مقاصد سورة المرسلات

سورة المرسلات هي إحدى سور القران الكريم المكية التي نزلت قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وكان نزولها بعد سورة الهمزة ورقم ترتيبها من حيث النزول ثلاثة وثلاثون، تقع السورة في الحزب ثمانية وخمسين وفي الجزء التاسع والعشرين، وتعنى مقاصد سورة المرسلات بمعالجة أصول العقيدة الإسلامية وتبحث عن شؤون الآخرة ودلائل القدرة والوحدانية وسائر الأمور الغيبية.

مقاصد سورة المرسلات

مقاصد سورة المرسلات

تتمثل مقاصد سورة المرسلات الإجمالية في الدلالة على آخرة الإنسان من إثابة الشاكرين بالنعيم، وإصابة الكافرين بعذاب الجحيم، في يوم الفصل بعد جمع الأجساد وإحياء العباد عندما يُطوى هذا الوجود ويغير العالم المعهود بما له سبحانه من القدرة على إنبات النبات وإنشاء الأقوات وإنزال العلوم وإيساع الفهوم لإحياء الأرواح بأسباب خفية وعلل مرئية وغير مرئية، وتطوير الإنسان في أطوار الأسنان، وإيداع الإيمان فيما يرضى من الأبدان، وإيجاد الكفران في أهل الخيبة والخسران، مع اشتراك الكل في أساليب هذا القرآن، الذي عجز الإنس والجان، عن الإتيان بمثل آية منه على كثرتهم ومهما تطاول الزمان.

جاءت مقاصد سورة المرسلات تفصيلاً كالتالي:

اقرأ أيضا: مقاصد سورة الذاريات

موضوعات ومضامين سورة المرسلات

ابتدأت سورة المرسلات بالقسم بأنواع الملائكة المكلّفين بتدبير شؤون الكون على أن القيامة حق، وأن العذاب واقع بالكافرين،  قال تعالى : (وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً {1} فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً {2} وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً {3} فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً {4} فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً {5}).

تحدثت الآيات عن يوم القيامة وأهواله وعن ذلك العذاب الذي وعد به المجرمون في ذلك اليوم، وذلك من قوله تعالى: (عُذْراً أَوْ نُذْراً {6} إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ {7} فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ {8}) إلى قوله تعالى : (كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ {18} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ {19}).

تناولت الآيات دلائل قدرة الله تعالى على إعادة الإنسان بعد الموت، وقدرته في الخلق ونعمه الكثيرة على البشر، وذلك من قوله تعالى: ( أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ {20} فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {21} ) إلى قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً {27} وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ {28}).

بينت الآيات مآل المجرمين في الآخرة وما يلقون من عقاب ونكال في الآخرة نتيجة تكذيبهم، وذلك من قوله تعالى: ( انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ {29}) إلى قوله تعالى : (فَإِن كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ {39} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ {40}).

استعرضت الآيات بعد ذلك حال المؤمنين المتقين وما أعده الله لهم من إكرام ونعيم نتيجة تصديقهم بالرسالات التي بعثها الله وهذا الجزاء يتناسب مع إحسانهم، وذلك من قوله تعالى: ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ {41} وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ {42}) إلى قوله تعالى : (إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ {44}).

خُتمت السورة ببيان سبب امتناع الكفار عن عبادة الله الواحد القهار ، وهو الطغيان والإجرام ، من قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِين{45} كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ {46} ) إلى قوله تعالى : ({49} فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ {50}‏).

اقرأ أيضا: تفسير سورة المرسلات للأطفال

هدايات سورة المرسلات

من هدايات سورة المرسلات التنبيه الإلهي التربوي لعباده من خلال قول الله تعالى: {ألم نهلك الأولين * ثم نتبعهم الاخرين * كذلك نفعل بالمجرمين * ويل يومئذ للمكذبين}، حيث يخبر الله تعالى عباده من باب التنبيه بما فعله بالقرون السابقة، تلك القرون التي أهلكها الله تعالى، وأهلك معها اخرين، كلهم تكبروا على الله تعالى وعلى رسله، وطغوا، وكذبوا الرسل، فكان الانتقام الإلهي، وهذا ما يفعله الله تعالى بالمكذبين.

يقول الله تعالى: {ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين}، إن الويل الذي وعد الله به أولئك المكذبين في الدنيا سينالهم، مهما طال عليهم الزمان، وبعد الأمد، ومهما تكبروا واستكبروا وبغوا، فسوف يفعل الله بهم مثل ما فعل بالقرون التي قبلهم، لأنهم لم يستفيدوا من التنبيه الإلهي فكانوا كما قال الله تعالى فيهم: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.

اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة المرسلات

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version