ما هي فرقة الصوفية

الصوفية من المذاهب والطرق المنتشرة التي يسلكها العبد في سبيل الوصول إلى رب العالمين، وهذا الطريق محفوف بالعبادات التي يؤديها الصوفي ويربي بها نفسه على الزهد والخلق الحسن، وفي هذا المقال يُجيب موقع معلومات عن سؤال ما هي فرقة الصوفية ؟

ما هي فرقة الصوفية

ما هي فرقة الصوفية

عند الإجابة على سؤال ما هي فرقة الصوفية يمكن القول إنَّ الصوفية منهج يتبعه الصوفيون في سبيل الوصول إلى الحقيقة المطلقة وهي الله -سبحانه وتعالى- بحسب تعبيرهم فإن أتباع هذا المنهج يرون أن أصوله من السنة والقرآن الكريم فهو لا يحيد عن عقيدة أهل السنة والجماعة أبدًا.

أجاب علماء كُثُر عن هذا السؤال بتعريفهم لهذا المذهب بطرق مختلفة، فقيل: “التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية”.

عرَّف الجنيد الصوفية على أنَّها: “التصوف استعمال كلِّ خُلُقٍ سَنيّ، وتركُ كلِّ خُلق دَنيّ”، وعرَّف أبو الحسن الشاذلي الصوفية قائلًا: “التصوف تدريبُ النَّفس على العبودية، وردِّها لأحكام الربوبية”.

قيل أيضًا في تعريف التصوف: “التصوف هو علم يعرف به كيفية السلوك إلى حضرة ملك الملوك، وتصفية البواطن من الرذائل، وتحليتها بأنواع الفضائل، وأوله علم، ووسطه عمل، وآخره موهبة”، وبمعنى العام يمكن القول إنَّ الصوفية ليست مذهبًا ولا دينًا خاصًّا إنَّما هي مجموعة من الأذكار والأوراد التي يقوم بها المُريد وفق ما يوصيه شيخه قاصدًا بأذكاره الوصول إلى الله تعالى وتطهير نفسه من كلِّ درن أو أذى أو ذنب.

أصل اسم الصوفية

يرى بعض العلماء أن اسم الصوفية يرجع إلى أهل الصفة وأهل الصفة هم الفقراء الذين أقاموا في المسجد النبوي والذين كان يعطيهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الصدقات، ويقول آخرون وهو القول الراجح إنَّ سبب التسمية يرجع إلى الصوف الذي لبسه الزاهدون قديمًا من باب التقشف.

نسب ابن الجوزي اسم الصوفية إلى صوفة بن مرة، الرجل الذي نذرت أمه أن تعلقه على أستار الكعبة، فأطلق صوفة اسم الصوفي على كلِّ زاهد بالحياة مقبل على العبادة.

نشأة وتاريخ الصوفية

ظهرت الصوفية لأول مرة في القرن الثاني الهجري في زمن التابعين وفي أواخر عصر الصحابة -رضوان الله عليهم- حيث ظهر بعض العباد الذين اعتزلوا الناس وقسوا على أنفسهم بالعبادة بشكل لم يعرفه المسلمون من قبل.

كان ظهورهم على خلفية الفتنة التي حدثت بين المسلمين والتي أدَّت إلى إراقة دم الحسين بن علي -رضي الله عنه- فرأى هؤلاء الناس أن يعتزلوا المجتمع الإسلامي الذي انجرَّ إلى الفتنة ليصونوا بذلك دينهم ويحفظوا أنفسهم.

يرجع سبب انعزال هذه الفئة في القرن الثاني للهجرة النبوية إلى توسع الفتوحات الإسلامية واتساع رقعة الدولة وغنى الدولة الإسلامية الذي أدى إلى ظهور مظاهر الترف والمجون، فانعزلت هذه الجماعة من الناس التي أسست دعائم المنهج الصوفي القائم على الزهد الكامل من الحياة.

تذكر الروايات إنَّ المذهب الصوفي تأسس بداية عند الشيعة، حيث ظهرت أمارات التصوف في البداية على يد رجلين من الطائفة الشيعية وهما: مختصر عبد الكريم وأبو هاشم الكوفي الشيعي.

