سورة الرعد من السور المثاني، حيث يبلغ عدد آياتِها ثلاثًا وأربعين آية، وهي ككلِّ السور المدينة تتناول في آياتِها الوحدانية والرسالة والبعث والجزاء، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الرعد.
أسباب نزول سورة الرعد
“وَيُرۡسِلُ ٱلصَّوَٰعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَآءُ وَهُمۡ يُجَٰدِلُونَ فِي ٱللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ ٱلۡمِحَال”
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: إنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعثَ رجلًا مرّةً إلى رجل من فراعنةِ العربِ، فقالَ: اذهب فادعهُ لي، فقال: يا رسول اللهِ، إنَّه أعتَى منْ ذلك، قال: اذهب فادعهُ لي، قال: فذهب إليه، فقالَ: يدعوكَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، قال: وما الله، أمنْ ذهبٍ هو أو منْ فضةٍ أو من نحاس؟
قال: فرجعَ إلى رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فأخبرَهُ، وقالَ: قد أخبرتُكَ أنَّه أعتَى من ذلك، قال لي: كذا وكذا، فقال: ارجع إليه الثانية فادعه، فرجعَ إليه، فأعادَ عليهِ مثلَ الكلامِ الأول، فرجَعَ إلى النَّبيِّ -صلَّى الله عليهِ وسلَّم- فأخبرَهُ، فقالَ: ارجعْ إليه، فرجعَ الثَّالثة فأعادَ عليه ذلكَ الكلام، فبَيْنَا هوَ يكلِمُنِي إذ بُعِثَتْ إليهِ سحابةٌ حيالَ رأسِهِ، فرعدتْ فوقعتْ منها صاعقةٌ فذهبتْ بقحفِ رأسهِ، فأنزلَ اللهُ تَعَالى هذه الآية. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 6/225 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ))
“وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ”
نزلت في صلح الحديبية، عندما رفض سهيل بن عمر كتابة البسملة في بداية نص الصلح، حيث قال للرسول (ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة) وكان يعني مسيلمة الكذاب، اكتب باسمك اللهم، وهكذا كانت أهل الجاهلية يكتبون فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية. (( الراوي : عبدالله بن مغفل | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 16800 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
“وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا سُيِّرَتْ بِهِ ٱلْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ ٱلْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ ٱلْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ ٱلْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَاْيْـَٔسِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِيعًا”
عندما جاء معشر قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه كي يتأكدوا أنه نبي يوحي اليه، أن يطلب من الله أن يحيي موتاهم ويبعد عنهم الجبال، ويفجر لهم الأنهار، ويحول لهم الصخور ذهبًا، فقال الرسول لهم بعدما نزل عليه الوحي “والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيّرني بين أن تدخلوا في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فاخترت باب الرحمة وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم إنه معذبكم عذابًا لا يعذبه أحد من العالمين”، فنزلت الآية. (( الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 7/115 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ))
“وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً”
قال الكلبي: عيرت اليهود رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقالت: ما نرى لهذا الرجل همة إلا النساء والنكاح، ولو كان نبيًا كما زعم لشغله أمر النبوة عن النساء، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
هل سورة الرعد مكية أم مدنية؟
سورة الرعد من السور المدنيّة التي أنزلَها الله -سبحانه تعالى- بواسطة الوحي جبريل -عليه السّلام- على قلب رسولِهِ -عليه الصّلام والسّلام- في المدينة المنورة، وقد نزلتْ بعد سورة محمد.
سبب تسمية سورة الرعد
لا اختلاف في سبب تسمية هذه السورة بسورة الرعد، فالسببُ جليٌّ واضحٌ وضوح الشمس في كبد النهار، فقد سُمِّيت هذه السورة بهذا الاسم؛ لأنها تناولتْ في آياتِها تلك الظاهرة العجيبة التي تتجلّى فيها عظمة الله تعالى وقدرتُهُ على جمع النقيضين، قال تعالى: “ويسبِّح الرَّعدُ بحمدِهِ والملائكة من خيفتِهِ”.
فضل سورة الرعد
روي عن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال “من قرأ هذه السورة كان له من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى ، وكل سحاب يكون ويبعث يوم القيامة من الموفين بعهد اللّه ، ومن كتبها وعلّقها في ليلة مظلمة بعد صلاة العشاء الآخرة على ضوء نار ، وجعلها من ساعته على باب سلطان جائر وظالم ، هلك وزال ملكه”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 157 | خلاصة حكم المحدث : موضوع )).
يظهر فضل سورة الرعد جليًّا فيما حملتْ إلى البشر أجمعين من مواضيع عظيمة وقيّمة، فقد ركّزتْ على أركان العقيدة، وعالجت هذه السورة مسألة تكذيب المشركين للرسول -عليه الصّلاة والسّلام- واتهامهم له بأنّه ساحر وشاعر ومفترٍ وغير ذلك، فكانت سورة الرعد بيانًا من الله تعالى على صدق رسالة النَّبيِّ.
اقرأ أيضًا:
المصادر: