من هي الفرقة الجامية
انتشر مصطلح الجامية أو المدخلية على الساحة السياسية لتوصيف الكثير من المشايخ، لذلك يُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال جوابًا عن سؤال من هي الفرقة الجامية وكيف كانت نشأتها وما هي أبرز أفكارها.
من هي الفرقة الجامية
دائمًا ما تُعرف الفرقة الجامية أو المدخلية بأنها من التيارات السلفية الموالية للحكام موالاة كبيرة على مبدأ السمع والطاعة، ولعل البيئة التي ظهرت فيها هذه الفرقة وهي المملكة العربية السعودية ساهمت في قوة انتشار أفكار هذه الفرقة.
حدد عدد من الباحثين ملامح للتيار السلفي الجامي، اعتبرها البعض من أشكال النقد لتلك المدرسة السلفية، وكان من بين تلك الملامح أن التيار الجامي، هو تيار يجمع تشابه المنهج في التعامل مع المخالف، حيث يزعم احتكار التسمية بالسنة والسلفية، بالإضافة إلى السعي الدائم إلى تهميش وإنكار بقية التيارات والجماعات السلفية الأخرى، فضلاً عن الجماعات الإسلامية خارج الإطار السلفي، مثل جماعة الإخوان المسلمين.
نشأة الفرقة الجامية
نشأت هذه الفرقة من خلال التركيز على معاداة أي توجه سياسي معارض للسلطة، وذلك انطلاقًا مما يرونه منهج السلف الصالح في السمع والطاعة، وحرمة الخروج ضد الحاكم حتى إن كان ظالمًا، وذلك وفقًا لمذهب الحنابلة والإمام الأوزاعي في ذلك، حيث كان احتلال الرئيس صدام لدولة الكويت، ثم حشده الجيش قرب حدود المملكة العربية السعودية السبب لظهور هذا التيار.
عندما أصدرت هيئة كبار العلماء السلفيين في السعودية، وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز فتوى بجواز أن تستعين الدولة السعودية ببعض دول الغرب لدفع الباغي وحماية الدين والدولة من خطره، نهضت كثير من الجماعات الإسلامية ضد هيئة كبار العلماء واتهمتهم بتهم الباطل ورفضت فتواهم، فظهر الشيخ محمد أمان الجامي كأحد أبرز العلماء الشباب الذين تصدروا بالرد على مقولات الأحزاب والجماعات الإسلامية التي رفضت الفتوى أو اعترضت عليها.
وعلى الرغم من انتشار أفكار هذه الفرقة باسم الأفكار الجامية، إلا أن الدعاة والعلماء المنسوبون إلى “الجامية” يرفضون هذه التسمية ويعتبرونها من التنابز بالألقاب.
مؤسس الفرقة الجامية
الشيخ محمد أمان بن علي جامي هو مؤسس هذه الفرقة، حيث هاجر من الحبشة في منطقة هرر موطنه الأصلي، وكان قد طلب العلم الشرعي في الحبشة، حيث نشأ بقرية طغا طاب والتي فيها حفظ وتعلم القرآن الكريم، ثم بدأ بدراسة الفقه الشرعي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى، كما درس اللغة العربية في قريته على أستاذه الشيخ محمد أمين الهرري، ثم هاجر من قريته جريًا على عادة أهل تلك المنطقة إلى قرية أخرى، والتقى مع زميل له اسمه الشيخ عبد الكريم، حيث انعقدت بينهما أواصر الأخوة الإسلامية، وقررا الهجرة إلى السعودية، حيث تاقا لرؤية الأماكن المقدسة في مكة المكرمة وأداء فريضة الحج فيها.
ثم بعد أداءه الشيخ فريضة الحج سنة 1369هـ، بدأ من جديد رحلة طلبه للعلم في المسجد الحرام وذلك في حلقات العلم المنتشرة في رحابه، حيث استفاد من الشيخ عبد الرزاق حمزة رحمه الله تعالى كما درس عند الشيخ عبد الحق الهاشمي، وكذلك الشيخ محمد عبد الله الصومالي وغيرهم أيضًا، وفي مكة المكرمة تعرف عن قرب على الشيخ عبد العزيز بن باز، ورحل معه إلى الرياض عند افتتاح المعهد العلمي، حيث كان هذا في بدايات السبعينيات مع افتتاح الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والتي طُلب منه التدريس فيها، وذلك لاختياره من قبل الشيخ عبدالعزيز بن باز.
شارك في وضع فكر الجامية ربيع بن هادي المدخلي، وهو مدرس في الجامعة في كلية الحديث وأصله من منطقة جازان، وتقول تقارير صحافية أن الظهور العلني للتيار الجامي كان في 1990 أعقاب حرب الخليج، وتمثلت البدايات الأولى للتيار كفكر مضاد للمشايخ الذين استنكروا دخول القوات الأجنبية إلى الكويت لتحريرها.
أفكار الفرقة الجامية
- الولاء المطلق والسمع والطاعة لولي الأمر وعدم الخروج عليه وتحريم الثورات والمظاهرات والعمل السياسي العام ضد النظام الحاكم.
- تحريم التظاهرات والاعتصامات والإضرابات، بل اعتبرها أحد قياداتهم وهو الشيخ صالح السحيمي، من مبادئ اليهودية الماسونية.
- معاداة التيارات الإسلامية الحركية الجهادية مع أنهم يرون شرعية الجهاد الصحيح وبشروطه المعتبرة، وهي أن يكون المرء على قدرة وبإذن ولي الأمر.
- عدم إعذار المفكرين والإصلاحيين في الخطأ أو تأويل في الوقت الذي يختلقون الأعذار للحكام.
- الشدة على المخالف والتحذير منه علناً وإظهار البراءة من أخطائه وتصرفاته.
-
إسقاط المخالف ودحض حججه الفقهية، خاصة من الدعاة أصحاب الصحوة الإسلامية الذين تأثروا بفكر الإخوان، مثل محمد العريفي، وسلمان العودة، وسفر الحوالي، فضلًا عن الهجوم المستمر على قيادات جماعة الإخوان الروحية، بينهم حسن البنا وسيد قطب، والقرضاوي، ومن دعاة السلفية العملية مثل أبو إسحاق الحويني ومحمد حسان وعدنان عرعور.
-
اعتبار منهج السلف مصدرًا من مصادر التشريع.
-
نشر ثقافة إعطاء الأنظمة الحاكمة الصلاحيات المطلقة في الاختصاص، في الداخل والخارج والعلاقات الدولية والتصرف في المال العام.
انتقادات للفرقة الجامية
يمكن إجمال الانتقادات الموجهة للتيار الجامي في نقاط منها:
- الوشاية بالعلماء عند الحكام وولاة الأمور، واعتبار ذلك تقربًا إلى الله.
- بذاءة اللسان، والفحش مع المخالف، والفجور في الخصومة، ولو كان من العلماء ورموز العمل الإسلامي.
- محاولة التقرب من الأئمة، لإظهار للعامة أصالة علمهم، وقبول العلماء لفرقتهم.
اقرأ أيضًا:
المصادر: