فضل سورة الفرقان

سورة الفرقان واحدة من مثاني السور المكية ما عدا بضع آيات منها فتلك مدنية ونزلت قبل سورة فاطر وبعد سورة يس، وعدت السورة الثانية والأربعين من حيث النزول، والسورة الخامسة والعشرين في ترتيب سور المصحف العثماني، وتعدد أسباب فضل سورة الفرقان فقد افتتحت آياتها بالثناء على الله -عز وجل- بلفظ “تبارك” كما أنها تتضمن العديد من المقاصد والفوائد، وفي السورة سجدة تلاوة في الآية الستين.

فضل سورة الفرقان

فضل سورة الفرقان

يتمثل فضل سورة الفرقان في أنها واحدة من السور التي حملت اسما من أسماء القرآن الكريم، وسميت بهذا الاسم للتدليل على تفريق القرآن بين الحق والباطل.

ولم يرد حديث صحيح في فضل سورة الفرقان سوى ما تواترت به الأحاديث الصحيحة من ذكر لهذه السورة في بعض المواضع ومنها اختلاف قراءة الصحابة لآيات السورة وما جاء عن النبي من نزول القرآن على سبعة حروف وهي التي عرفت فيما بعد بالقراءات السبع للقرآن الكريم: فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “سَمِعْتُ هِشامَ بنَ حَكيمِ بنِ حِزامٍ يَقرَأُ سورةَ الفُرقانِ في حياةِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فاستَمَعْتُ لقِراءَتِه، فإذا هو يَقرَؤها على حُروفٍ كثيرةٍ، لم يُقرِئنيها رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فكِدتُ أُساوِرُه في الصلاةِ، فانتظَرْتُه حتى سلَّم فلبَّبْتُه، فقُلْتُ: مَن أقرَأك هذه السورةَ التي سَمِعْتُك تَقرَأُ؟ قال: أقرَأَنيها رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فقُلْتُ له: كذَبْتَ، فواللهِ إن رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- هو أقرَأَني هذه السورةَ التي سَمِعْتُك، فانطلَقْتُ به إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أقودُه، فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إني سَمِعْتُ هذا يَقرَأُ سورةَ الفُرقانِ على حُروفٍ لم تُقرِئنيها، وإنك أقرَأتَني سورةَ الفُرقانِ، فقال: يا هشامُ أقرَأءها؛ فقَرَأَها القراءةَ التي سَمِعْتُه، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: “هكذا أُنزِلَتْ” ثم قال: “اقرَأ يا عُمَرُ”، فقرَأْتُها التي أقرَأَنيها، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: “هكذا أُنزِلَتْ” ثم قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: إن القرآنَ أُنزِلَ على سبعةِ حُروفٍ، فاقرَؤوا ما تَيَسَّرَ منه”. (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2419 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

اقرأ أيضًا: فضل سورة الإسراء

سورة الفرقان

تكثر أيضًا الأحاديث النبوية التي تدل على فضل سورة الفرقان وآياتها ومن ذلك:

قيلَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إن شئتَ أعطيْنَاكَ من خزائِنِ الأرضِ ومفاتِيحِها ما لم يُعْطَ نبيٌّ ولا نعطِهَا أحدًا بعدَكَ ولا يُنقِصُكَ ذلك مما لك عند اللهِ شيئًا وإن شئتَ جمعتُها لكَ في الآخرةِ فقال اجمعوهَا لي في الآخرةِ فأنزلَ اللهُ سبحانه من سورة الفرقان “تَبَارَكَ الذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيرًا مِن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا”. (( الراوي : خيثمة بن عبدالرحمن | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 4/94 | خلاصة حكم المحدث : روي من عدة طرق صحيحة ))

كان أبو مُعيطٍ يجلِسُ معَ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بمكَّةَ لا يؤذيهِ وكانَ رجُلًا حليمًا وكان بقيَّةُ قريشٍ إذا جلسوا معَهُ آذَوهُ وكان لأبي مُعيطٍ خليلٌ غائبٌ عنهُ بالشَّامِ فقالَت قريشٌ صبأَ أبو مُعَيطٍ وقدِمَ خليلُهُ من الشَّامِ ليلًا فقال لامرأتِهِ ما فعل محمَّدٌ مِمَّا كان عليهِ فقالت أشدُّ مِمَّا كان أمرًا فقال : ما فعل خليلي أبو مُعيْطٍ؟ فقالت : صَبأَ ، فبات بليلةِ سَوءٍ ، فلما أصبح أتاهُ أبو مُعيطٍ فحيَّاهُ فلم يردَّ عليهِ التحيَّةَ فقال مالَكَ لا ترُدُّ عليَّ تحيَّتي فقال كيف أردُّ عليكَ تحيَّتَكَ وقد صَبوتَ قال أوقد فعَلَتْها قُريشٌ قال نعَم قال فما يُبرِئُ صدورَهم إن أنا فعلتُ قال نأتيهِ في مجلسِهِ وتبصُقُ في وجهِهِ وتشمته بأخبَثِ ما تعلَمُهُ منَ الشَّتمِ ففعلَ فلم يزدِ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن مسحَ وجهَهُ من البُصاقِ ثُمَّ التفت إليهِ فقال إن وجدتُكَ خارجًا من جبالِ مكَّةَ أضِربُ عنُقَكَ صبرًا، فلمَّا كانَ يومَ بدرٍ وخرجَ أصحابُهُ أبى أن يخرُجَ فقالَ له أصحابُهُ اخرُجْ معَنا قال قد وعدَني هذا الرَّجُلُ إن وجدَني خارجًا من جبالِ مكَّةَ أن يضرِبَ عُنقي صبرًا فقالوا لكَ جملٌ أحمَرُ لا يُدرَكُ فلو كانت الهزيمةُ طِرتَ عليهِ فخرجَ معهُم فلمَّا هزمَ اللَّهُ المشركينَ وحِلَ به جَملُهُ في جُدَدٍ من الأرضِ فأخذَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أسيرًا في سبعينَ من قُريشٍ وقدِمَ إليهِ أبو مُعيطٍ فقال تقتُلُني من بينِ هؤلاءِ قال نعَم بما بصَقتَ في وجهي فأنزَلَ اللَّهُ في أبي مُعيطٍ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ إلى قولِهِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 11/163 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

اقرأ أيضًا: فضل سورة الرعد

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *