أسباب نزول سورة القيامة

سورة القيامة من سور المُفصّل وتقع في الجزء التاسع والعشرين، والحزب 58 من ترتيب المصحف الشريف، يبلغ عدد آياتِها أربعين آية، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة القيامة ومكان نزولها بالإضافة إلى تسميتها وفضلها.

أسباب نزول سورة القيامة

بسبب أن سورة القيامة تتألف من أربعين آية كما أسلفنا، فإن حَصرَ أسباب نزولِها يُعتبر أمرًا صعبًا، وقد وردتْ بعض الروايات عن سبب نزول بعض آياتها، ومن هذه الروايات:

أسباب نزول سورة القيامة

قولُ اللهِ -عزَّ وجلَّ-: “أيحسبُ الإنسانُ ألَّن نجمعَ عظامَهُ”، وتقول الرواية إنَّ هذه الآيةَ نزلتْ في عديَّ بنَ أبي ربيعةَ ختنَ الأخنَسِ بنِ شَريقٍ وهما اللَّذانِ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ فيهما اللَّهمَّ اكفِني جاري السُّوءِ قال لرسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا محمَّدُ حدِّثني عن يومِ القيامةِ متى يكونُ وكيف أمرُها فأخبرَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال لو عاينتُ ذلك اليومِ لم أصدِّقكَ يا محمَّدُ ولم أومنْ به، أويجمَعُ اللهُ هذهِ العِظَامَ؟، فأنزلَ اللهُ تعالى قولَهُ: “أَيحسَبُ الإنسانُ أَلَّن نجمَعَ عظَامَهُ * بَلىٰ قَادرِينَ علىٰ أَن نسوِّيَ بنانَهُ * بلْ يُريدُ الْإنسَانُ لِيفجُرَ أَمامهُ * يسألُ أَيَّانَ يومُ القيامَةِ”. (( الراوي:  عبد الله بن مسعود | المحدث : الزيلعي | المصدر : تخريج الكشاف، الصفحة أو الرقم: 4/127 | خلاصة حكم المحدث : غريب ))

في قول اللهِ -عزَّ وجلَّ-: {لا تُحَرِّكْ به لِسانَكَ لِتَعْجَلَ به * إنَّ عليْنا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ} ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: كانَ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُعالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً كانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ، فقالَ لي ابنُ عبَّاسٍ: أنا أُحَرِّكُهُما كما كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُحَرِّكُهُما فقالَ سَعِيدٌ: أنا أُحَرِّكُهُما كما كانَ ابنُ عبَّاسٍ يُحَرِّكُهُما، فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ فأنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى: {لا تُحَرِّكْ به لِسانَكَ لِتَعْجَلَ به * إنَّ عليْنا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ}، قالَ: جَمْعَهُ في صَدْرِكَ ثُمَّ تَقْرَؤُهُ {فَإذا قَرَأْناهُ فاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}، قالَ: فاسْتَمِعْ وأَنْصِتْ ثُمَّ إنَّ عليْنا أنْ تَقْرَأَهُ، قالَ: فَكانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إذا أتاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمع فإذا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- كما أقْرَأَهُ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5044 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

هل سورة القيامة مكية أم مدنية؟

قال الإمام عبد الله بن عباس: نزَلَتْ سورةُ القِيامَةِ وفي لفظٍ سورةُ لا أُقسِمُ بمكَّةَ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 5/476 | خلاصة حكم المحدث : له طرق ))

هي إحدى السّور المكية التي نزلتْ على قلبِ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بواسطة الوحي الأمين، جبريل -عليه السَّلام- في مكة المكرمة، وترتيبها الخامسة والسبعون، وهي تعرض موضوع البعث والحساب ويوم القيامة، فالإيمان بهذا اليوم هو أحد أركان الإيمان، وقد ركَّزتْ على أهوال اليوم الآخر وشدائده.

سبب تسمية سورة القيامة

سبب تسمية سورة القيامة

إنَّ سورة القيامة من السور التي عرضتْ بشكل تفصيلي أهوال يوم القيامة، وقدْ افتتحها الله -سبحانه وتعالى- بقولِهِ: “لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة” للتأكيد على أن البعث حق، ومن هنا جاء سبب تسميتها باسمها المعروف، فهي تتحدَّث عن أهوال يوم القِيامة مِن أوَّلها إلى آخِرها، وعن قُدرةِ الله تعالى على إعادة خَلْق النَّاس، وبَعضِ البراهين على هذه القُدرة، وحسابهم على أعمالهم، وهذا مِن تمام عَدْلِه سبحانه وتعالى، وعدم عَبَثِيَّة خَلْق النَّاس، قال تعالى: “فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ *وَخَسَفَ الْقَمَرُ  * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ  * كَلَّا لَا وَزَرَ *  إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ”، والله أعلم.

فضل سورة القيامة

إنَّ القرآن الكريم كتاب خير وحكمة وفضل، فهو كتاب العزيز الحكيم خالق السماوات والأرض سبحانَهُ وتعالى، وقد أكرمَ الله تعالى كلَّ من صاحب هذا القرآن صحبةَ تدبُّرٍ وتلاوةٍ بالخير والفضل والأجر، وهذا ما وردَ في الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2910 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))

فضل سورة القيامة

توجد بعض الأحاديث والآثار التي تُوضح فضل قراءة سورة القيامة:

  • روي عن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال : “من قرأ هذه السورة شهدت له أنا وجبرئيل يوم القيامة أنّه كان موقنا بيوم القيامة ، وخرج من قبره ووجهه مسفر عن وجوه الخلائق ، يسعى نوره بين يديه ، وإدمان قراءتها يجلب الرزق والصيانة ويحبّب إلى الناس”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 308 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
  • وقال الصادق عليه السّلام : «قراءتها تخشّع وتجلب العفاف والصّيانة ، ومن قرأها لم يخف من سلطان ، وحفظ في ليله- إذا قرأها- ونهاره بإذن اللّه تعالى».

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة الممتحنة

أسباب نزول سورة التغابن

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *