فضل سورة المعارج

تُعتبر سورةُ المعارج من السور التي نزلت على النبي في مكة المكرمة، وتأتي السورة في المصحف الشريف بعد سورة الحاقَّة، ويبلغ عدد آياتها أربع وأربعين آيةً. يُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال فضل سورة المعارج ومقاصدها.

فضل سورة المعارج

سأل سائل بعذاب واقع

عُرفت سورة المعارج في كُتب السنَّة وفي بعض كتب الأحاديث وكتب التفسير باسم سأل سائل، وكُتبت بهذا الاسم أيضًا في بعض المصاحف المخطوطة بالخط الكوفي وخط القيروان والتي تعود إلى القرن الخامس، وعُرفت أيضًا بسورة الواقع، إذ إنّ هذه الأسماء الثلاث مأخوذة من كلمات وردت في بداية السورة.

قال عبد الله بن مسعود: لَقدْ عَلِمْتُ النَّظائرَ الَّتي كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصلِّي بهِنَّ: {الذَّارِيَاتِ}، {وَالطُّورِ}، {النَّجْمِ}، {اقْتَربَتْ}، {الرَّحمَنُ}، {الْوَاقِعَةُ}، {؟}، {الْحَاقَّةُ}، {سَأَلَ سَائِلٌ}، {المُزَّمِّلُ}، {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}، {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، {الْمُرْسَلَاتِ}، {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، {النَّازِعَاتِ}، {عَبَسَ}، {وَيْلٌ لِلْمُطفِّفِينَ}، {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن رجب | المصدر : فتح الباري لابن رجب، الصفحة أو الرقم: 4/473 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))

تكمن فائدة قراءة هذه السورة فائدة عامة مَثلُها في ذلك مَثَلُ أيِّ سورة في القرآن الكريم، ويكون في هذه القِراءة الأجر والثواب العظيم الذي لا يعلمه إلا الله، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي يرويه عبدالله بن مسعود: (مَن قرَأَ حَرفًا من كتابِ اللهِ، فله به حَسَنةٌ، والحَسَنةُ بعَشْرِ أمثالِها، لا أقولُ: {الم} حرفٌ، ولكنْ ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ). (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الصغرى، الصفحة أو الرقم: 901 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد] ))

ومن فوائدها ما يتعلق بالالتزام بالأعمال التي حثَّت عليها السورة، والابتعاد عن الاعمال التي حذَّرَت منها، والاتصاف بأخلاق المؤمن التي حَثَّ عليها الدين الاسلاميّ.

وقال الصادق عليه السّلام : «من قرأها ليلا أمن من الجنابة والاحتلام ، وأمن في تمام ليله إلى أن يصبح بإذن اللّه تعالى».

الآثار الواردة في سورة المعارج

فضل سورة المعارج

عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ ذي الدَّرجاتِ. سَأَلَ سَائِلٌ قال: هو النَّضرُ بنُ الحارِثِ بنِ كَلَدةَ قال: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاء. (( الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين، الصفحة أو الرقم: 3/329 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين ))
(خُذوا مِن العملِ ما تُطيقونَ فإنَّ اللهَ لا يمَلُّ حتَّى تمَلُّوا) قالت: وكان أحبُّ الأعمالِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما دام عليه وإنْ قلَّ وكان إذا صلَّى صلاةً دام عليها قال: يقولُ أبو سلَمةَ: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}). (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 353 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

(يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، فقيل : ما أطوَلَ هذا اليومَ ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( والَّذي نفسي بيدِه إنَّه لَيُخفَّفُ على المُؤمِنِ حتَّى يكونَ أخَفَّ عليه مِن صلاةٍ مكتوبةٍ يُصلِّيها في الدُّنيا). (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 7334 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

مقاصد سورة المعارج

سورة المعارج

يوجد العديد من مقاصد سورة المعارج، ومنها ما يلي:

تَستخدم سورة المعارج أسلوبًا مميزًا في عرض المشاهد، فهي تذكر ادّعاءات الكُفَّار وتَرد عليها بالحُجة الواضحة، كما تحدثت السورة عن موضوعٍ واحد بَيَّنته في بداية السورة، ثم أوردت شَرحًا وافيًا عنه في وسط السورة ثم ردت على المقدمة في خاتمة السورة، ويَدور موضوع السورة حول العذاب.

بدأت السورة بالحديث المباشر عن هذا الموضوع؛ قال تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} [المعارج: 1]، فتسأل الآية الكريمة سؤالًا وتُجيب عنه فورًا باختصار، وفي ذلك دلالةٌ على أنّ المَسؤول عنه وهو عذاب واقعٌ لا محالة، ثم تذكر السورة أن هذا العذاب من الله جلَّ وعَلا.

تَذكر السورة بعد ذلك المَعارج التي ينالها المُقرَّبُون ويُحرَم منها المُكذبون، ثم يطلب الله تعالى في هذه السورة من رسوله الكريم الصبر على ادعاءات الكُفَّار ومواساة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن العذاب قريب لهؤلاء المُكذبين، ثم يأتي وصف دقيق لأهوال يوم القيامة التي يُكذِّبُ بها المكذبون.

في هذا اليوم لا يبقى شيءٌ في الدنيا على حاله؛ فتتغير السماء والأرض، وتصبح الجبال القاسية كالصوف الليّن، ولا يَقتصر التغيير على الجمادات، بل يصل إلى النفوس، ولا يَهتمُّ أحدٌ في هذا اليوم إلا بسلامته وَحده، ويكون مستعدًا للتخلي عن كلِّ شيءٍ مقابل ذلك.

ثم يأتي بعد هذا اليوم المُخيف والحساب العظيم عذابٌ أليم في نار جهنَّمَ ينزع اللحم والجلد عن الجسم، وتدعو هذه النار المُنكرين الذين كذبوا الأنبياء، والفرق كبير بين هذه الدعوى والدعوى التي دعاهم إليها الأنبياء في الحياة الدنيا.

يذكر الله تعالى بعض الصفات التي يُخلق الإنسان ويفطر عليها، وأن من أنواع العذاب الذي سيلقاه الكافر العذاب النَفسي، وكيف له أن يصبر في ذلك اليوم المهول.

ثم يذكر الله تعالى الطريقة المناسبة للصمود في هذا اليوم؛ وهي المحافظة على الصلاة، والتَصَدُّق بالأموال، والإيمان باليوم الآخر، والالتزام بما أمر الله به، ثم يتساءل الله تعالى عن حال الكُفَّار الذين يَتَكَتَّلُوْن مع بعضهم في الإعراض عن الحق ثم بعد ذلك يطمعون بدخول الجَنَّة، ويُنكر الله تعالى عليهم ذلك؛ فالجنَّة لمن عَمِل صالحًا في الدنيا.

ويبين الله تعالى أنه قادرٌ على أن يُبَدِّل هؤلاء الأقوام بأقوامٍ أحسن منهم، ثم يخاطب الله تعالى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويُهوِّن عليه من جِهَةٍ، ومن جِهَةٍ أُخرى يُهدد ويتوعد الكُفَّار بأن مصيرهم سيكون سيئًا يوم القيامة.

تأتي خاتمة السورة لتبين باختصار واضح ما سيحصل يوم القيامة؛ قال تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ}، والفرق كبير بين الكافر الذي يخرج مسرعًا لِيَلقى مَصيرهُ الذي كان يسأل عنه ويَسْتَعجِلَه.

اقرأ أيضًا:

فضل سورة الفاتحة وتأثيرها الرائع على الإنسان

فضل قراءة سورة البقرة العظيم

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *