سورة الأنعام من السور الطوال في القرآن الكريم، فهي تتألّف من 165 آية، وقد نزلتْ هذه السورة بعد سورة الحجر، وهي السورة السادسة في ترتيب المصحف الشريف، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الأنعام.
أسباب نزول سورة الأنعام
“قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ“
قال رؤساء مكة: يا محمد ما نرى أحدا يصدقك بما تقول من أمر الرسالة، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى، فزعموا أن ليس لك عندهم ذكر ولا صفة، فأرنا من يشهد لك أنك رسول كما تزعم. فأنزل الله تعالى هذه الآية. (( الراوي : عبدالله بن عباس، المحدث : ابن جرير الطبري، المصدر : تفسير الطبري، الصفحة أو الرقم: 5/1/208، خلاصة حكم المحدث : لم تثبت صحته ))
“وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ“
إن أبا سفيان بن حرب، والوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث، وعتبة، وشيبة ابني ربيعة، وأمية وأبيا ابني خلف، استمعوا إلى رسول الله فقالوا للنضر: يا أبا قتيلة، ما يقول محمد؟ قال : والذي جعلها بينه ما أدري ما يقول، إلا أني أرى يحرك شفتيه يتكلم بشيء، وما يقول إلا أساطير الأولين. فأنزل الله تعالى هذه الآية. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : موافقة الخبر الخبر الصفحة أو الرقم: 2/70 | خلاصة حكم المحدث : سنده حسن ))
“وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ“
نزلت في أبي طالب كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويتباعد عما جاء به. ((الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 5/140 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
“قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ“
التقى الأخنس بن شريق ، وأبو جهل بن هشام ، فقال الأخنس لأبي جهل : يا أبا الحكم ، أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب ؟ فإنه ليس هنا من يسمع كلامك غيري ، فقال أبو جهل : والله إن محمدا لصادق ، وما كذب محمد قط ، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء ، والسقاية ، والحجابة ، والندوة ، والنبوة ، فماذا يكون لسائر قريش ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية.
“وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه”
عن خباب بن الأرت قال :كنا ضعفاء عند النبي – صلى الله عليه وسلم – بالغداة والعشي، فعلمنا القرآن والخير، وكان يخوفنا بالجنة والنار ، وما ينفعنا ، وبالموت والبعث ؛ فجاء الأقرع بن حابس التميمي ، وعيينة بن حصن الفزاري ؛ فقالا : إنا من أشراف قومنا وإنا نكره أن يرونا معهم فاطردهم إذا جالسناك . قال : ” نعم ” ، قالوا : لا نرضى حتى نكتب بيننا كتابا ، فأتى بأديم ودواة ، فنزلت الآيات : (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) إلى قوله تعالى: (وكذلك فتنا بعضهم ببعض). (( الراوي : خباب بن الأرت | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 3346 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
“وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا”
قال مشركو مكة : يا محمد ، إنك تخبرنا أن موسى كانت معه عصا ضرب بها الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، وأن عيسى كان يحيي الموتى ، وأن ثمود كانت لهم ناقة، فأتنا ببعض تلك الآيات حتى نصدقك . فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” أي شيء تحبون أن آتيكم به ؟ ” فقالوا : تجعل لنا الصفا ذهبا، قال : ” فإن فعلت تصدقوني ؟ ” قالوا : نعم ، والله لئن فعلت لنتبعنك أجمعين ، فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يدعو ، فجاءه جبريل وقال : إن شئت أصبح الصفا ذهبا ، ولكني لم أرسل آية فلم يصدق بها إلا أنزلت العذاب، وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” اتركهم حتى يتوب تائبهم” فأنزل الله تعالى هذه الآية. (( الراوي : محمد بن كعب القرظي | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن، الصفحة أو الرقم: 3/309 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
“وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ”
قال المشركون : يا محمد أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها ؟ قال : ” الله قتلها ” ، قالوا : فتزعم أن ما قتلت أنت وأصحابك حلال ، وما قتل الكلاب والصقر حلال ، وما قتله الله حرام ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 5415 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
“أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ”
يريد حمزة بن عبد المطلب ، وأبا جهل ، وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بفرث ، وحمزة لم يؤمن بعد ، فأخبر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده قوس ، فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ، ويقول : يا أبا يعلى ، أما ترى ما جاء به ؟! سفه عقولنا ، وسب آلهتنا ، وخالف آباءنا ؟ قال حمزة : ومن أسفه منكم؟ تعبدون الحجارة من دون الله ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. (( الراوي : الحارث التيمي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 6/84 | خلاصة حكم المحدث : إسناده منقطع ))
هل سورة الأنعام مكية أم مدنية؟
نزلَ أكثر سورة الأنعام في مكة المكرمة فهي سورة مكية في غالب آياتِها، ويُستثنى من آياتِها الآيات رقم: 20-23-91-93-114-141-151-152-153، فهي آيات نزلتْ في المدينه المنورة.
سبب تسمية سورة الأنعام
سُمِّيتْ بهذا الاسم لِما تكرر فيها من ذكر الأنعام، فقد ذُكرِتْ الأنعام في هذه السورة ست مرات بتفصيل وشرح لم يرِد في غيرها، ومن الجدير بالذكر أنها تُعرف أيضًا بسورة الحُجة، وكان هذا الاسم لما اشتملتْ عليه من دلائل التَّوحيد، وأحكام العقيدة، وأركانِ الإيمان موجزةً ومفصَّلة؛ إثباتًا لوحدانية الله تعالى وقدرته، واستحقاقه العبادة.
فضل سورة الأنعام
“نزلت سورة الأنعام على النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومعها موكب من الملائكة سدَّ ما بين الخافقين، لهم زجل بالتسبيح والتقديس، والأرض ترتج، ورسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: سبحان الله العظيم، سبحان الله العظيم” (( الراوي: أنس بن مالك، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 3/228، خلاصة حكم المحدث: حسن ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: