فن الرد المهذب على الكلام الجارح
أفضل طريقة للتعامل مع الكلام الجارح، أو من يوجه مثل هذا الكلام هو تعلم فن الرد المهذب على الكلام الجارح والتعامل مع الأمر بسلاسة وبساطة، ولتعلم فن الرد المهذب على الكلام الجارح يجب السيطرة على انفعالاتٍ النفس بالدرجة الأولى.
الكلام الجارح
الكلام الجارح هو كل الكلام السلبي والتعليقات السيئة التي يتعرض لها الشخص خلال التجمعات مع الأصدقاء أو العائلة، وتسبب له الإنزعاج والأذى النفسي، والمشكلة في هذا الكلام الجارح أنه مزعج جدًا للبعض، ولكنهم يخفون انزعاجهم، مما يسبب لهم ألمًا أكبر، والبعض الآخر أنه لا يجيد الرد على ما يوجه له من كلام جارح بالطريقة الصحيحة، التي من شأنها تهدِّئ من ألمه، وتشعر الآخر بسوء ما قال
فن الرد المهذب على الكلام الجارح
لكي يتفادى الإنسان الألم النفسي الذي يسبه له الكلام الجارح، يجب أن يتعلم كييفة الرد المهذب على الكلام الجارح، فهو بذلك يتبع الأسلوب الراقي والمهذب، وفي نفس الوقت يعطي درسًا لمن أراد الاستهزاء به أو إيذائه، وفيما يلي أهم الأمور الضرورية في فن الرد المهذب على الكلام الجارح :
- إظهار القبول واللامبالاة تجاه ما يقال، ففي حال أبدى الشخص أنه غير مبالي لما يقال له من كلام جارح وسلبي، فإن هذا الأمر بدوره يُشعر الشخص المقابل أنه دون قيمة تُذكر، وليس له تأثير كبير كما يظن، مما يشعره هو بالضيق وليس العكس.
- الهدوء والسيطرة على ردات الفعل، ففي حال تسرَّع الشخص في الرد وإبداء رد الفعل، فإنه غالبًا سيصدر عنه رد غير مناسب، ولهذا يجب التروي وأخذ الوقت في الرد بدلًا من قلب الحوار العادي إلى مشاجرة، مما يُشعر الآخر بالإنتصار، وأنه وصل لما يريد، ولهذا يجب التفكير مليًا بالكلام ليكون الرد مناسب ولبق.
- الرد بابتسامة عريضة وهادئة، لكي يتمكن الشخص المعرضَّ للكلام الجارح من إسكات من يحاول إيداؤه أو إحراجه، وهذا الهدوء أيضًا والإبتسام يشعر الشخص المسيء وكأن كلامه من دون تأثير يُذكر.
- الثقة بالنفس، وتقبل الكلام في حال كان بصورة نقد سلبي، فالبعض لا يفعل شيئًا في الحياة إلا النقد، وهؤلاء لا يعوَّل على كلامهم، كما أن الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم تعرَّضوا للكلام والنقد الجارج ولكن هذا لم يثبط من عزيمتهم أبدًا.
أسباب التلفظ بالكلام الجارح
فن الرد المهذب على الكلام الجارح يمكن أن يفي بالغرض في حال تعرض الشخص لمثل هذا الموقف، ولكن قد يظهر تساؤل في ذهن البعض أنه ما الذي يجبر هؤلاء على التلفظ بالكلام الجارح، وما الذي يدفعهم إلى اختيار كلمات من شأنها أن تُشعر الآخر بالألم النفسي والضيق، وفي الحقيقة هناك أسباب عدة وعوامل كثيرة يمكن أن تتحكم في هذا الأمر، ومن أبرزها نذكر ما يلي:
- اعتياد العائلة على ذلك، فالبعض قد تنشأ في عائلات اعتادت أن تقول لبعضها الكلام المؤذي والجارح، وهذه العادة في ظهرت في المنزل، فهي في الغالب تنتقل لكل الأفراد فيه، وتنتقل بين الأجيال، لتصبح جزء من أسلوب في التعامل مع الآخرين.
- فقدان الحساسية تجاه الكلام الجارح، ففي هذه الأوقات بسبب تبادل الأحاديث والحوارات على اختلافها عبر وسائل التواصل الإجتماعي، انخفضت حساسية الناس تجاه ما يقولونه من كلام، فيخرج الكلام الجارح من دون أن يشعروا أنه فعلًا قد يكون كلامًا جارحًا أو مؤذيًا للآخر.
- الثقافة السائدة لدى البعض بأحقية الرجل بالتسلط على المرأة في الكلام وأحيانًا بالضرب، ويصدر عن الرجل كلام جارح ومهين تجاه زوجته أو أخته، من دون أن يشعر بفداحة ما قال، وهذا الأمر سيجعل كل من في البيت يتربى على هذا النوع من الكلام ليتعامل به مع شريكه في المستقبل.
الكلام الطيب وفن الرد المهذب على الكلام الجارح
نحن نعيش في عالم مليء بالضغوطات، ولدى كل منَّا ما يكفيه من الألم والضيق، ولهذا يجب أن تعتاد على قول الكلام الطيب الذي يفرح الآخر، ويشعره بالحب والإيجابية، وتجنب الكلام السلبي والمؤذي والجارح، فكلنَّا يريد أن يعيش بسلام نفسي، وهذا الأمر لن يتحقق إلا في حال حرص كل منَّا على قول الكلام الطيب للآخر، وأن يتجنب قدر الإمكان الكلام الجارح والنقد السلبي غير البنَّاء الذي لا يسبب إلا الحزن والألم، على عكس الكلام الطيب الذي يورث في القلب الأمل والتفاؤل وحب الحياة.