أسباب نزول سورة النحل

سورة النحل من السور التي تتناول موضوعات العقيدة الكبرى: الألوهيّة والوحي والبعث والنشور، وتحتوي السورة على سجدة في الآية 50، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة النحل.

أسباب نزول سورة النحل

“أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ”

أسباب نزول سورة النحل

لما أنزل الله تعالى : “اقتربت الساعة وانشق القمر” قال الكفار بعضهم لبعض : إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت ، فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى ننظر ما هو كائن ، فلما رأوا أنه لا ينزل شيء ، قالوا : ما نرى شيئا ، فأنزل الله تعالى : “اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون” فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة ، فلما امتدت الأيام قالوا : يا محمد ، ما نرى شيئا مما تخوفنا به ، فأنزل الله تعالى : “أتى أمر الله” فوثب النبي – صلى الله عليه وسلم – ورفع الناس رءوسهم ، فنزل : “فلا تستعجلوه” فاطمأنوا ، فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” بعثت أنا والساعة كهاتين” ، وأشار بأصبعه – ” إن كادت لتسبقني “. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 867 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

“خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ”

نزلت الآية في أبي بن خلف الجمحي حين جاء بعظم رميم إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد، أترى الله يحيي هذا بعدما قد رم؟ فنزلت الآية. (( الراوي : قتادة بن دعامة | المحدث : الزيلعي | المصدر : تخريج الكشاف، الصفحة أو الرقم: 3/167 | خلاصة حكم المحدث : غريب بهذا اللفظ ))

“وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ”

قال الخباب بن الأرت: كُنْتُ قَيْنًا في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ لي دَيْنٌ علَى العَاصِ بنِ وائِلٍ، قالَ: فأتَاهُ يَتَقَاضَاهُ، فَقالَ: لا أُعْطِيكَ حتَّى تَكْفُرَ بمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: واللَّهِ لا أكْفُرُ حتَّى يُمِيتَكَ اللَّهُ ثُمَّ يَبْعَثَكَ، قالَ: فَذَرْنِي حتَّى أمُوتَ ثُمَّ أُبْعَثَ، فَسَوْفَ أُوتَى مَالًا ووَلَدًا فأقْضِيكَ، فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ. (( الراوي : خباب بن الأرت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4734 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

“وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً”

نزلت في أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – بمكة : بلال ، وصهيب ، وخباب ، وعمار ، وأبي جندل بن سهيل ، أخذهم المشركون بمكة فعذبوهم وآذوهم ، فبوأهم الله تعالى بعد ذلك المدينة.

“ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ”

عنِ ابنِ عباسٍ في قولِهِ عزَّ وجلَّ : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا قال : نزلَتْ في رجلٍ من قريشٍ وعبدِهِ, وفي قولِهِ : مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ إلى قولِهِ : وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ قال : هو عثمانُ بنُ عفانَ, قال : والأبكمُ الذي أينما يوجهُهُ لا يأتي بخيرٍ, ذاكَ مولى عثمانَ بنِ عفانَ كان عثمانُ يُنفقُ عليْهِ ويَكفلُهُ ويَكفيهِ المؤونةَ, وكان الآخرُ يَكرَهُ الإسلامَ ويأباهُ, ويَنهاهُ عنِ الصدقةِ والمعروفِ فنزلَتْ فيهما. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح أسباب النزول، الصفحة أو الرقم: 140 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ”

كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يعلِّمُ قينًا بمَكةَ اسمُه بلعامٌ وَكانَ عجميُّ اللِّسانَ فَكانَ المشركونَ يرونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يدخلُ عليهِ ويخرجُ من عندِه فقالوا إنَّما يعلمهُ بلعامٌ فأنزلَ اللهُ الآية. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 9/115 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ))

مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ

قال ابن عباس : نزلت في عمار بن ياسر ، وذلك أن المشركين أخذوه وأباه ياسرا ، وأمه سمية ، وصهيبا ، وبلالا ، وخبابا ، وسالما –  فعذبوهم، فأما سمية فإنها ربطت بين بعيرين ، ووجئ قبلها بحربة ، وقيل لها : إنك أسلمت من أجل الرجال. فقتلت وقتل زوجها ياسر ، وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام . وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها ، فأخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – بأن عمارا كفر ، فقال : ” كلا إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه ! ” فأتى عمار رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يبكي ، فجعل رسول الله – عليه الصلاة والسلام – يمسح عينيه ، وقال : ” إن عادوا لك فعد لهم بما قلت ” ! فأنزل الله تعالى هذه الآية. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2/448 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))

ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ

لما انصرفَ المشركونَ عن قتلى أُحدٍ انصرفَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فرأَى منظَرا أساءهُ، رأى حمزةَ رضي الله عنه قدْ شُقّ بطنهُ واصطلِمَ أنْفه وجعدتْ أذناهُ فقال لولا أن يحزنَ النساءُ أو يكون سنةَ بعدي لتركتهُ حتى يبعثهُ اللهُ من بطونٍ السِّباعٍ والطيرٍ، لأمثلنّ مكانه بسبعينَ رجلا ثم دعا ببردهِ فغطّى بها وجههُ، فخرجتْ رجلاهُ، فغطّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وجههُ وجعلَ على رجليهٍ شيئا من الإذْخرِ ثم قدَّمهُ فكبرَ عليه عشرا ثم جعلَ يُجاءُ بالرجلِ فيوضع وحمزةُ مكانهُ حتى صلّى عليهِ سبعينَ صلاةً وكان القتلَى سبعينَ فلما دُفنوا وفرغَ منهم نزلت هذه الآيةُ “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ” فصبرَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ولم يُمثِّلْ بأَحَد. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الدارقطني | المصدر : سنن الدارقطني، الصفحة أو الرقم: 3/354 | خلاصة حكم المحدث : لم يروه غير إسماعيل بن عياش وهو مضطرب الحديث عن غير الشاميين ))

هل سورة النحل مكية أم مدنية؟

تعدُّ سورة النحل من السور المكيّة في أغلبِ آياتِها، باستثناء الآيات رقم “126-127-128” فهي مدنيّة، وهي من طوال سور القرآن، حيث يبلغُ عدد آياتِها “128” آية، وهي السورة السادسة عشر في ترتيب المصحف، وقد نزلت بعد سورة الكهف.

سبب تسمية سورة النحل

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة الأنعام

أسباب نزول سورة الأنفال

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

Exit mobile version