فضل سورة الحاقة

فضل سورة الحاقة عظيم فهي إحدى السور المكية، وهي في الجزء التاسع والعشرين وفي الحزب السابع والخمسين، رقمها من حيث الترتيب في المصحف الشريف 69، عدد آياتها 52 آية، سميت بسورة الحاقة لأنها ابتدأت ب “الحاقة * ما الحاقة”، وتسمى أحيانا سورة السلسة لقوله تعالى: “ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه” والسورة محكمة أي أنها خالية من الناسخ والمنسوخ.

فضل سورة الحاقة

فضل سورة الحاقة

قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: خرجتُ أتعرَّضُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قبل أن أُسلمَ ، فوجدتُه قد سبقني إلى المسجدِ ، فقمتُ خلفَه ، فاستفتح سورةَ الحاقَّةِ ، فجعلتُ أَعجبُ من تأليفِ القرآنِ ، قال : فقلتُ : هذا واللهِ شاعرٌ كما قالت قريشُ ، قال : فقرأ { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) } قال : قلتُ : كاهنٌ قال : { وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) } [ الحاقة ] . . . إلى آخرِ السُّورةِ فوقع الإسلامُ من قلبي كلَّ موقعٍ. (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن كثير | المصدر : مسند الفاروق، الصفحة أو الرقم: 2/618 | خلاصة حكم المحدث : حسن جيد الإسناد ))

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنزَلَ اللهُ تَعالى مِن السَّماءِ كَفًّا مِن الماءِ إلَّا بمِكيالٍ، ولا سَفَّ اللهُ كَفًّا مِن الرِّيحِ إلَّا بوَزنٍ ومِكيالٍ، إلَّا يَومَ نُوحٍ ويَومَ عادٍ، فأمَّا يَومَ نُوحٍ، فإنَّ الماءَ طَغى على خُزَّانِه بأمْرِ اللهِ، فلم يَكُنْ لهم عليه مِن سَبيلٍ، ثمَّ قَرأ: {إِنَّا لمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} [الحاقة: 11]، وأمَّا يَومَ عادٍ فإنَّ الرِّيحَ عَتَتْ على خُزَّانِها بأمْرِ اللهِ، فلم يَكُنْ لهم عليها سَبيلٌ، ثمَّ قَرأ ابنُ عبَّاسٍ: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ} [الحاقة: 6-7]. ((  الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أبو نعيم | المصدر : حلية الأولياء، الصفحة أو الرقم: 6/66 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

في قوله تعالى “وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ” عن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال لعليِّ بنِ أبي طالبٍ : إنَّ اللهَ أمَرني أن أُعلِّمَك ولا أجفوَك وأن أُدنِيَك ولا أُقصِيَك فحقٌّ عليَّ أن أُعلِّمَك وحقٌّ عليك أن تَعِيَ. ((  الراوي : أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 1/136 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))

ينتشر بين الناس العديد من الأحاديث الموضوعة في فضل سورة الحاقة، ومن أشهر هذه الأحاديث ما رواه أُبي بن كعب عن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنّه قال: من قرأَ سورةَ الحاقَّةُ حاسبَهُ اللَّهُ حسابًا يسيرًا”. ((  الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 302 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

وردت بعض الآثار عن أهل البيت في فضل سورة الحاقة ومن ذلك ما جاء عن أبي عبد الله: أكثروا من قراءة ( الحاقّة ) ، فإنّ قراءتها في الفرائض والنوافل من الإيمان بالله ورسوله ، ولم يُسْلب قارئها دينه حتّى يلقى الله عزّ وجلّ. (( ثواب الأعمال : ١٤٧ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٤٢ / ٧٥٦٣ )) كما قال الإمام الصادق عن فضلها: إذا كُتبت وعُلّقت على حامل حفظت الجنين ، وإذا سُقي منها الولد ذكّاه وسلّمه الله تعالى ، ونشأ أحسن نشوء بإذن الله تعالى. (( تفسير البرهان ٥ : ٤٦٧ / ١٠٩٩٧ ))

اقرأ أيضًا: جزء تبارك .. جميع سور جزء تبارك

فضائل سورة الحاقة وخواصها

سورة الحاقة

تبدأ سورة الحاقة بالحديث عن الأهوال العظيمة التي ستحدث يوم القيامة، وتنتقل للحديث عن حال الكافرين الذين كفروا بما أنزل الله على رسله والعقاب الذي سيحل عليهم في ذلك اليوم الموعود، قال تعالى: “فإِذَا نُفخَ فِي الصُّور نَفْخةٌ واحِدَةٌ * وحُمِلَتِ الأَرْضُ والجِبَالُ فدُكَّتَا دكَّةً واحِدَةً * فيَوْمَئِذٍ وقَعَتِ الوَاقِعَةُ” وعن التقلبات الهائلة التي ستطرأ على الكون في ذلك اليوم، قال تعالى: “وَانشَقَّتِ السَّماءُ فهِيَ يَومَئِذٍ واهِيَةٌ”.

تشير سورة الحاقة إلى أحوال المؤمنين والكافرين يوم الحساب، فالمؤمنون في سعادة ونعيم والكافرون في عذاب وشقاء، قال تعالى: “فأَمَّا منْ أوتِيَ كِتابَهُ بيَمِينِهِ فيَقُولُ هاؤُمُ اقرَءُوا كتَابِيَهْ * إنِّي ظنَنْتُ أنِّي ملَاقٍ حسَابِيَهْ * فهُوَ فِي عيشَةٍ راضِيَةٍ” . وقال تعالى واصفا أحوال الكافرين: “خذُوهُ فغُلُّوهُ * ثمَّ الجَحِيمَ صلُّوهُ *ثمَّ في سِلسِلَةٍ ذَرعُهَا سبعُونَ ذرَاعًا فاسْلُكُوهُ”.

من أبرز الفضائل المتضمنة في سورة الحاقة هي التأكيد على صدق رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى صدق الدعوة التي جاء بها إلى البشرية، وترد على المشركين الذين كانوا يزعمون أن القرآن الكريم عبارة عن كلام كاهن أو شاعر وتثبت بطلان أقوالهم بالأدلة القطعية وتعظم من شأن القرآن الكريم، قال تعالى: “وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ”.

اقرأ أيضًا: فضل سورة المعارج

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *