كيف تفهم مشاعرك
المشاعر هي جزء من الطبيعة البشرية، فهي تعطينا فكرة عن إحساسنا الداخلي وتساعدنا في إعطاء رد فعل مناسب لتلك المشاعر، وفي هذا المقال سنتعرف كيف تفهم مشاعرك وكيف تترجم تلك المشاعر لرد فعل مناسب.
كيف تفهم مشاعرك
نتعامل جميعنا بالمشاعر منذ ضغرنا بل ومنذ ولدنا، وطريقة التعبير عن المشاعر في مرحلة الطفولة تترجم في صورة تعبيرات تظهر بوضوح على الوجه مثل الضحك او البكاء، حتى وإن عجزوا عن التعبير عنها بكلمات لكن يفسرها الجسم في حركات على الوجه تعكس وتحدد تلك المشاعر.
الوعي الشعوري
عندما نكبر، نكون اكثر مهارة وقدرة على ترجمة تلك المشاعر في كلمات، ومع الوقت نصبح اكثر قدرة ليس فقط على تحديد المشاعر في صورة كلمات بل تحديد اسباب تلك المشاعر وهو ما يعرف في علم النفس بمصطلح ( الوعي الشعوري).
فالوعي الشعوري يجعلنا نصل لمرحلة إدراك كامل بمشاعرنا وما نريده بالتحديد او ما لا نريده، وذلك الإدراك يساعدنا في بناء علاقات جيدة ويجعلنا نتجنب الجدالات والاختلافات في الحديث، بل وتجعلنا نتجاوز المشاعر السلبية التي مررنا بها في الماضي.
وبالتالي الوعي الشعور يعني:
– اكتشاف المشاعر.
– احترام تلك المشاعر.
– قبول تلك المشاعر كما هي.
– تحليل المشاعر للتعرف على جذورها وطرق تجاوزها في حالة كونها سلبية.
وكلها تصل بك إلردى مرحلة قبول الذات وعدم لوم نفسك على اي مشاعر تمر بها.
حقائق هامة عن فهم المشاعر
– يجب ان ندرك اولًا أن المشاعر هي مرحلة وقتية متغيرة، فنختبر العديد من المشاعر في اليوم الواحد بعضها يكون فقط لحظات بسبطة والبعض يستمر ساعات او أكثر، ولكن لا يستطيع الفرد الثبات بنوع واحد من المشاعر بل يختبر مشاعر متنوعة في اليوم الواحد.
– تختلف حدة المشاعر فهناك مشاعر خفيفة وأخرى حادة وقوية وأخرى متوسطة، وذلك الاختلاف يكون بناء على الموقف وطبيعة الشخص نفسه.
– لا توجد مشاعر سيئة وأخرى جيدة، بل هناك طريقة جيدة واخرى سيئة للتعبير عن تلك المشاعر، ومن المهم تعلم مهارة التعبير عن المشاعر بطرق لائقة.
– جميع المشاعر طبيعية سواء مشاعر إيجابية مثل ( السعادة ، الحب ، الثقة بالنفس ، الحماس ، الشغف ) او مشاعر سلبية مثل ( الغضب، الخوف ، الخجل ، الحزن ، القلق ).
– اي مشاعر سلبية نختبرها هي تعكس موقف ما تسبب في نشئة تلك المشاعر، ولا يمكن تجاوز تلك المشاعر إلا بتحليل الموقف ومعرفة جذور تلك المشاعر.
خطوات تساعدك على فهم مشاعرك
– قم بتسمية كل شعور تختبره في اليوم فمثلًا تشعر بالحماس عند وضع خطة ليومك، او تشعر بالاسترخاء عن الاستماع إلى الموسيقى أو تشعر بالإلهام عند زيارة معرض للفنون، او تشعر بالتوتر عند اقتراب موعد اختبارك او مقابلة عمل، لذا كل ما عليك فقط هو ملاحظة ما تشعر به وتسميته.
– بعد تحديد نوع المشاعر التي تمر بها، قم بتقييم حدتها وليكن المعيار من 1-10 ، 1 عندما تكون المشاعر بسيطة و 10 عندما تكون قوية وما بينهما.
– قم بترجمة المشاعر إلى كلمات، بعد تسمية المشاعر وتحديد قوتها قم بترجمتها إلى كلمات ومشاركتها مع شخص قريب منك سواء صديق او شريك حياة او مدرب او احد افراد العائلة.
فن إدارة المشاعر
لا يتوقف النضج والوعي الشعوري عند فهم المشاعر وحسب بل من المهم تعلم كيفية إدارة تلك المشاعر بشمل صحيح حتى لا نندم على شيء فيما بعد.
بل ومن المهم ان يدرك الشخص ان بالطريقة التي يدير بها مشاعره سينجح او يفشل في حياته الاجتماعية، لان هناك ردودو افعال تسبب نفور الأشخاص من حولك وهناك افعال تقرب الناس منك، لذا كن حذرًا في طريقة التعبير عن مشاعرك.
فمثلًا : تخيل أنك استلمت خطاب رفض لدخولك جامعة ما او رفضك في وظيفة ما، وعرفت ان صديق لك تم قبوله، فسوف تكون ردود فعلك، إما ان تغضب وتبدو مستاء حتى من صديقك الذي تم قبوله، او تتجاوز الامر وتذكر نفسك بأن ذلك الرفض لا يعني نهاية العالم وتكمل حياتك.
وفي الواقع أنت فقط من يستطيع أن يقرر أي رد قعل سيخرج منك، لذا تمهادل وفكرة في نتيجة كل تصرف ستفعله وكل رد فعل سيؤثر عليك سواء إيجابيًا أو سلبيًا.
المصدر
مرجع ١