أسباب نزول سورة التغابن

التغابن من أسماء يوم القيامة، وتقع هذه السورة في الجزء الثامن والعشرون، والحزب السادس والخمسون، وتتحدث في المقام الأول عن التشريع، وتعالج بعض أصول العقيدة الإسلامية، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة التغابن.

أسباب نزول سورة التغابن

سبب نزول سورة التغابن هو أنّ الرجل كان إذا أسلم وأراد الهجرة، منعه من ذلك أهله وولده فيقولون له: “ننشدك الله أن تذهب فتدع أهلك وعشيرتك وتصير إلى المدينة بلا أهل ولا مال”، وبعد أن يسعوا هذا منهم من يقيم ويرقّ قلبه ولا يُهاجر، فأنزل الله تعالى هذه الآية: “إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا”

سورة التغابن

عنِ ابنِ عبَّاسٍ في قَولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ” قال: هؤلاء قومٌ من أهلِ مكَّةَ أسلَموا، فأبى أزواجُهم وأولادُهم أنْ يَدَعوهم يُهاجِروا، فلمَّا قَدِموا المدينةَ، فرَأَوُا الناسَ قد تَفقَّهوا في الدِّينِ، هَمُّوا أنْ يُعاقِبوهم، فنَزَلتْ هذه الآيةُ: “وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”. [1]

أخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال نزلت سورة التغابن كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم نزلت في عوف بن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد فكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ووقفوه فقالوا إلى من تدعنا فيرق ويقيم فنزلت هذه الآية وبقية الآيات إلى آخر السورة بالمدينة.

فاتقوا الله ما استطعتم

قال سعيد بن جبير أن سبب نزول الآية الكريمة “فاتقوا الله ما استطعتم”، أن بعدما نزلت الآية “اتقوا الله حق تقاته”، فحاول المسلمون أن يعملوا على طاعة الله بكل ما أوتوا من قوة حتى تعبوا وأصابهم المرض وتورمت أطرافهم وترحت، فنزلت كي تخفف عن المسلمين.

هل سورة التغابن مكية أم مدنية؟

سورة التغابن من سور القرآن الكريم المدنيّة، وذلك بحسب الأغلبيّة، إذ يوجد بعض الآراء التي تقول بأنّها سورة مكيّة، والبعض الآخر يقول بأنّها مكيّة ومدنيّة، وعدد آياتها ثماني عشر آية، وترتيبها في المصحف الشريف الرابع والستّون، وقد بدأت هذه السورة الكريمة بالفعل المضارع “يُسبّح”، وهذا من أساليب التسبيح والثناء، وقد نزلت قبل سورة الصف، وبعد سورة الجمعة.

سبب تسمية سورة التغابن

سبب تسمية سورة التغابن

لم يردْ في تسمية سور القرآن الكريم أحاديثُ نبويّة، كما أنّ تسميتها لم تنزل مع الوحي ولا محددة مع آياتها، وجاءت تسميتها بناءً على رأي الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- واجتهادهم، الذين سمّوا كلّ السور بأسماء مميزة بحسب ما جاء في هذه السورة من كلمات أو أحداث أو مناسبات، وذلك بهدف التمييز بين السور في المصحف الشريف، وسُمّيت سورة التغابن بهذا الاسم بسبب ورود لفظ “التغابن” في آياتها، وهذا اللفظ لم يقع في أي سورة من سور القرآن الكريم إلّا في سورة التغابنن وذلك في قوله تعالى: “يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.

فضل سورة التغابن

لجميعِ سور القرآن الكريم فضلٌ كبير، ومن فضل سورة التغابن أنّها تُظهر قدرة الله تعالى على خلق البشر، وقدرته في السماوات والأرض، كما أنّها تُذكّر بما ينتظر الكفار والمشركين من عذابٍ في الآخرة وهو يوم التغابن، وتُؤكد أن يوم القيامة حق وأنّ البعث حق، فالتغابن كما يقول أغلب المفسرين هو من أسماء يوم القيامة.

وقد سمّي يوم القيامة بيوم التغابن لأنّ التغابن في هذه السورة يعني أن يغبن الناس بعضهم البعض عند ذهابهم للجنة أو للنار، وليس من غبنٍ أكبر من يذهب قومٌ للجنة وقومٌ للنار، فيغبن أهل النار أهل الجنة ويتمنون لو أنّهم مكانهم، وهذا دليلٌ على فضل سورة التغابن كيف أنّها تُذكر المؤمنين بأنّ الكفار يغبونهم يوم القيامة، ويسعون لمبادلتهم الخير بالشر والنعيم بالعذاب والجيد بالرديء.

وقد ورد في فضل سورة التغابن بعض الأحاديث مثل:

  • “ما من مولودٍ إلا مكتوبٌ في تشبيكِ رأسِه خمسَ آياتٍ من فاتحةِ سورةِ التغابنِ”. [2]
  • مَنْ قرأ سورةَ التغابنِ دُفِعَ عنه موتُ الفجأةِ”. [3]

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة محمد

أسباب نزول سورة الفتح

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

المراجع
  1.   الراوي : عكرمة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 6/ 140 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] سماك بن حرب في روايته عن عكرمة اضطراب []
  2.   الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن القيسراني | المصدر : تذكرة الحفاظ  الصفحة أو الرقم: 279 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] الوليد بن الوليد العنسي يروي العجائب لا يجوز الاحتجاج به []
  3. الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 295 | خلاصة حكم المحدث : موضوع []

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *