سورة فصلت من سور القرآن الكريم المكية، وعدد آياتها أربع وخمسون آية، ويتجلى فضل سورة فصلت باعتبارها لأن قراءتها تُكسب القارئ الأجر والثواب، وتعطيه الكثير من الحكم والمواعظ، وتصحّح له العقيدة وتعطيه الدلائل على قدرة الله تعالى وحكمته وإبداعه.
فضل سورة فصلت
فضل سورة فصلت فضلٌ عامّ، هو مثل فضل جميع سور القرآن الكريم، كما أن هناك بعض الأحاديث الدالة على فضل بعض آيات سورة فصلت مثل حديث:
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {حم (1) تَنْزِيلٌ مِن الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا…} حتى بلَغَ: {فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 1-13]، فأمسَكَ عُتبةُ على فيه، وأنشَدَه الرَّحِمَ ليَكُفَّ عنه -لَفظُ ابنِ مَردَوَيْهِ- ورجَعَ إلى أهلِه، ولم يَخرُجْ إلى قُرَيشٍ، واحتَبسَ عنهم، فقال أبو جَهلٍ، يا مَعشَرَ قُرَيشٍ، واللهِ ما نَرى عُتبةَ إلَّا قد صبَأَ إلى محمَّدٍ، وأعجَبَه كَلامُه، وما ذاكَ إلَّا مِن حاجةٍ أصابَتْه، انطَلِقوا بنا إليه. فأتَوْه، فقال أبو جَهلٍ: واللهِ يا عُتبةُ، ما حَسِبْنا إلَّا أنَّكَ صبَأْتَ إلى محمَّدٍ، وأعجَبَكَ أَمْرُه، فإنْ كانتْ بكَ حاجةٌ جَمَعْنا لكَ مِن أموالِنا ما يُغنيكَ عن طَعامِ محمَّدٍ. فغضِبَ، وأقسَمَ باللهِ لا يُكلِّمُ محمَّدًا أبَدًا، وقال: لقد عَلِمتُم أنِّي مِن أكثَرِ قُرَيشٍ مالًا، ولكِنِّي أتَيتُه… فقَصَّ عليهمُ القِصَّةَ، فأجابَني بشيءٍ ما هو بسِحرٍ، ولا شِعرٍ ولا كَهانةٍ، قَرأ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {حم (1) تَنْزِيلٌ مِن الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ…} حتى بلَغَ: {فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 1-13]، فأمسَكتُ بفيه، وناشَدتُه الرَّحِمَ أنْ يَكُفَّ، وقد عَلِمتُم أنَّ محمَّدًا إذا قال شَيئًا لم يَكذِبْ، فخِفتُ أنْ يَنزِلَ بكم العَذابُ. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الزيلعي | المصدر : تخريج الكشاف، الصفحة أو الرقم: 3/228 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صالح ))
وتُعتبر سورة فصلت من سور الحواميم التي ورد في فضلها العديد من الأحاديث ومن أصحّها:
إنَّ رجلًا أتى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللَّهِ أقرِئني قال أقرَأْ من ذواتِ {الر} قال يا رسولَ اللَّهِ ثقُلَ لساني وغلظ جسمي قال أقرأ من الحواميمِ فقال مِثلَ قولِه الأوَّل قال أقرئكَ من المسبِّحاتِ فقال مثلَ قولِه الأوَّلِ قال عليكَ بالسُّورةِ الجامعةِ الفاذَّةِ { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ٍ} قال فقال الأعرابيُّ حسْبي. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 3/271 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اعملوا بالقرآنِ أحِلِّوا حلالهُ وحرمُوا حرامهُ واقتدُوا بهِ ، ولا تكفُروا بشيء منهُ وما تشابهَ عليكُم منه فردوهُ إلى اللهِ وإلى أولِي العلمِ من بعدِي كيما يخبروكُم ، وآمِنوا بالتوراةِ والإنجيلِ والزبورِ وما أُوتِي النبيونَ من ربهم ، وليسعكُم القرآنُ وما فيهِ من البيانِ ، فإنه شافعٌ مشفعٌ وما حلّ مصدقٌ ألا ولكلّ آيةٍ نورٌ يومَ القيامةِ ، وإني أُعطيتُ سورةَ البقرةِ من الذكرِ الأولِ وأعطيتُ طهَ والطواسينَ والحواميمَ من ألواحِ موسَى وأُعطيتُ فاتحةَ الكتابِ من تحتِ العرشِ. (( الراوي : معقل بن يسار | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 1162 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
لقَدْ تَعَلَّمْتُ النَّظَائِرَ الَّتي كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَؤُهُنَّ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ، في كُلِّ رَكْعَةٍ، فَقَامَ عبدُ اللَّهِ ودَخَلَ معهُ عَلْقَمَةُ، وخَرَجَ عَلْقَمَةُ فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: عِشْرُونَ سُورَةً مِن أوَّلِ المُفَصَّلِ علَى تَأْلِيفِ ابْنِ مَسْعُودٍ، آخِرُهُنَّ الحَوَامِيمُ: حم الدُّخَانِ وعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4996 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
الحَواميمُ سبعٌ ، وأبوابُ جَهَنَّمَ سبعٌ ، تجيءُ كلُّ حاميمٍ منها تقِفُ علَى بابٍ مِن هذِهِ الأبوابِ ، وتقولُ : اللَّهمَّ لا تُدخلْ هذا البابَ مَن كانَ يؤمِنُ بي ويقرَؤُني. (( الراوي : الخليل بن مرة | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 3837 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
اقرأ أيضًا: فوائد من سورة فصلت
جاء في فضل سورة فصلت بعض الأحاديث الباطلة والتي يجب التنويه إلى أنها مختلقة وليست أحاديث نبوية ومن أبرزها حديث: من قرأ سورة فصلت أعطاه الله بعدد حروفها عشر حسنات. ومن كتبها في إناء وغسلها ، وعجَن به عجيناً ثمّ سحقه ، وأسفّه كلّ من به وجع الفُؤاد ، زال عنه وبرئ بإذن الله تعالى”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن القيسراني | المصدر : ذخيرة الحفاظ، الصفحة أو الرقم: 4/2370 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
ومن الأحاديث التي لم تثبت صحتها في فضل سور الحواميم الحديث الذي رواه أنس بن مالك: إنَّ اللهَ تعالى أعطاني السبْعَ مكانَ التوراةِ ، وأعطاني الراآتِ إلى الطواسينِ مكانَ الإِنجيلِ ، وأعطاني ما بينَ الطواسينَ إلى الحواميمِ مكانَ الزَّبورِ ، وفضَّلَني بالحواميمِ والمفصَّلِ ، ما قَرَأَهُنَّ نَبِيٌّ قبْلِي. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 1556 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة يوسف