سورة الممتحنة مدنية أم مكية
سورة الممتحنة مدنية أم مكية
سورة الممتحنة مدنية أم مكية .. سورة الممتحنة هي هي من سور المفصًّل وتقع في الربعيْن الثالث والرابع من الحزب الخامس والخمسين من الجزء الثامن والعشرين، ترتيبها في المصحف 60، وتعد من السور المدنية بإجماع المفسرين..
سورة الممتحنة مدنية أم مكية
- قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي نزلت بالمدينة بإجماعهم، كما قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ وهي مدنية بإجماع المفسرين، وقَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ وهي مدينة كلها بإجماعهم.
- وعن ترتيب نزول سورة الممتحنة، قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ نزلت بعد الأحزاب، وقالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ نزلت بعد الأحزاب، وقال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ وقال السخاوي: نزلت بعد سورة الأحزاب وقبل سورة النّساء، زقالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (وهذه السّورة قد عدّت الثّانية والتّسعين في تعداد نزول السّور عند جابر بن زيدٍ، نزلت بعد سورة العقود وقبل سورة النّساء.
- سميت سورة الممتحنة (بكسر الحاء) أي المختبرة، بإضافة الفعل إلى المرأة مجازا، كما سميت سورة (براءة) : المبعثرة والفاضحة، لما كشفت عيوب المنافقين. ويقال: (الممتحنة) بفتح الحاء وهو المشهور بإضافة الفعل حقيقة إلى المرأة التي نزلت فيها، وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط.
فترة الوحي
- تتناول السورة حادثتين، وقت حدوثهما معروف تاريخياً؛ الأول يتعلق حاطب بن أبي بلتعة الذي أرسل قبل فتح مكة بقليل، خطابًا سريًا إلى شيوخ قريش يبلغهم فيه بنية الرسول الكريم مهاجمتهم.
- والثانية تتعلق بالنساء المسلمات اللائي بدأن بالهجرة من مكة إلى المدينة المنورة بعد انتهاء هدنة الحديبية ولم يكن أزواجهن قد اعتنقوا الإسلام، فقال تعالى {يا أَيُّها الَّذينَ آمنُوا إذا جاءكُمُ المُؤمنَاتُ مهاجرَاتٍ فَامتحِنُوهنَّ اللَّهُ أَعلمُ بإيمانِهِنَّ فإِن علِمتمُوهُنَّ مؤمِنَاتٍ فلَا تَرجعُوهُنَّ إلَى الكفَّارِ لا هنَّ حلٌّ لهمْ ولَا همْ يحلُّونَ لهُنَّ وآتوهُمْ ما أنفَقُوا ولَا جنَاحَ علَيكُمْ أَن تنكِحُوهُنَّ إذَا آتيتُمُوهُنَّ أجورَهُنَّ ولَا تُمسكُوا بعِصمِ الكَوافرِ واسأَلُوا ما أَنفقْتمْ وليسْأَلُوا ما أَنفقُوا ذلِكُم حُكمُ اللَّهِ يحكُمُ بينَكُمْ واللَّهُ عليمٌ حكِيمٌ}.
- إن ذكر هذين الأمرين يحدد بشكل قاطع أن هذه السورة نزلت في الفترة ما بين هدنة الحديبية وفتح مكة.
موضوع السورة
- بيّن الله تعالى أن الكفار نوعان: نوع يظهر العداوة ويقاتلون المؤمنين، ونوع أخر لا يبدي أية عداوة للمسلمين، وأما النوع الأول فلا يجوز للمؤمنين الإحسان أو التعامل معهم، بل يجب معاداتهم كما يعادون المؤمنين، والنوع الثاني من الكفار وهو المسالمون فإنه يجوز الإحسان لهم والتعامل معهم والذين قال الله فيهم ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾ قال ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ﴾.
- وتهتم السورة بجانب التشريع ومحور السورة يدور حول عتابا لحاطب بن أبي بلتعة حين كتب كتابا لأهل مكة يخبرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تجهز لغزوهم كما ذكر تعالى حكم موالاة أعداء الله وضرب الأمثال في إبراهيم والمؤمنين في تبرؤهم من المشركين وبين حكم الذين لم يقاتلوا المسلمين وحكم المؤمنات المهاجرات وضرورة امتحانهن وغير ذلك من الأحكام التشريعية .
ما تشتمل عليه السورة من آيات
- النهي عن موالاة الكفار [سورة الممتحنة (60) الآيات 1 إلى 3] .
- التأسي بإبراهيم عليه السلام والذين آمنوا معه [سورة الممتحنة (60) الآيات 4 إلى 7] .
- علاقة المسلمين بغيرهم [سورة الممتحنة (60) الآيات 8 إلى 9] .
- حكم المهاجرات من دار الكفر إلى دار الإسلام [سورة الممتحنة (60) الآيات 10 إلى 11] .
- مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرات (بيعة النساء) [سورة الممتحنة (60) الآيات 12 إلى 13] .