تجدر الإشارة إلى أنّ المذهب الصوفي خرج في كثير من معتقداته عن سنة رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- فبعض مذاهب الصوفية يتلقى فيها الناس أعمالهم من مشايخ الطريقة الخاصة بهم دون سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، كما أنَّ كثيرًا من أوراد الصوفية وأدعيتهم تخالف الكتاب والسنة، ما أنزل الله بها من سلطان.

على الإنسان أن يكون في وعيه الكامل من أخطار المعتقدات التي تنخر الدين الإسلامي وتحرِّف في سنة رسول الله، فالحلال بيِّن والحرام بيِّن والسنة والكتاب دليلُ صلاح الإنسان، إن هو أخذ ما وافقهما وترك ما دون ذلك.

تاريخ الصوفية

شهدت الصوفية في تاريخها تقدمًا عظيمًا واختلافًا كُليًّا في عهد أبي حامد الغزالي الذي صاغ الأحكام والعلوم الشرعية بطريقة صوفية جديدة في كتابه “إحياء علوم الدين”، ثمَّ تبعه عبد القادر الجيلاني الذي اعتمد الصوفية طريقةً من طرائق التربية الإيمانية الحسنة.

في فترة حكم الدولة الأيوبية ظهر أبرز أعلام الصوفية في التاريخ وهو محي الدين بن عربي الذي أعاد الصوفية إلى أفكارها الفلسفية الميتافيزيقة كما عمل على رد هجوم بعض أئمة أهل السنة والجماعة على الصوفية من خلال إثبات مطابقة الصوفية للدين وعدم مخالفتها لأي حكم شرعي يؤدي بالصوفيين إلى الخروج من الملة، والله أعلم.

الطرق الصوفية

طرق الصوفية

في الإجابة عن سؤال: ما هي الصوفية؟ يمكن القول إنَ للصوفية طرائق خاصة ومختلفة ظهرت كلُّ طريقة على يد أحد مشايخ الصوفية في التاريخ ونُسبت أسماء الطرائق في الغالب وفقًا للشيخ الذي ظهرت عنده في المرة الأولى، وهذه قائمة لأهم الطرائق الصوفية في التاريخ:

الطريق التيجانية

ويرجع اسم هذه الطريقة إلى مكتشفها وهو أحمد بن محمد بن مختار التيجاني المولود سنة 1150 للهجرة، في قرية تيجين، وقد ادعى التيجاني أنَّه خاتم الأولياء وأن أرواح الأولياء منذ آدم لا يأتيها الفتح إلَّا بفضله وعمله وواسطته، كما ادعى التيجاني أنَّه أول من يدخل الجنة وأن من يتبع سيكون من أوائل الداخلين إلى الجنة، ثمَّ رفع سقف ادعاءاته فادعى أن أصحابه يدخلون الجنة دون عقاب مهما أذنبوا في حياتهم.

الطريقة الشاذلية

ترجع هذه الطريقة إلى أبي الحسن الهذلي الشاذلي الذي عاش في المغرب في منطقة اسمها شاذلة وإليها ينسب، وهو شيخ الطائفة الشاذلية وقيل إنَّه عاش في الاسكندرية وتوفِّي في صحراء عيذاب سنة 656 هـ، وجدير بالذكر أن الطريقة الشاذلية تنتشر بكثرة في بلاد الشام ومصر وهي الطريقة المشهورة بذكر اسم الله بطريقة متتالية: “الله، الله، الله” في حلقات الذكر والحضرات.

الطريقة السنوسية

وهي حركة سلفية صوفية، تأثرت هذه الحركة في أفكارها بأفكار مؤسس الفكر الوهابي محمد بن عبد الوهاب، وقد أسسها محمد بن علي السنوسي سنة 1202هـ، وانتشرت بشكل كبيرة في ليبيا والجزائر والسودان ومصر والصومال، ويعتبرها أهل السنة الطريقة الصوفية الأمثل الخالية من البدع والخرافات، وكان من أشهر أتباعها الشهيد عمر المختار.

الطريقة الختمية

وهي طريقة من طرائق الصوفية، أسسها محمد عثمان المرغني المحجوب الذي لُقِّب بالختم وإلى لقبه يرجع اسم الطريقة، والذي يعني أنَّه خاتم الأولياء والصالحين، ولد محمد عثمان سنة 1208هـ، وظهرت طرقته بداية في مكة والطائف ثمَ انتشرت في مصر والسودان وأرتيريا.

اقرأ أيضًا:

من هم الصوفية

تاريخ تأسيس الصوفية

أفضل الروايات الصوفية

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *