للخشوع في الصلاة أهمية كبيرة، فهو بمثابة الروح للصلاة، فمتى كانت الصلاة خاليةً من الخشوع، وكانت مجرد حركات، كانت بلا حياة، فالخشوع حالة تعتري القلب، تتمثل بالخوف والتذلُّل والمراقبة لله تعالى، وعظمته، مما يؤثر على الجوارح؛ حيث يظهر عليها السكون، والإقبال على الصلاة، وترك الالتفات، بل ربما يصل الأمر في كثير من الأحوال إلى البكاء والتضرع، والخشوع ليس فقط مجرد حضور القلب، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال ما ورد من أحاديث عن الخشوع في الصلاة.
أحاديث عن الخشوع فى الصلاة
روى عن عثمان بن عفان- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “ما من امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله”. (( الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 228 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا – يشك سهل – يحسن الذكر والخشوع ثم استغفر الله غفر له. (( الراوي : أبو الدرداء | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 1/141 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
عن عمار بن ياسر، أنه صلى صلاة فخفف فيها، فقال له: لقد صليت صلاة خففت فيها، قال: هل رأيتني انتقصت شيئا من حدودها؟ قلت: لا، قال عمار: بادرت وسواس الشيطان، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن العبد لينصرف من صلاته، وما كتب له منها إلا عشرها، أو تسعها، أو ثمنها، أو سبعها، أو سدسها، أو خمسها، أو ربعها، أو ثلثها، أو نصفها. (( الراوي : عمار بن ياسر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 1103 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته ، لا يتم ركوعها و لا سجودها ، و لا خشوعها. (( الراوي : أبو قتادة | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 1034 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء فقال زياد بن لبيد الأنصاري كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال ثكلتك أمك يا زياد إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم قال جبير فلقيت عبادة بن الصامت قلت ألا تسمع إلى ما يقول أخوك أبو الدرداء فأخبرته بالذي قال أبو الدرداء قال صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثنك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع. يوشك أن تدخل مسجد جماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا. (( الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2653 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فأحسن فيها القيام والخشوع والركوع والسجود، قال: إنها صلاة رغب ورهب، سألت الله فيها ثلاثا، فأعطاني اثنتين، وزوى عني واحدة؛ سألته ألا يبعث على أمتي عدوا من غيرهم فيجتاحهم، فأعطانيه، وسألته ألا يبعث عليهم سنة تقتلهم جوعا، فأعطانيه، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم، فردها عليّ. (( الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 22125 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
كنت بالمدينة في ناس، فيهم بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع، فقال بعض القوم: هذا رجل من أهل الجنة، هذا رجل من أهل الجنة. (( الراوي : قيس بن عباد أو عبادة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2484 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
أنواع الخشوع
خشوع محمود
قال ابن القيم: محله القلب، وثمرته على الجوارح وهي تُظهره، فإذا خشع القلب تبعته الجوارح والأعضاء، لأنّه ملكها وهي تابعة له.
خشوع مذموم
وهو خشوع مزيّف وهو خشوع النفاق، وهو خشوع الظاهر دون مواطئة الباطن، وأن يكون ذلك على سبيل النظر إلى الخلق، وتصنع الخشوع من أجل تحصيل محمدتهم.
وقد كان جماعة من السلف يستعيذون من هذا النوع من الخشوع؛ وهو خشوع النفاق، وكان بعضهم يقول: استعيذوا بالله من خشوع النفاق، فقيل له: وما خشوع النفاق؟ فقال: أن ترى الجسد خاشعاً والقلب ليس بخاشع.
يقول الفضيل بن عياض رحمه الله وهو من كبار الخاشعين : “يُكره أن يُري الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه”، وذلك يعني أن يُظهر في ظاهره أعظم مما قام في باطنه وهو تكلف الخشوع، وقد ذكر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنّه رأى رجلاً طاطأ رقبته في الصلاة، فقال: يا صاحب الرقبة! ارفع رقبتك، ليس في الرقاب إنّما الخشوع في القلوب.
ولما ذكر ابن القيم -رحمه الله- أنواع البكاء في كتابه زاد المعاد قال: “والثامن: بكاء النفاق، وهو أن تدمع العين والقلب قاس، فيظهر صاحبه الخشوع، وهو من أقسى الناس قلبياً، وقد رأى بعضهم رجلاً خاشع المنكبين والبدن فقال: يا فلان الخشوع ها هنا!! وأشار إلى قلبه، لا ها هنا وأشار إلى منكبيه”.
اقرأ أيضًا:
المصادر: