تُعتبر سورة الأعراف من أولى السور التي تُفصِّل في قصص الأنبياء وهي من السور التي تحتوي سجدة في أحد آياتِها وهي الآية رقم 206، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الأعراف.
أسباب نزول سورة الأعراف
“يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “كان ناس من الأعرابِ يطوفونَ بالبيتِ عُراةً حتَّى أنْ كانتِ المرأةُ لتطوف بالبيت وهي عريانة، فتعلق على سفلتها سيورًا مثل هذه السيور التي تكون على وجوه الحمر من الذباب، وهي تقول: اليوم يبدو بعضُهُ أو كلُّهُ وما بدا منه فلا أحلُّهُ، فأنزل الله تعالى على نبيِّهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم-هذه الآية، فأُمِرُوا بلبسِ الثِّياب. (( الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 3028، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
“وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ الَّذي آتَيناهُ آياتِنا فَانسَلَخَ مِنها فَأَتبَعَهُ الشَّيطانُ فَكانَ مِنَ الغاوينَ“
نزلت في رجلٍ يُدعى أميّة ابن أبي الصلت الثقفي، كان يقرأ الكتب قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يعلم أن الله -تعالى- سيبعث رسولاً في ذلك الزمن، ورجا أن يكون هو ذلك الرسول، فلما بُعث محمد -صلى الله عليه وسلم- حسده وكفر به، فأنزل الله -تعالى- الآية الكريمة. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحكمي | المصدر : معارج القبول، الصفحة أو الرقم: 667/2 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد ))
كما ذهب ابن مسعود -رضي الله عنه- إلى أن الآية الكريمة نزلت في رجلٍ من بني إسرائيل يقال له بلعم بن باعورا، أو بلعام بن أبره، وقيل إنه كان يعرف اسم الله الأعظم، ولما بُعث فيهم موسى عليه السلام، أتاه قومه وطلبوا منه أن يدعُ الله بأن يردّ عنهم موسى عليه السلام، لأنهم يخشون أن يظهر عليهم ويهلكهم بما معه من الجنود، فقال لهم: “إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي”، ولكنهم ألحّوا عليه إلى أن دعا الله كما أرادوا، فسلخه الله -تعالى- مما كان عليه.
“يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا“
قالت قريش لمحمد: إن بيننا وبينك قرابة، فأسر إلينا متى تكون الساعة؟ فأنزل الله تعالى : (يسألونك عن الساعة)، كما سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الساعة فقال: “لا يعلمها إلا الله، لا يجليها لوقتها إلا هو؛ ولكن سأحدثكم بأشراطها وما بين يديها، إن بين يديها ردما من الفتن وهرجا، فقيل: وما الهرج يا رسول الله؟ قال : ” هو بلسان الحبشة: القتل ، وأن تجف قلوب الناس، وأن تلقى بينهم المناكرة فلا يكاد أحد يعرف أحدا، ويرفع ذوو الحجى، وتبقى رجاجة من الناس لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا”. (( الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 8/70 | خلاصة حكم المحدث : له شاهد ))
“وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا”
قال أبو هريرةَ عن هذهِ الآيةِ نزلتْ في رفعِ الأصواتِ وهم خلف رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الصلاةِ. (( الراوي : أسلم الحبشي | المحدث : الدارقطني | المصدر : سنن الدارقطني، الصفحة أو الرقم: 1/672 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] عبد الله بن عامر ضعيف ))
“فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ”
كان لا يعيش لآدم وامرأته ولد، فقال لهما الشيطان: إذا ولد لكما ولد، فسمياه عبد الحارث، وكان اسم الشيطان قبل ذلك الحارث، ففعلا، فنزلت الآية. (( الراوي : عبد الله بن عباس | المحدث : ابن عثيمين | المصدر : شرح مسلم لابن عثيمين، الصفحة أو الرقم: 1/425 | خلاصة حكم المحدث : هذه القصة ليس لها أصل))
هل سورة الأعراف مكية أم مدنية؟
سورة الأعراف سورةٌ مكيّةٌ ما عدا الآية 163، والآية 170 فمدنيّة، وقد نزلت بعد سورة ص، وترتيبها في المصحف السابعة.
سبب تسمية سورة الأعراف
سُمِّيتْ هذه السورة بسورة الأعراف لأنَّها تناولتْ اسم الأعراف في آياتِها، والأعراف سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهِما، وقد وردَ عن جرير عن حذيفة أنه سُئِلَ عن أصحاب الأعراف، فقال: “هم قوم تساوتْ حسناتُهم وسيئاتُهم؛ فقعدتْ بهم سيئاتُهم عن دخولِ الجنة، وتخلَّفتْ بهم حسناتهم عن دخول النار؛ فوقفوا هنالك على السور حتى يقضي الله تعالى فيهم”.
فضل سورة الأعراف
لقد وردَ عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- أحاديث كثيرة تتحدّث عن فضل مخصّص لبعضِ الآيات القرآنيّة، وفيما يخصّ سورةُ الأعراف، فقد وردَ عن عائشة -رضي الله عنها-: أنّ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، قرأ في صلاةِ المغربِ سورة الأعراف، فرَّقها في ركعتينِ” (( الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: ابن كثير، المصدر: إرشاد الفقيه، الصفحة أو الرقم: 95/1، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح ))
تُعد سورة الأعراف من السور السبع الطوال في القرآن الكريم، فهي ثالث أطول سورةٍ بعد سورتيّ البقرة والنساء، وقد ورد في فضل سورة الأعراف عددٌ من الأحاديث، حيث رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ” (( الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبي فسيلة، المحدث: الألباني، المصدر: بداية السول في تفضيل الرسول، الصفحة أو الرقم: 59، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: