فضل سورة الغاشية

سورة الغاشية من السور المكية التي نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل سورة الكهف وبعد سورة الذاريات وعُدّت السورة السابعة والستين من حيث ترتيب النزول والسورة الثامنة والثمانين في ترتيب سُور المصحف العثمانيّ، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال فضل سورة الغاشية ومقاصدها.

فضل سورة الغاشية

الغاشية

القرآن الكريم كلُّه خير وتلاوته ثواب من الله -سبحانه وتعالى- وسورة الغاشية جزء لا يتجزأ من هذا الكتاب، وقد روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقول ألم حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حَرفٌ وميمٌ حَرفٌ”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/296 | خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما] ))

ورد في فضل سورة الغاشية أحاديث صحيحة تُشير إلى قراءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لها في مواضع عديدة من صلواته ومنها صلاة العيدين: “كان النبيُّ يقرأُ في العيدينِ: “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” و”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”. (( الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل، الصفحة أو الرقم: 644 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ومن فضل سورة الغاشية مواظبة الرسول على قراءتها في الركعة الثانية من صلاة الجمعة: “أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- كانَ يقرأُ في صلاةِ الجمعة بـ”سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” و”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”.  (( الراوي : سمرة بن جندب | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2808 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

كان النبي يقرأ بسورة الجمعة ثم سورة الغاشية:” أنَّ الضَّحَّاكَ بنَ قيسٍ سألَ النُّعمانَ بنَ بشيرٍ ماذا كانَ يقرأُ بِهِ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- يومَ الجمعةِ على إثرِ سورةِ الجمعةِ فقالَ: كانَ يقرأُ بِـ”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”. (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2807 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

وأيضًا ممّا ورد في فضل سورة الغاشية قراءة الرسول لها في صلاة العيديْن:” أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- كانَ يقرأُ في العيدينِ ويومِ الجمعةِ بـ”سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” و”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ” قالَ وربَّما اجتمعا في يومٍ واحدٍ فقرأَ بِهما”. (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 1122 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها في صلاتي الظهر والعصر:”كان يقرأ في الظهرِ والعصرِ بـ”سَبّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى” و”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ”. (( الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : علاء الدين مغلطاي | المصدر : شرح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 3/382 | خلاصة حكم المحدث : سنده صحيح ))

جاء في فضل قراءتها حديث موضوع يُذكر للاستئناس، فليس فيه ما يخالف المنطق والعقل والأحاديث الصحيحة، عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَى الله عليه وسلَّم- قال: “مَن قرأَ سورةَ الغاشيةِ حاسبَهُ اللَّهُ حسابًا يسيرًا”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 316 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

وقال الصادق عليه السّلام : «من قرأها على ضرس يؤلم ويضرب سكن بإذن اللّه تعالى ، ومن قرأها على ما يأكله أمن ما فيه ورزقه اللّه السلامة فيه».

مقاصد سورة الغاشية

مقاصد_سورة_الغاشية

لإظهار مقاصد سورة الغاشية لا بدَّ من إلقاء نظرة على آيات سورة الغاشية، فمقاصد السور تتضحُ بالشرح والتفسير، وإنَّما القصد والغاية هو ما وراء كلمات السورة إنْ خفيتْ وهو ما تجلِّيه السورة إنْ وضحت، وفيما يأتي مقاصد سورة الغاشية وفقًا لتسلسل آياتها:

في الجزء الأول من آيات سورة الغاشية، تتناول السورة اليوم الآخر ومصير الناس وأحوالهم في هذا اليوم المهول، فالناس يومئذ قسمان، وجوه ذليلة متعبة من كثرة العمل الذي يشقيها ويتعبها في النار الحامية، فلا تأكل إلَّا من النار ولا تشرب إلَّا من النار، قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ * لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ}.

ووجوه ناعمة راضية في جنان الخلد ونعيم الله تعالى، هانئة راضية فرحة، لها من النعيم السرر والوسائد الفاخرة، قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}.

توجه آيات الجزء الثاني من السورة الدلائل المرئية لوحدانية الله وقدرته العظيمة بطريقة الاستفهام، فتسأل هل نظر الكافرون والمشركون إلى الإبل كيف خلقت والسماء والجبال والأرض كيف وجدتْ دون خالق لها.

ثمَّ يخاطب الله تعالى رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ويأمره بتذكير الناس وتحذيرهم من العذاب الأليم، فمن كفر فعذاب الله بانتظاره، فكلُّ الناس مصيرهم ومرجعهم إلى الله تعالى، قال تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم}، والله تعالى أعلم.

تأملات في سورة الغاشية

تأملات في سورة الغاشية

قد يخطر لأحدهم التساؤل عن سبب ذكر الإبل على وجه الخصوص في قوله تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} من بين الحيوانات جميعًا لتكون مضربًا للمثل عند حديث الله -جلّ وعلا- عن بديع خلقه وعظمة تصويره، وقد أجاب الدكتور فاضل صالح السامرائي عن هذا التساؤل أنّ القرآن الكريم نزل على رسول الله في أرض العرب وهو بلغةٍ عربية وكان الحديث موجّهًا حينها للكفار منهم، والإبل هي أعظم ما كان يعرفه العرب ويقتنونه ويعتنون به ويتواجد بكثرةٍ بينهم من الحيوانات.

ومن الأسباب التي جعلت الله تعالى يذكر الإبل على وجه الخصوص هو أنّ الإبل لا يشابهها حيوانٌ آخر في مزاياها وخصائصها، فالإبل لا يشبهها في عظم جثتها وشدة قوتها حيوانٌ آخر، فهي تحمل الأحمال الثقيلة إلى الأقطار البعيدة وتصبر على الجوع والعطش ثمانية أيام، كما أنّها ترعى من كل ما تيسر من العشب أو الشوك وغيره، وهي من الحيوانات التي تنقاد للإنسان الصغير منه والكبير بسهولة، ويؤكل لحمها ويشرب حليبها ويستفاد من وبرها، فالتدبر مطلوبٌ في كلّ أمور خلق الإبل في كل أحوالها في صبرها وانقيادها وتذليلها ورعيها وشدّه تحملها وكيف يُستفاد من لحمها وحليبها ووبرها، فكلّ ما فيها لا يمكن أن تجده مجتمعًا في حيوانٍ آخر لذا كانت مضرب المثل.

اقرأ أيضًا:

فضل سورة عبس

فضل سورة التكوير

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *