ما هو قانون بوسمان
ما هو قانون بوسمان
في ظل الانتقالات التي تحدث بين اللاعبين بهذه الأرقام الخرافية، تم طرح اسم بوسمان على الساحة، لذلك كان يجب أن نعرف ما هو قانون بوسمان، وما علاقته بالارتفاع الرهيب الذي حدث للاعبي كرة القدم.
ما هو قانون بوسمان
في البداية يجب أن نعلم من هو بوسمان، والذي يعتبر سبب الطفرة التي حدثت في سوق الانتقالات الآن، وهو جاك مارك بوسمان لاعب كرة قدم بلجيكي.
كان بوسمان يلعب في مركز وسط الملعب، بدء مسيرته الاحترافية منذ عام 1983 في نادي ستاندارد لييج البلجيكي، وفي عام 1988 انتقل إلى نادي لييج البلجيكي، حتى وصل إلى عام 1990.
في تلك السنة كان بوسمان يبحث عن نادِ حتى ينتقل إليه، حتى وجد نادي فرنسي يسمى “دنكيرك”، لكن صفقة اللاعب لم تكتمل، حيث اشترط النادي الحصول على مقابل مادي نظير انتقاله للعب في فرنسا، على الرغم من انتهاء عقده، مما أدى إلى فشل الانتقال.
لذلك قام بوسمان برفع قضية على النادي، وعلى الرغم من أن هذه القضية استمرت لـ 5 سنوات، إلا أنها استطاعت أن تُغير مجرى انتقالات اللاعبين للأبد، والنطق بالحكم سُمي بـ “حكم بوسمان”.
لذا فإن إجابة سؤال ما هو قانون بوسمان، هو أنه يجوز لأي لاعب انتهى عقده مع ناديه أن ينتقل لأي نادِ دون موافقة ناديه السابق.
علاوة على ذلك يمكن لأي لاعب من قارة أوروبا، الانتقال لأي نادي داخل القارة واعتباره كلاعب محلي.
انتقالات اللاعبين قبل قانون بوسمان
من خلال الإجابة على سؤال ما هو قانون بوسمان، لنا أن نتخيل كيف كانت انتقالات اللاعبين قبل هذا القانون.
حيث كانت القوانين تنص على أنه لا يجوز للاعب أن ينتقل من نادِ لنادي آخر، دون أن يوافقه ناديه الحالي، والحصول على مقابل مادي، حتى وإن كان عقده قد انتهى بالفعل مع النادي.
علاوة على ذلك كانت هناك قوانين خاصة بمشاركة اللاعبين الأجانب، حتى وإن كانوا من نفس القارة، فعلى سبيل المثال كان لا يجوز لأي فريق إنجليزي يلعب في دوري الأبطال أن يُشرك أكثر من 3 لاعبين غير إنجليز، بالإضافة إلى 2 على دكة البدلاء.
لذلك كانت هذه من ضمن مطالب بوسمان، حيث إنه بعد فشل انتقاله تم إجباره على تخفيض راتبه، ولعبه مع فرق الشباب، وكانت من ضمن دعوته أنه لاعب أوروبي ويجب أن يلعب في أي نادِ في أوروبا.
انتقالات اللاعبين بعد قانون بوسمان
كان يوم 15 من شهر ديسمبر عام 1995 فترة فارقة في حياة اللاعبين والأندية، حيث حكمت المحكمة الرياضية لصالح اللاعب بوسمان، لكن يوجد حكمين أساسيين في هذه القصة وهما:
- يمكن للأندية الأوروبية أن تقوم بإشراك عدد لا نهائي من اللاعبين، والذين هم ينتمون للاتحاد الأوروبي.
- لا يمكن لأي نادِ أن يطلب مقابل مادي نظير انتقال لاعب قد انتهى تعاقده معه، علاوة على ذلك يُسمح للاعبين بالتفاوض مع الأندية دون الرجوع للنادي، وذلك إن كان قد تبقى في عقودهم ستة أشهر فقط أو أقل.
إيجابيات قانون بوسمان
بعد التعرف على ما هو قانون بوسمان، يجب أن نعلم ما هي كل الإيجابيات بعد هذه القضية المشهورة، لذلك قمنا بتجميع بعض النقاط الهامة حول فوائد قانون بوسمان:
سهولة انتقال اللاعبين
حينما يتخذ لاعبًا ضمن الاتحاد الأوروبي قراره بالرحيل من ناديه إلى نادِ آخر، فإنه يحق له أن يذهب إلى أي نادِ بسرعة وبكل سهولة، علاوة على الشروط الذي سيضعها بنفسه.
حيث إنه لم يعد لاعبًا أجنبيًا، فأعطى ذلك فرصة للأندية لجلب لاعبين أوروبيين إلى جانب لاعبين من خارج أوروبا، فكان ذلك له أثرًا كبيرًا على ظهور المواهب من كل أنحاء العالم داخل القارة العجوز.
نهاية زمن تقييد اللاعبين
انتهى عصر تسلط الأندية على اللاعبين وتقييدهم، وفرض عليهم شروطًا في بعض الأحيان تكون ظالمة وتعجيزية، فكان بوسمان مثال صغير من عدة أمثلة كثيرة كانت متواجدة في أوروبا.
علاوة على ذلك ارتفعت رواتب اللاعبيتن بشدة، وهذا راجع إلى تحرير سوق الانتقالات من القيود، وأصحت بنظام المزايدات، فمن يدفع أكثر يحصل على خدمات اللاعبين الموهوبين.
تحويل جذري في نظم الأندية
بم إن سوق الانتقالات الكروي قد تحرر، إذًا فكان على الأندية استغلال هذا العامل خير استغلال، لذلك فتم توجيه أغلب الأندية إلى نظام الرأسمالية.
فتم تحويل الأندية لشركات كبيرة، وبذلك أصبحت تدير أرباحًا مهولة، وبناءً عليه فإن النادي الأقوى ماديًا، هو القادر على استقدام أفضل لاعبي العالم.
لذلك نشاهد الآن بذرة هذا التطور، وهو تفوق واضح وكاسح لأندية الدوري الإنجليزي والإسباني على غيرهم من الدوريات.
سلبيات قانون بوسمان
بعد أن تعرفنا على ما هو قانون بوسمان، سنقوم بعرض السلبيات التي أوصلت كرة القدم إلى ما نحن عليه الآن، سواء كانت هذه السلبيات على الأندية أو اللاعبين.
هبوط المستوى التنافسي بين الدوريات
في ظل تقدم الدوريات الكبرى في الاستثمار، وترتب عليه استقدام أفضل لاعبي العالم، تراجع مستوى التنفس بشدة بين تلك الدوريات الكبرى وباقي دوريات أوروبا.
لأن أغلب اللاعبين الذين انتهت عقودهم إن فكروا في الانتقال لأوروبا، فلن ينتقلوا إلا لأندية تستطيع أن تسد رواتبهم الضخمة.
ارتفاع ديون بعض الأندية
بسبب ارتفاع قيمة الصفقات ورواتب اللاعبين، تم مداينة الأندية بشكل كبير، لذلك استطاعت بعض البنوك أن تقدم عروضًا كثيرة للأندية.
حيث يمكن للنادي أن يأخذ قرض كبير من أجل صفقة ما، مقابل الضمانات التي يتحصل عليها البنك، ولكن هذا النظام لا يكون إلا مع الأندية الكبيرة، حيث يوجد بالفعل أندية كادت أن تفلس بسبب الديون الداخلية والخارجية مثل نادي فالنسيا الإسباني.
لم تعد كرة القدم للجميع
كرة القدم أصحبت الآن بلغة المال، واللاعب يكون ولاؤه لمن يدفع أكثر، لذلك فإن كرة القدم أصبحت منظومة رأسمالية.
حيث لا يمكن للمشاهد البسيط في إحدى الدول البسيطة أن يتابع الدوري الإنجليزي، بغير أن يدفع الاشتراك السنوي للقناة الناقلة له، وبذلك خرجت كرة القدم من إطار الرياضة إلى إطار البزنس والتجارة فقط.
التأثير بالسلب على اللاعبين المحليين
قبل قانون بوسمان كان مفروضًا على الأندية أن يأتوا بلاعبين محليين، ولذلك فإن فرصة لعب كرة القدم قديمًا كانت كبيرة، لاحتياج الأندية للاعب المحلي.
إلا أنه بعد أن تم تطبيق القانون، انحصر الاختيار على اللاعب الأجنبي، حيث وجوده أكثر نفعًا وموهبة، دون النظر إلى موهبة اللاعب المحلي، حتى أصبحنا نرى بعض الأندية لا تضم أي لاعبين من بلدتها، مثل نادي مانشستر سيتي.