ما هو مفهوم العمل في الاسلام
في الإسلام، يعد العمل أمرا ذو أهمية خاصة إلى إعتباره عبادة بحد ذاته، للمزيد تعرف على ما هو مفهوم العمل في الاسلام وما هو رأي الشريعة الإسلامية في إكتساب الثروة من خلال العمل.
ما هو مفهوم العمل في الاسلام
مفهوم العمل في الإسلام أوسع بكثير من المفهوم الغربي، فالعمل في الإسلام له العديد من الخصائص والأهداف المختفلة، ويسعى إلى تشجيع الناس على العمل الجاد والإستغلال الجيد للوقت، ولا يسمح لأي شخص قادر بدنيا وعقليا بأن يصبح مسؤلية أسرته أو دولته، وبالتالي فإن العمل يعد واجبا مهما في الدين.
في الدين الإسلامي، يعد العمل عبادة، وعلى الرغم من أن بعض الناس يعتقدون أنهم ليسوا ملزمين بالعمل لأنهم يكرسون أنفسهم لعبادة الله، إلا أنه في الواقع تصور خاطئ لمفهوم العبادة، ويمكن إستخدام قصة سيدنا عيسى مع رجل كرس حياته بأكملها للعبادة لتصحيح هذا الإعتقاد.
العمل يعد جزء أساسيا من العبادة التي يتوجه بها المؤمن إلى الله، وقد أمر الإسلام من خلال القرأن والسنة بأن يكون المسلم جزءا من مجتمع عامل ومنتج، وإعتاد النبي محمد نفسه، الذي يعتبر النموذج الأفضل في الإسلام، على أن يكسب رزقه من العمل.
العمل والعبادة في الاسلام
في تعليماته للمسلمين حول هذا الجانب، يحرص النبي محمد على وجود توازن بين العبادة والعمل، وبما أن المسلم عليه أن يكون ثابتا في دينه، فيجب عليه أيضا العمل بجد لكسب قوت يومه، وفي حثه المتواصل للمسلمين على العمل، أوضح النبي محمد أن العمل يعد أحد العبادات الجديرة بالثناء.
يسعى الإسلام للقضاء على العلل الإجتماعية الناتجة عن البطالة والكسل والفقر، وذلك من خلال توجيه الشباب إلى مواجهة التحدي المتمثل في تحمل المسؤولية في سن مبكرة، وأن يعمل كبار السن على نقل خبرتهم ومهارات العمل إلى الأجيال الصغيرة، ويقول النبي محمد في أحد أحاديثه”أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس”.
نظرًا لأن الإسلام يخالف جميع الفروق الطبقية، فإن أي عمل مسموح به من قبل الشريعة يعتبر مهما للدين والمجتمع، وهذا أمر يشجع على التنويع في العمل بالإعتماد على الموهبة والمهارة والميول الشخصي نحو مهنة معينة، وجميع الأعمال بدون إستثناء تعد بمثابة عبادة لطالما أنها تقدم فائدة المجتمع والدين.
في الإسلام، يعد كسب الثروة من خلال العمل أمرا محميا من قبل الشريعة الإسلامية، إلا أن هذا يكون من خلال مجموعة من القوانين والحدود، فمالك الثروة هو شخص يعد بمثابة واصي يحمل ثروته نيابة عن الله والمجتمع، وبالتالي فإنه مجبر على إستخدام ثورته للمصلحة العامة بعيدا عن التبذير والإسراف وإساءة الإستخدام.
العمل والثورة
يشجع الإسلام الإنسان على الإستفادة إلى أقصى حد ممكن من جميع الموارد التي خلقها الله لتكون ذات فائدة للبشرية، وعهد بها إلى الإنسان لإستخدامها بطريقة مسؤولة، سواء للمصلحة الشخصية أو المصلحة العامة، فالإسلام لم يحرم إمتلاك الثروة لطالما أن صاحبها يعمل على دعم المجتمع.
كسب الثروة يجب أن تكون من خلال العمل الجيد والإنتاجي والمفيد، ويتم تحديد هذا النوع من العمل من قبل الشريعة الإسلامية التي تحدد أسالب كسب الثورة بشكل قانوني، وتحدد أيضا المهن والأنشطة التجارية والإقتصادية الغير مسموح بها، وحتى داخل المهن المباحة يفرض مجموعة من الممارسات المناسبة.
يعتبر الإسلام أن الثروة بماثبة وظيفة الدماء في الجسم، أي أن تكون الثروة متداولة ومتنقلة بإستمرار في المجتمع، وبالتالي فإن الثروة التي يكسبها الفرد يجب أن يقوم بإستثمارها في المجتمع لتحسين إقتصاد الأمة، ولتوفير المزيد من فرص العمل للأخرين، خاصة الشباب.
الرسل والعمل
قبل الإسلام، عرف عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان مجتهدا في عمله، وقبل أن يصبح تاجرا عمل كراعي للغنم، وهي نفس مهنة الكثير من الأنبياء والرسل من قبله، وبفضل عمله المميز، فقد كسب إحترام الذين تعاملوا معه، بما في ذلك خديجة بنت خويلد.
كانت خديجة بنت خويلد ترسل الرجال في تجارتها مع القبائل البعيدة عن مكة المكرمة، ودائما ما كانت تتغرض للغش من قبلهم، لكن وبعد التعرف عن النبي محمد الذي عرف بالصدق، قامت بتكليفه على تجارته، وقد كان لهذه الخطوة تأثير مهم على تجارتها التي بدأت في حصد أرباح مضاعفة.
العمل الجيد الذي قام به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جعلت خديجة بنت خويلد تعجب به وبشخصيته، فتقدمت له بالزواج، وهو ما كان، وقد كانت أول شخص يؤمن بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعد نزول الوحي، وحتى يومنا هذا لا تزال تعد من أعظم النساء في التاريخ الإسلامي.
من الأمثلة المميزة عن مكانة العمل في الدين، هي قصة سيدنا عيسى بعد أن رأى ذات مرة رجلاً كرس نفسه بالكامل للعبادة، وعندما سأله كيف يحصل على طعامه اليومي، أجاب الرجل أنه يأتي من شقيقه، والذي كان يعمل ويقدم له الطعام، فأخبره المسيح عيسى بأن شقيقه أكثر تديناً منه.