من هي فرقة الصابئة
تُعتبر الصائبة من أقدم الفرق والطوائف التي تكثر الأقاويل حولها، فقد تشعب الحديث في هذه الفرقة واختلط، وذهبت الآراء في عقيدتهم مذاهب شتى، لذلك يُجيب موقع معلومات في هذا المقال عن سؤال من هي فرقة الصابئة ؟ مع توضيح أقسامها وأماكن تواجدها.
من هي فرقة الصابئة ؟
الصائبة في اللغة: هم أولئك الخارجون على عبادة قومهم، المخالفون لهم في ديانتهم، شأنهم في ذلك شأن من نسميهم في أيامنا بالملحدين أو الهدامين، أو أي مصطلح آخر يرمي به من يخرج على ديانة المجتمع و قيمه و تقاليده، ازدراء لهم و تنفيراً للناس منهم.
بينما قالت المستشرقة الانجليزية : الليدي دراوور : بأن الصائبة كلمة مأخوذة من كلمة –صبا – ومعناها : الاغتسال بالماء الجاري، أو من صبا الآرامية بمعنى : يغطس و يتعمد.
يجد المتتبع لأخبار الصابئة في كتب التاريخ و الملل و النحل، أنهم لم يكونوا طائفة واحدة، و لم يجمعهم مذهب واحد، و لم تؤلف بينهم تعاليم و شعائر معينة، إلا أن المؤرخين وكتاب الملل والنحل يكادون يجمعون على أنهم فرقتان وليسوا فرقة واحدة فقط.
الصابئة الحنفاء
هم الذين عرفوا في الفكر الإسلامي باسم: الحرانية، و قد نبه البيروني إلى أن هؤلاء – الصائبة الحرانية – ليسوا هم الصائبة على وجه الحقيقة، و أنهم تسموا بالصائبة في عهد الدولة العباسية سنة 288 ليعدوا في جملة من تؤخذ منه الجزية و ترعى له الذمة، و كانوا قبلها يسمون بالحنفاء والحرانية.
تُسمى هذه الفرقة باسم الصابئة في زمن الخليفة العباسي عندما مر بحران، ليحارب امبراطور بيزنطة، فاطلع على أحوالهم ، ووقف على حقيقة ديانتهم فطلب منهم أن يعتنقوا دينا من الأديان قبل أن يعود من الحرب، فدلهم بعض الدهاة – بعد أن دفعوا له الأموال – على أن يتسموا بالصائبة، وهي من الأديان المذكورة في القرآن.
يُطلق على هذه الفرقة الصابئة الحنفاء لأنهم بمنزلة أتباع الشريعة التوراتية والإنجيلية قبل النسخ والتبديل والتحريف، كما وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية، وهؤلاء قد أثنى عليهم الله تعالى وحمدهم.
الحقيقة أن الصابئين طائفة ليس لهم شريعة مأخوذة عن رسول أو نبي، ويعدّون من المجوس، ولكنهم عرفوا الله تعالى، فعبدوه وحده، ولم يشركوا به أحدًا، فهم متمسكون بكلمة التوحيد “لا إله إلّا الله”، وبإيجاب الصدق ونبذ الظلم والعدل وتحريم الفواحش، وغير ذلك ممّا اتفق عليه الأنبياء والرسل.
الصابئة المشركون
هذه الفئة من الصابئة هم قوم اتخذوا الملائكة آلهة للعبادة، ويتوجهون في صلاتهم إلى القبلة، ويصلون الخميس، ويقرؤون الزبور، فهم يعبدون الروحانيات العلوية، وكذلك اعتقدوا تأثير النّجوم فعبدوها أيضًا.
جاء في الموسوعة الميسرة: بأن طائفة الصابئة الباقية إلى اليوم، الذين يعتبرون يحيى نبيًّا لهم هم طائفة المندائية، يقومون بتقديس الكواكب والنجوم، ومن معالم دينهم الاتجاه نحو القطب الشمالي، والتعميد في المياه الجارية.
هذا المذهب هو المنسوب أيضًا إلى الكلدانيين الذين بعث الله فيهم إبراهيم – عليه السلام – رادًا عليهم، ومبطلًا لقولهم، ولذلك فمن الجائز أن يكون هؤلاء الصائبة أتباع ديانة قديمة قد اختلطت بالفلسفة، ولعل نحلتهم توحيد قديم يرجع إلى إبراهيم – عليه السلام – عادت إليه بعض التصورات البابلية القديمة وبعض مظاهر الوثنية التي حاربها إبراهيم عليه السلام ثم تغذت بعد فتح الاسكندر للشرق بعناصر فلسفية يونانية.
أماكن تواجدهم
بالنسبة لأماكن تواجدهم اليوم، فالسواد الأعظم منهم في العراق وإيران، وفي الموسوعة الميسرة: أنهم موزعون على ضفاف دجلة والفرات، وكذلك يسكنون في منطقة الأهوار، وشط العرب، والكثير منهم في مدن العمارة، والناصرية والبصرة، وقلعة صالح، والحلفاية، والزكية، وسوق الشيوخ، والقرنة، كما أن لهم وجود في إيران حيث يسكنون على ضفاف نهر الرز والكارون وفي المدن الساحلية.
الصابئون في القرآن الكريم
ورد ذكر الصائبين في ثلاث مواضع من القران الكريم:
وصفهم الله بالمؤمنين في سورة البقرة: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ”. (( سورة البقرة، آية: 62 ))
كما جاء ذكرهم في سورة المائدة: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ”. (( سورة المائدة، آية: 69 ))
وفي إحدى آيات سورة الحج يقرن الله تعالى بينهم وبين المجوس والمشركين: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”. (( سورة الحج، آية: 17 ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: