فضل سورة الأحزاب

تعد سورة الأحزاب من السور المدنية، حيث نزلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة بعد سورة آل عمران، تقع في نهاية الجزء 21 وفي بداية الجزء 22، رقمها من حيث الترتيب في المصحف الشريف 33، عدد آياتها 73، ويعظم فضل سورة الأحزاب لأنها تشتمل على العديد من التشريعات.

فضل سورة الأحزاب

لم ترد في فضل سورة الأحزاب أحاديث خاصة بالسورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بل إن كل ما رود عبارة عن أحاديث موضوعة لا أصل لها، وإنما فضل سورة الأحزاب كفضل بقية سور القرآن الكريم، كما ورد في الحديث الشريف المشهور الذي قالفيه رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ “ألم” حرفٌ، ولكنْ ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2910 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))

عن زر بن حببش قال: لقيتُ أُبَيَّ بنَ كعبٍ فقُلْتُ له: إنَّ ابنَ مسعودٍ كان يحُكُّ المُعوِّذتينِ مِن المصاحفِ ويقولُ: إنَّهما ليستا مِن القرآنِ فلا تجعَلوا فيه ما ليس منه قال أُبَيٌّ: قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال لنا فنحنُ نقولُ كم تعُدُّونَ سورةَ الأحزابِ مِن آيةٍ ؟ قال: قُلْتُ: ثلاثًا وسبعينَ قال أُبَيٌّ: والَّذي يُحلَفُ به إنْ كانت لَتعدِلُ سورةَ البقرةِ ولقد قرَأْنا فيها آيةَ الرَّجمِ: الشَّيخُ والشَّيخةُ فارجُموهما ألبتَّةَ نَكالًا مِن اللهِ واللهُ عزيزُ حكيمٌ. (( الراوي : زر بن حبيش | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 4429 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا هاجَرَ إلى المدينةِ كان يحِبُّ إسلامَ اليهودِ قُرَيظةَ والنَّضِيرِ وبني قَيْنُقاعٍ، وقد تابَعَه منهم ناسٌ على النِّفاقِ، وكان يُلينُ لهم جانِبَه ويُكرِمُ صغيرَهم وكبيرَهم، وإذا جاء منهم قبيحٌ تجاوَزَ عنهم، فكانت تُسمَعُ منهم، فنزلَتْ من سورة الأحزاب: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}. (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 224 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

عن أنس بن مالك قال: غَابَ عَمِّي أَنَسُ بنُ النَّضْرِ عن قِتَالِ بَدْرٍ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ غِبْتُ عن أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ المُشْرِكِينَ، لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ المُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ ما أَصْنَعُ، فَلَمَّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وانْكَشَفَ المُسْلِمُونَ، قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعْتَذِرُ إلَيْكَ ممَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ – يَعْنِي أَصْحَابَهُ – وأَبْرَأُ إلَيْكَ ممَّا صَنَعَ هَؤُلَاءِ، – يَعْنِي المُشْرِكِينَ – ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ، فَقالَ: يا سَعْدُ بنَ مُعَاذٍ، الجَنَّةَ ورَبِّ النَّضْرِ إنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِن دُونِ أُحُدٍ، قالَ سَعْدٌ: فَما اسْتَطَعْتُ يا رَسولَ اللَّهِ ما صَنَعَ، قالَ أَنَسٌ: فَوَجَدْنَا به بضْعًا وثَمَانِينَ ضَرْبَةً بالسَّيْفِ أَوْ طَعْنَةً برُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بسَهْمٍ ووَجَدْنَاهُ قدْ قُتِلَ وقدْ مَثَّلَ به المُشْرِكُونَ، فَما عَرَفَهُ أَحَدٌ إلَّا أُخْتُهُ ببَنَانِهِ قالَ أَنَسٌ: كُنَّا نُرَى أَوْ نَظُنُّ أنَّ هذِه الآيَةَ نَزَلَتْ فيه وفي أَشْبَاهِهِ: {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا ما عَاهَدُوا اللَّهَ عليه}. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2805 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

اقرأ أيضًا: تعبير عن غزوات الرسول بالعناصر الرئيسية

فضل سورة الأحزاب

يا رسولَ اللهِ، ما لنا لا نُذكَرُ في القرآنِ كما يُذكَرُ الرِّجالُ؟ قالتْ: فلَمْ يَرُعْني منه يومًا إلَّا ونِداؤُه على المِنبرِ: يا أيُّها النَّاسُ. قالتْ: وأنا أُسرِّحُ رأسي، فلفَفْتُ شَعْري، ثمَّ دَنوْتُ من البابِ، فجَعَلتُ سَمْعي عندَ الجَريدِ، فسَمِعتُهُ يقولُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}. ((  الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 26575 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

ومما يدل على فضل سورة الأحزاب وآياتها: قالت عائشة بنت أبي بكر: كُنْتُ أَغَارُ علَى اللَّاتي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَقُولُ: وَتَهَبُ المَرْأَةُ نَفْسَهَا، فأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تُرْجِي مَن تَشَاءُ منهنَّ وَتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ} قالَتْ: قُلتُ: وَاللَّهِ، ما أَرَى رَبَّكَ إلَّا يُسَارِعُ لكَ في هَوَاكَ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1464 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

بَنَى نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ببعضِ نسائِه فصنَع طعامًا فأرسَلني فدعَوْتُ رجالًا فأكَلوا ثمَّ قام فخرَج فأتى بيتَ عائشةَ ثمَّ تبِعْتُه فدخَل فوجَد في بيتِها رجُلينِ فلمَّا رآهما رجَع ولم يُكلِّمْهما فقاما وخرَجا ونزَلت آيةُ الحجابِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ}. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 5579 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

اقرأ أيضًا: فضل سورة الأعراف

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *