عادات وتقاليد الدنمارك .. الدنمارك احدى دول شمال أوروبا التي تتميز بتاريخ وإرث عريق من الحروب التي قامت على أرضها مما أكسبها عادات وثقافات مميزة وخاصة وأن أهلها يتمتعون بالثقافة وحب الخير والكثير من القيم الإنسانية ، ويحرصون على عاداتهم وتقاليدهم.
وتم تقييم الشعب الدنماركي على أنه أسعد شعوب العالم وهو ما دفع جميع شعوب البلدان الأخرى للتعرف على ثقافة الدنمارك ومحاولة تقليد عاداتهم وتقاليدهم للوصول الى بعضا من السعادة التي يشعر بها هذا الشعب.
عادات وتقاليد الدنمارك denmark
وتقع الدنمارك شمار قارة أوروبا ، وعاصمتها كوبنهاجن ، وتتمتع بمناخ معتدل ذو شتاء لطيف عاصف وصيف لطيف ، وتتنوع الإعراق والثقافات في الدنمارك بين شعبها ما بين الاسكندنافية والاسكيمو والألمان والأتراك والصوماليون والايرانينون.
وتشكل الديانة الإنجيلية اللوثرية 95 % من انتماءات الدنماركيين الدينية ، وتتنوع النسبة المتبقية ما بين البروتوستانت والروم الكاثوليك والمسلمين ، أما عن عادات وتقاليد شعب الدنمارك فهناك العديد من الأمور التي تميزهم عن غيرهم من الشعوب ومنها ..
السلوك المهذب ..
يتمتع شعب الدنمارك بسلوكه المهذب بشكل عام والذي يظهر جليا في تعاملاتهم الحياتية اليومية في العمل والأماكن العامة ، فالدنماركين يحرصون على التحدث ينبرة صوت معتدلة ويبتعدون عن الصوت العالي والعصبية في الحديث مما يعكس سلوكهم الراقي ، واذا وجد أحد الأشخاص المثيرين للضجة أو السلوك الغير مهذب في الأماكن العامة يجدون من يوجهونهم بشكل لائق وبطريقة مميزة لتعديل سلوكهم.
ويتمتع الشعب الدنماركي بقد عالي من الأخلاق والتواضع والمحافظة على مشاعر الغير ، الى جانب حبهم للعمل واتقانهم له ، ويتمتعون أيضا بقدر كبير من الانتماء للجماعة وتقدير العمل الجماعي وعدم التمجيد في العمل الفردي مما كان سببا في نجاح ورقي هذا الشعب.
إقرأ أيضاً : عادات وتقاليد باريس
الحرص على المواعيد ..
على الرغم من الود الذي تتميز به طباع الدنماركيين إلا أنهم يحرصون جدا على اتقان العمل ، لذلك فهم يخرصون أيضا على دقة مواعيدهم وعلى تأكيدها كتابيا ، ومن غير اللائق التأخر عن الميعاد أو إلغائه دون تقديم الاعتذار قبلها بوقت كاف.
أقصى مدة يمكن أن يتأخر فيها الدنماركين على المواعيد المحددة هي 5 دقائق ويجب الاتصال والاعتذار اذا زادت المدة عن ذلك مع تقديم سبب منطقي للتأخر.
يحرص الشعب الدنماركي على العمل بجد طوال العام ، وتعتبر الفترة من منتصف يوينو الى منتصف أغسطس هي الفترة السنوية التي يأخذ فيها معظم الدنماركيين أجازة، لذلك يبتعدون دائما عن تحديد مواعيد الاجتماعات واللقاءات العملية خلال تلك الفترة.
وخلال لقاءات العمل يحرص الدنماركيون على وقتهم جدا لذلك يتدنبون الحديث الجانبي والتعارف قبل لقاءات واجتماعات العمل ويفضلون الدخول مباشرة في الحديث حول موضوع الاجتماع والبدء في الموعد المحدد تمام.
المساواة بين الرجل والمرأة ..
يعتبر الشعب الدنماركي من أهم الشعوب التي تطبق مبدأ المساواة الجنسية بين الرجل والمرأة ، فهو من أكثر الشعوب تحضرا ورقيا في تعاملاته مع المرأة ويظهر هذا جليا أيضا في اللغة التي لا تفرق بين الجنسين فالمصطلحات هناك محايدة ولا توجد منها مصطلحات أو تعبيرات خاصة بالمرأة.
