حكم الاضطباع في العمرة للرجل

حكم الاضطباع في العمرة للرجل سؤال متكرر بين جموع المسلمين، فالعمرة هي أحد العبادات التي يقصد بها المسلمون بيت الله الحرام في مكّة المكرمّة؛ فيؤدون مناسكها من الإحرام والطواف والسعي والحلق قاصدين التقرّب من وجه الله سبحانه وتعالى، آملين في زيادة الأجر والثواب.

حكم الاضطباع في العمرة للرجل

حكم الاضطباع في العمرة للرجل

إنّ حكم الاضطباع في العمرة للرجل هو من السنن أثناء الطواف في العمرة، فقد شرّع الإضطباع في الطواف للرجال دونًا عن النساء، كما إنّه ليس من الفرائض عند الرجال بل هو من السنن وذلك باتفاق من مذاهب الجمهور الحنفية والشافعية والحنبلية، وقد ورد أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- طاف مضطبعًا في أول قدومه عندما أدى العمرة ثم لم يُذكر بعد ذلك شيئًا، وقد أثبت صحّة هذا الكلام الحديثين التاليين:

اقرأ أيضًا: هل يشترط الوضوء للاحرام

معنى الاضطباع

الإضطباع هو اسم مأخوذ من الضَبْع أي العضد، وقد سمي بهذا الاسم لأنّ المعتمر يظهر أحد العضدين، وهو أحد سنن الطواف في العمرة، التي يؤديها الرجال دون النساء، وهو إخراج الرجل لردائه من تحت أبطه الأيمن وإظهار عضده ورمي الوشاح على منكبه الايسر ويبدي منكبه الأيمن أثناء الطواف وعندما ينتهي من الطواف يعود لمساواة الرداء على طرفيه، وأحد أهدافه إظهار قوة رجال المسلمين وعزيمتهم، وقد شرّع الاضطباع في طواف القدوم وطواف العمرة فقط.

الفرق بين الرجل والمرأة في الطواف

إنّ في بعض مراحل الطواف مشقّة على النساء، كما أنّ الرجال أقدر على فعل بعض الأعمال أثناء الطواف من النساء، لذا لابدّ من وجود فروق بين النساء والرجال في أداء الطواف، وتكمن الفروق في النقاط التالية:

اقرأ أيضًا: أحاديث عن فضل العمرة

فضل الطواف

الطواف ببيت الله الحرام عبادةٌ عظيمةٌ، وهي من أعظم العبادات، فقد قال الله -تعالى-: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)، وقد جعل الله هذه العبادة في مكانٍ عظيم، وهو البيت الحرام؛ حيث هيّأه للخليل إبراهيم -عليه السلام-، ثمّ أمره بتهيئته، وتطهيره؛ فقال تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).

خصّ الله -عزّ وجلّ- في هذه الآية عبادة الطواف، وقدّمها؛ حيث لا تُشرع إلّا بالبيت العتيق، فهي ليست كالاعتكاف الذي يصلح في كلّ مسجد، ولا كالصلاة التي تصحُّ في كلّ بقعةٍ طاهرة، كما أنّها عبادة يُشرع التطوُّع بها وحدها دون سائر مناسك الحجّ، والعمرة مع أنّها جزء منها، وحين قدم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى مكّةَ حاجًّا، كان أوّل ما فعله أنّه توضّأ، ثمّ طاف بالبيت.

وقد أمر -عليه الصلاة والسلام- بأن تُيَسَّر أمور الطواف في سائر الأوقات، ونهى أن يُمنَع أحدٌ من المسلمين من الطواف، وقد ذكر العديد من أهل العلم أنّ الطواف أفضل من صلاة التطوُّع، ومن الاعتمار من أدنى الحل؛ أي الإحرام لعمرةٍ أخرى.

ويقول ابن قدامة -رحمه الله-: “يُستحَبّ لمن أتى مكّة أن يطوف بالبيت؛ لأنّ الطواف صلاة، والطواف أفضل من الصلاة، والصلاة بعد ذلك”؛ أي صلاة التطوُّع، ويقول ابن تيمية -رحمه الله-: “فأمّا كون الطواف بالبيت أفضل من العمرة لمن كان بمكّة؛ فهذا لا يستريب فيه من كان عالماً بسُنّة رسول الله، وسُنّة خلفائه، وآثار الصحابة، وسلف الأمة، وأئمّتها”، وبهذا يتبيّن عظيم فضل هذه العبادة، ومدى مشروعيّتها المُطلَقة في كلّ وقتٍ إلّا في حالات مخصوصة تكون عند إقامة الصلاة، وأدائها، وحضور الجنازات.

اقرأ أيضًا: أخطاء شائعة في العمرة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

Exit mobile version