القدر في اللغة هو الإحاطة بمقادير الأمور، وفي الاصطلاح هو علم الله بالأشياء وكتابتها لها قبل وجودها، ويعدّ الإيمان بالقدر ركناً من أركان الإيمان الستة، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال أحاديث عن القدر مع توضيح ثمرات الإيمان به.
أحاديث عن القدر
إنَّ اللَّهَ قدَّرَ مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أن يخلقَ السَّمواتِ والأرضَ بخمسينَ ألفَ سنةٍ وَكانَ عرشُهُ على الماءِ. (( الراوي : [عبدالله بن عمرو] | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى، الصفحة أو الرقم: 18/232 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
أَخْوَفُ ما أَخَافُ على أُمَّتي تَصْدِيقٌ بِالنُّجُومِ وتَكْذِيبٌ بِالقَدَرِ ، ولا يُؤْمِنُ عبدُ اللهِ حتى يُؤْمِنَ بِالقَدَرِ : خَيْرِهِ وشرِّهِ ، حُلْوِهِ ومُرِّهِ . وأخذَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بِلِحْيَتِه وقال : آمَنْتُ بِالقَدَرِ : خَيْرِهِ وشرِّهِ ، حُلْوِهِ ومُرِّهِ . وأخذَ أنسٌ بِلِحْيَتِه ، وقال : آمَنْتُ بِالقَدَرِ : خَيْرِهِ وشرِّهِ ، حُلْوِهِ ومُرِّهِ ، وأَخَذَ يزيدُ الرَّقَاشِيُّ بِلِحْيَتِه وقال : آمَنْتُ بِالقَدَرِ : خَيْرِهِ وشرِّهِ ، حُلْوِهِ ومُرِّهِ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الذهبي | المصدر : سير أعلام النبلاء، الصفحة أو الرقم: 8/287 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جَنَازَةٍ، فأخَذَ شيئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ به الأرْضَ، فَقالَ: ما مِنكُم مِن أحَدٍ إلَّا وقدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، ومَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفلا نَتَّكِلُ علَى كِتَابِنَا، ونَدَعُ العَمَلَ؟ قالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له، أمَّا مَن كانَ مِن أهْلِ السَّعَادَةِ فيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أهْلِ السَّعَادَةِ، وأَمَّا مَن كانَ مِن أهْلِ الشَّقَاءِ فيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أهْلِ الشَّقَاوَةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَأَمَّا مَن أعْطَى واتَّقَى وصَدَّقَ بالحُسْنَى}. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4949 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ ، سُئِلَ عن هذِهِ الآيةِ : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ . فَقالَ عمرُ بنُ الخطَّابِ : سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ سُئِلَ عنها ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ ، ثمَّ مَسحَ ظَهْرَهُ بيمينِهِ فاستخرجَ منهُ ذرِّيَّةً ، فقالَ : خلَقتُ هؤلاءِ للجنَّةِ وبعمَلِ أهلِ الجنَّةِ يعمَلونَ ، ثمَّ مسحَ ظَهْرَهُ فاستخرَجَ منهُ ذرِّيَّةً ، فقالَ : خلَقتُ هؤلاءِ للنَّارِ ، وبعَملِ أهلِ النَّارِ يعمَلونَ . فقالَ الرَّجلٌ : ففيمَ العملُ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : إنَّ اللَّهَ إذا خلقَ العبدَ للجنَّةِ استَعملَهُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ حتَّى يموتَ علَى عملٍ من أعمالِ أهلِ الجنَّةِ فيُدْخِلَهُ اللَّهُ الجنَّةَ ، وإذا خلَقَ العبدَ للنَّارِ استعملَهُ بعملِ أهلِ النَّارِ حتَّى يموتَ علَى عملٍ من أعمالِ أهلِ النَّارِ ، فيُدخِلَهُ اللَّهُ النَّارَ. (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3075 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