ومن أهم صور المساوة بين الرجل والمرأة في المجتمع الدنماركي أن الرجل يساهم بشكل كبير في تربية الأطفال فالأمر لا يخص النساء كما يحدث في أغلب دول العالم ، فمسئولية الأطفال مشتركة بالتساوي بين الأب والأم.
وتحظى المرأة بمكانة هامة في مجال العمل في الدنمارك فهي تتقلد كافة المناصب دون تمييز بينها وبين الرجال وكذلك لا يوجد تمييز في الأجور فهي تتقاضى أجور مساوية لزملائها من الرجال في نفس المجال والمنصب، وأغلب النساء في الدنمارك يعملون ويوفقون بشكل جيد بين العمل والحياة الأسرية حتى اذا كانت متزوجة لأن الرجال يشاركون في المنزل ومهامه.
إقرأ أيضاً : عادات وتقاليد ايطاليا
استقلالية الأطفال ..
يعرف المجتمع الدنماركي قيمة استقلالية الفرد وأن يكون شخصا معتمدا على نفسه ، لذلك يربون أطفالهم على الاستقلالية منذ سن صغير ، ومعظم الأمهات والآباء يحرصون على تواجد أطفالهم في الحضانات من سن صغير وهو سن العام الواحد تقريبا ليغرسوا فيهم قيمة الاستقلال منذ الصغر.
ومعظم الأسر الدنماركية أسر صغيرة العدد فالشعب الدنماركي لا يتبنى نظرية الإنجاب الكثير ، فهو مجتمع قائم على الأسر الصغيرة العاملة.
العزومات في الدنمارك ..
الشعب الدنماركي شعب ودود بطبعه ويحرص على تبادل العزومات ومشاركة الطعام ولأنه شعب منضبط وعملي فانه من غير اللائق الوصول متأخرا عن الموعد المحدد لتناول الطعام، كما أنه من الاتيكيت المتبع هناك الاتصال قبل القدوم الى المنزل المدعو إليه للسؤال اذا ما كان المضيف بحاجة الى المزيد من الطعام أو الأدوات من الخارج ، كما يحرصون على تقديم الهدايا من الورود أو الشيكولاته أو الحلوى عند القدوم الى منزل المضيف ، ويحب معظم الدنماركيين تقديم باقة من الورود الملفوفة في ورق أحمر جميل فهذه الهدية البسيطة دليل على الحب والود.
ولأنه شعب ودود يحرص الضيف على تقديم المساعدة للمضيف في تحضير الطعام والمساعدة في تحضير المائدة خاصة إذا كانت الصلة قوية بين الضيف والمضيف.
وهناك مجموعة من العادات والتقاليج في الدنمارك التي يجب اتباعها على مائدة الطعام ، ومنها أن تنتظر من المضيف أن يحدد لك المقعد الذي ستجلس عليه ، كما يحرص الضيف على تذوق كل أصناف الطعام المقدمة على المائدة كنوع من الشكر والتقدير لصاحب البيت خاصة اذا كانوا قد قاموا بطهي الطعام بأنفسهم .
ولا مانع عند الشعب الدنماركي رفض المزيد من الطعام المقدم لكنهم يقومون بذلك بشكل لائق ومهذب كعادات تعاملاتهم الحياتية اليومية.
إقرأ أيضاً : عادات وتقاليد اسبانيا
التعارف في الدنمارك ..
يحرص الشعب الدنماكي على التعارف والتواصل مع الآخرين بشكل لطيف وودود ولكن دون مبالغة ، فعند لقاء أحدهم للمرة الأول يتم المصافحة باليد والنظر وجها لوجهة مع ابتسافة ودودة من الطرفين ، وفي حاحة كانت هناك نساء في اللقاء فيتم مصافحة النساء أولا كنوع من الاتيكيت ثم مصافحة الرجال.
ولأن الدنماركين ودودون بطبعهم فانهم يقدمون أنفسهم بأسمائهم الأولى بشكل بسيط ، وعند نههاية اللقاء يكتفون بمصافحة أخرى مع قول مع السلامة من الطرفين.