فضل سورة الجاثية
ترتيب سورة الجاثية حسب ترتيب نزول سور القرآن الكريم هو الخامس والستون، أما في ترتيب سور المصحف الشريف فهي الخامسة والأربعون، نزلت هذه السورة المباركة بعد نزول سورة الدخان، وقبل نزول سورة الأحقاف، وهي سورة مكية، ويتجلى فضل سورة الجاثية بما ورد عنها من أحاديث وبما تشتمل عليه من خواص.
فضل سورة الجاثية
فضل سورة الجاثية بشكلٍ عام مثل فضل جميع سور القرآن الكريم التي يتعبد الإنسان بتلاوتها، كما يجب على من اراد أن يكتسب فضل قراءة سورة الجاثية أن يفهم مقصودها ويحققه قدر الإمكان، وأهمها معرفة منزلة القرآن العظيم، وحكمة الله تعالى الذي ينشر العدل بين خلقه ويريهم الحق والباطل، ليجازي كل إنسان بما عمل يوم الحساب، وقد وردت بعض الأحاديث المتعلقة ببعض آيات سورة الجاثية مثل:
كان أهلُ الجاهليَّةِ يقولونَ: إنَّما يُهلِكُنا اللَّيلُ والنَّهارُ، هو الَّذي يُهلِكُنا ويُميتُنا ويُحيينا قال اللهُ: {مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} [الجاثية: 24] قال الزُّهريُّ عن سعيدِ بنِ المُسيَّبِ: عن أبي هُريرةَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: يقولُ اللهُ جلَّ وعلا: يُؤذيني ابنُ آدَمَ يسُبُّ الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ بيدي الأمرُ أُقلِّبُ ليلَه ونهارَه فإذا شِئْتُ قبَضْتُهما. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 5715 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
هذا مَقامُ أخيكَ تَميمٍ الدَّاريِّ، صلَّى لَيلةً حتى أصبَحَ، أو كاد، يَقرَأُ آيةً يُردِّدُها، ويَبكي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الجاثية: 21]. (( الراوي : رجل من أهل مكة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء، الصفحة أو الرقم: 2/445 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))
تنتمي سورة الجاثية إلى عائلةٍ واحدةٍ مكوّنةٍ من سبع سُورٍ هي على الترتيب: غافر وفصّلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية وأخيرًا الأحقاف، وهي ما قيل فيها: “آل حم” ديباج القرآن. (( الراوي : أبو مسعود | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 3835 | خلاصة حكم المحدث : موقوف ))
كما ورد فيها العديد من الأحاديث مثل:
إذا وقعت في “آل حم” فقد وقعت في روضاتٍ أتأنق فيهن” والتأنق يعني: التدبّر والتأمل والفَهم العميق لمعاني الآيات، كما أطلق ابن عباس على سور الحواميم، ومنها سورة الجاثية لباب القرآن، فقال: “إن لكلّ شيء لبابًا ولباب القرآن “آل حم” أو قال: الحواميم”. (( الراوي : عوف بن مالك بن نضلة أبو الأحوص | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/162 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))
إنَّ رجلًا أتى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللَّهِ أقرِئني قال أقرَأْ من ذواتِ {الر} قال يا رسولَ اللَّهِ ثقُلَ لساني وغلظ جسمي قال أقرأ من الحواميمِ فقال مِثلَ قولِه الأوَّل قال أقرئكَ من المسبِّحاتِ فقال مثلَ قولِه الأوَّلِ قال عليكَ بالسُّورةِ الجامعةِ الفاذَّةِ { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ٍ} قال فقال الأعرابيُّ حسْبي، (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 3/271 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
“مَنْ قرأ حم الجاثيةِ ستر اللهُ عورتَه، ومن كتبها وعلّقها عليه أمِن من سطوة كلّ شيطان وجبار ، وكان مهاباً محبوباً في عين كلّ من رآه من الناس”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 254 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
قال الإمام الصادق عن فضل سورة الجاثية: “من كتبها وعلّقها عليه أمِن من شرّ كلّ نمّام ، وليس يُغتب عند الناس أبداً ، وإذا علّقت على الطفل حين يسقط من بطن اُمّه ، كان محفوظاً ومحروساً بإذن الله تعالى”. (( تفسير البرهان ٥ : ٢٣ / ٩٧٢٨ ))
عن أبي عبدالله قال: “من قرأ سورة ( الجاثية ) كان ثوابها أن لا يرى النار أبداً ، ولا يسمع زفير جهنّم ولا شهيقها ، وهو مع محمّد صلىالله عليه وسلم”. (( ثواب الأعمال : ١٤١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٥ / ٧٨٨١ ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة التكوير
خواص سورة الجاثية
تتمثل خواص سورة الجاثية في
- الحديث عن القرآن الكريم، وأن مصدره من الله تعالى الذي أنزل آياته لتكون هداية للناس، كما تتضمن آيات سورة الجاثية ذكر العديد من الآيات الكونية الإلهية الموجودة في الأرض والسماوات وتدل على عظمة الله تعالى.
- تناول أحوال المكذبين بالقرآن الكريم والمجرمين الذي أعرضوا عن الإيمان بالله تعالى، فأنذرهم الله بالعذاب الشديد.
- ذكر نعم الله العظيمة على عباده كي يفكروا في آلائه ونعمائه، ويعلموا أن الله تعالى هو مصدر جميع النعم.
- بيان إكرام الله تعالى لبني إسرائيل الذي قابلوا هذا الإكرام بالعصيان والجحود، كما تتحدث عن المعاندين والمستكبرين الذين عاندوا آيات الله تعالى.
- توضيح الجزاء العادل للناس يوم القيامة، حيث ينقسمون إلى فريقين، فريق في الجنة وفريق في النار.
اقرأ أيضًا: فوائد من سورة الجاثية