بماذا صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد
الصلاة هي الركن الأعظم الذي فرضه الله -تعالى- بعد الشهادتين، وهي جماعٌ للخير كلّه، حيث يبقى الدين ما بقيت الصلاة، وينقص الدين ويغيب إن غابت، وتصلح الأرض بكثرة المقيمين لها، وتخرب بقلّتهم، فهي الجامعة لأمور الإسلام، ومن أهم الأسئلة التي يجب على المسلمين معرفة إجابتها سؤال بماذا صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد إضافةً إلى الأحكام المتعلقة بصلاة الجماعة.
بماذا صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد
إنّ من عظم أهمية الصلاة في الإسلام أنّ الشريعة فاضلت بين أدائها بشكلٍ فرديٍ، وبين أدائها في جماعةٍ، فجعلت أداءها في جماعةٍ أفضل بكثيرٍ من أدائها بشكلٍ منفردٍ، ورتّبت على ذلك الأجر والفضل العظيم، وفيما يأتي بيان بماذ صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد
- صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد في الأجر والثواب عند الله تعالى، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً). (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 645 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- إنّ الحرص على أداء الصلاة في جماعةٍ، والمشي لها يؤدي لتكفير الذنوب والخطايا، ورفع الدرجات عند الله تعالى، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (من تطهرَ في بيتِه ثم مشى إلى بيتٍ من بيوتِ اللهِ، ليقضي فريضةً من فرائضِ اللهِ، كانت خطوَتاهُ إحداهما تحطُّ خطيئةً، والأخرى ترفعُ درجةً). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 666 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- أعدّ الله تعالى الدرجات العليا من الجنّة لمن يحرص على صلاة الجماعة، ويواظب على الذهاب للمساجد، وشهود الجماعات، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَن غَدا إلى المَسجدِ وراح، أَعدَّ اللهُ لَه نُزُلَه مِنَ الجنَّةِ، كلَّما غَدا أو راحَ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 662 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- يؤمّن الله -تعالى- لمن يحرص على الجماعة، وتحديداً من يدرك التكبيرة الأولى من عمل المنافق في الدنيا، ومن عقابه في الآخرة، فإنّ المنافقين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، وحال الحريص على الجماعة هو خلافهم.
- تعظيم الله -تعالى- لفضل الجماعة، والتبكير لها، والمحافظة على الصف الأول، والذي يخسره من يؤدّي صلاته بشكلٍ منفردٍ، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لو يعلمُ الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ، ثمّ لم يجدُوا إلا أن يستهِمّوا عليه، لاسْتهَمّوا عليه، ولو يعلمون ما في التهْجيرِ لاسْتبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمَةِ والصبحِ، لأتوْهما ولو حبْواً). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 615 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
- في صلاة الجماعة إظهارٌ لشعيرةٍ من أعظم شعائر الإسلام، وهي الصلاة، فلو صلّى النّاس كلّهم في بيوتهم، ما عُرفت الصلاة، ولا انتشرت.
- تحقّق صلاة الجماعة العزّة للمسلمين، والإغاظة للكفار والمنافقين، وذلك من خلال مشهد دخول جموع المصلين للمساجد، ثمّ خروجهم جميعاً.
- تُعلّم صلاة الجماعة الجهلاء، وترشدهم لتعلّم أحكام الصلاة، وأدائها بالشكل الصحيح.
- تضبط صلاة الجماعة نفس المسلم، وتربّيه على المحافظة على الأوقات، وذلك من خلال متابعته لوقت الأذان، ومتابعته كذلك للإمام أثناء الصلاة.
- تعمل صلاة الجماعة على تحطيم الفوارق الاجتماعية، وتُشعر المسلمين بالمساواة فيما بينهم، فالكلّ مجتمعٌ في المسجد، وواقفٌ في صفوف المصلين، دون تفريقٍ بين غنيٍ و فقيرٍ، أو حاكمٍ ومحكومٍ، أو صغيرٍ وكبيرٍ.
- تزيد صلاة الجماعة من نشاط المسلم، فعندما يشاهد أهل العبادة ويجتمع معهم، فإنّ ذلك سيؤدي إلى تحفيزه في الطاعة.
- تُقوّي صلاة الجماعة من الروابط الاجتماعية بين المسلمين، فعند اجتماعهم بشكلٍ دائمٍ في المسجد، فإنّهم يتعرّفون إلى بعضهم، ويحرصون على تفقّد أحوالهم، فيعينون الفقير، ويزورون المريض، وينصحون العاصي، ويتواصون فيما بينهم بالحقّ، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
اقرأ أيضًا: لماذا سميت صلاة التراويح
صلاة الجماعة
لقد شرع الله -تعالى- أن تؤدّى الصلاة جماعة في المساجد في حقّ الرجال، وذلك إظهاراً للدين، وتمييزاً للمؤمنين عن المنافقين، وتنشيطاً لكلّ عباد الله الصالحين، وتعليماً وتفهيماً للجاهلين، وجعل الله -تعالى- في المشي إليها كلّ الأجر والحسنات، والرفعة في الدرجات، ومحواً للآثام والخطايا.
حرص الصحابة والصالحون على أداء صلاة الجماعة، وداوموا عليها في مساجدهم، وأسوتهم في ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، الذي كان يحرص على أدائها حتى في أصعب الأوقات وأشدّها حرجاً، وحتى في مرضه، فقد كان يحاول ويغتسل لكلّ صلاةٍ، لعلّه يتمكّن من أدائها جماعةً مع المسلمين، ولمّا جاءه رجلٌ أعمى، قال: (يا رسولَ اللهِ، إنّه ليس لي قائدٌ يقودُني إلى المسجدِ، فسأل رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يُرخِّصَ له فيُصلِّي في بيتِهِ، فرخَّصَ له، فلمّا ولَّى دعاه، فقال: هل تسمعُ النداءَ بالصلاةِ؟ فقال: نعم، قال فأَجِبْ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 653 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
اقرأ أيضًا: ما هو مفهوم الصلاة
حكم صلاة الجماعة
اختلف العلماء في حكم صلاة الجماعة وذهبوا في ذلك إلى عدّة آراءٍ، وبيانها فيما يأتي:
- منهم من قال إنّ الصلاة في جماعةٍ شرطٌ من شروط صحة الصلاة، وأنّ من صلّى لوحده دون عذرٍ لذلك، فقد بطلت صلاته.
- منهم من قال إنّ الصلاة في جماعةٍ واجبةٍ، ويجب السعي إليها.
- منهم من قال إنّها فرض كفايةٍ، بحيث إذا قام بها البعض؛ سقط الإثم عن البعض الآخر، وأصبح حكمها في حقّهم سنةً.
- منهم من قال إنّها سنّةٌ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
اقرأ أيضًا: أحاديث عن صلاة الجماعة