دخل، حيث إنها مرتبطة بإرادة الله، ولا تحبط كل الأعمال، ولا يصبح صاحبها مباح الدم أو المال.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن الشرك