أسباب نزول سورة الطارق

سورة الطارق من سور المُفصّل، يبلغ عدد آياتها سبع عشرة آية، وهي السورة السادسة والثمانون في ترتيب سور المصحف الشريف، يستعرض هذا المقال أسباب نزول سورة الطارق ومكان نزولها بالإضافة إلى سبب تسميتها وفضلها.

أسباب نزول سورة الطارق

روى أبو صالح عن ابن عبّاس رضى الله عنه قال: كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قاعدًا مع أبي طالب، وأتحفه بخبزً ولبن، وأخذ يأكل، فانحطّ نجمٌ، فامتلأت الأرضُ نورًا، ففزع أبو طالب، وقال: أيّ شيء هذا؟ فقال: “هذا نجمٌ رُمي به، وهو آية من آيات الله ” فعجب أبو طالب، ونزل قوله تعالى: {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ}.

سورة الطارق

وتُعتبر مقاصد السورة أسبابًا لنزول هذه السورة حيث:

هل سورة الطارق مكية أم مدنية؟

سورة الطارق هي سورة مكية توجد في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وتبدأ آياتها بالسماء والطارق؛ وهي السورة التي نزلت بعد سورة البلد ولم يذكر فيها لفظ الجلالة وتحتوي على مئتين وتسع وثلاثين حرفاً وواحد وستين كلمة.

سبب تسمية سورة الطارق

سبب تسمية سورة الطارق بهذا الاسم هو اسم الطارق الذي ورد في أول السورة؛ وتعتبر سورة الطارق من السور المنذرة الواردة في القرآن الكريم والتي تحذر الكافرين والظالمين من العذاب الأليم والتوعد من رب العالمين لكل ظالم باغي على حقوق الغير؛ وتتمثل هذه الإنذارات في طرقات على الحس البشري وتعتبر من الطرقات القوية العنيفة.

رُوي عن ابن عباس أيضًا {وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ}، قال: السّماء وما يطرق فيها، وعن ابن عبّاس وعطاء: الثّاقب: الذي ترمى به الشّياطين، قتادة: هو عام في سائر النّجوم؛ لأنّ طلوعها بليل، وكلّ من أتاك ليلًا فهو طارق.

فضل سورة الطارق

تضَّمنت السنة النبوية الشريفة بعض الأحاديث التي تشير إلى فضل خاص تمتعت به سورة الطارق، بغض النظر عن أنَّها جزء لا يتجزأ من كتاب الله -سبحانه وتعالى- فهي موجبة الأجر لمن قرأها بقصد التعبد، وفيما يأتي بعض الأحاديث الواردة في فضل سورة الطارق:

ورد عن أبي هريرة أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم كان يقرأُ في العشاءِ الآخرةِ ب { السَّمَاءِ } يعني { ذَاتِ الْبُرُوجِ } و{ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ }. ((  الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : أصل صفة الصلاة، الصفحة أو الرقم: 2/492 | خلاصة حكم المحدث : [ فيه ] أبو المهزم متروك ))

روى خالد بن أبي جبل أنه أبصَر النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مشرفِ ثقيفٍ ، وهو قائمٌ على قوسٍ أو عصًا حين أتاهم يبتَغي عندَهم النصرَ ، فسمِعتُه يقرَأُ : والسماءِ والطارِقِ حتى ختَمها ، قال : فوعَيتُها في الجاهليةِ وأنا مشركٌ ، ثم قرَأتُها في الإسلامِ ، قال : فدعَتني ثقيفٌ ، فقالوا : ما سمِعتَ مِن هذا الرجلِ ؟ فقرَأتُها عليهِم، فقال مَن معهم مِن قريشٍ : نحن أعلمُ بصاحبِنا ، لو كنا نعلمُ ما يقولُ حقًّا لاتَّبَعناه. (( الراوي : خالد بن أبي جبل العدواني | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 1/247 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط ابن حبان ))

عندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن معاذ بن جبل يُطيل الصلاة، قال له أفتان أنت يا معاذ اقرَأْ بـ {السَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}، {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2400 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

قال جابر بن سمرة: “كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقرَأُ في الظُّهرِ وَالعَصرِ ب {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}، {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}، وَنَحوِهما، قالَ عَفَّانُ: وَنَحوِهما مِنَ السُّوَرِ”. (( الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 21048 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

اختلف العلماء وبعضهم حيث قالوا إن قراءة هذه السورة من سبل الاستعاذة من الشيطان لما في الآية من معنى بأن الطارق هو النجم الثاقب الذي يعمل على حرق الشيطان.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة الإنسان

فوائد من سورة الطارق

فوائد من سورة البلد

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

Exit mobile version