أَدْرَكْتُ نَاسًا مِن أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولونَ كُلُّ شيءٍ بقَدَرٍ، قالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بنَ عُمَرَ يقولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: كُلُّ شيءٍ بقَدَرٍ، حتَّى العَجْزِ وَالْكَيْسِ، أَوِ الكَيْسِ وَالْعَجْزِ. (( الراوي : طاووس بن كيسان اليماني | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2655 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقلتُ يا رسولَ اللهِ أرأيتَ رُقىً نسترْقيها ودواءً نتداوى به وتقاةً نتقِيها هل تردُّ من قدرِ اللهِ شيئًا قال هي منْ قدرِ اللهِ. (( الراوي : يعمر العذري والد أبي خزامة | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذين الصفحة أو الرقم: 2065 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2664 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
ثمرات الإيمان بالقدر
للإيمان بالقدر فوائد وثمرات عديدةٍ، وفيما يأتي بيان لبعض تلك الفوائد:
عدم اليأس والقنوط
إنّ التسليم بالقضاء والقدر لا يكون إلّا بعد أن يبذل الإنسان كلّ ما يملك من الجهد في سبيل الوصول إلى الخير، فالمسلم يستعين بالله في كلّ أموره ثمّ بعد ذلك ما يقدره الله له هو الخير.
حين يسلم المسلم أموره لله تهدأ نفسه، ويطمئن قلبه، فلا يتعرّف لكلّ ما يصيب نفسه بالأذى، ويصل إلى ما قال فيه الله تعالى: (لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ)، فلا يفرح بالسرّاء ولا يجزع بالضراء، وإن أصابته مصيبةٌ صبر، وإن أصابه الفرح شكر، وكلّ ذلك خيرٌ له.
حصول اليقين في القلب
عند الإيمان بالقدر، يتأكّد المسلم أنّ كلّ ما يصيبه لن يصيبه إلّا بإرادة الله عزّ وجلّ، وذلك كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (واعلَمْ أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمَعَتْ على أنْ يَنْفَعوكَ بشَيءٍ، لم يَنْفَعوكَ إلَّا بشَيءٍ قد كتبَهُ اللهُ لك، وإنِ اجْتمعوا على أنْ يَضُروكَ بشَيءٍ، لم يَضُروكَ إلَّا بشَيءٍ قد كتبَهُ اللهُ عليك، رُفِعَتِ الأقلامُ، وجَفَّتِ الصُّحُفُ). (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2516 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
الأخذ بالأسباب
فليس الإيمان بالقدر مدعاةً للخمول والكسل والقعود عن العمل بحجّة أنّ الله تعالى قد قدّر وكتب كلّ شيءٍ، فإن الله -عزّ وجلّ- في سابق علمه ربط النتائج بالأسباب الموصلة إليها، فإنّ التوكّل على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب.
وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يلبس الدرع في الحرب، وحفر الخندق في غزوة الخندق أخذاً بالأسباب، وأمر بالتداوي عند المرض والحذر من الاقتراب منه، ويظهر ذلك جلياً حين أخبر عمر في مسألة مرض الطاعون، فقال: قال أبو عبيدة بن الجرّاح: (أفِراراً من قدَرِ اللهِ؟ فقال عُمَرُ: لو غيرُك قالها يا أبا عُبَيدَةَ؟ نعمْ نَفِرُّ من قدَرِ اللهِ إلى قدَرِ اللهِ). (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2219 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
إخراج الطاقات الكامنة في الإنسان
حينما آمن الإنسان بالقدر راح يعمّر الأرض ويحقّق خلافة الله له فيها، فبدأ بفتح البلاد ونشر الدين الإسلامي فيها وتحقيق العدل، والتعرّف إلى خيرات الله في البلاد واستغلال هذه الخيرات بكلّ ما هو نافعٌ ومفيدٌ.
اقرأ أيضًا:
من هم القدرية
المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4