فضل سورة سبأ
تعد سورة سبأ سورة مكية باتفاق جمهور علماء المسلمين، باستثناء الآية رقم 6 فهي مدنيّة، إذ نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، وقد نزلت على نبي الثقلين محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة أثناء دعوته قريش للدين الإسلامي، وعدد آياتها 55 آيةً، وعدد كلماتها 880 كلمةً، أما حروفها فعددها 4512 حرفًا، ويتجلى فضل سورة سبأ من خلال مضمونها وبعض الأحداث المرتبطة بآياتها.
فضل سورة سبأ
بدأت سورة سبأ بالحمد والثناء على الله تعالى، فهي من السور الخمسة البادئة في الحمد، قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} [سبأ: 1]، وبذلك تكون حافظةً لمن يقرؤها ليلًا ويتوكّل على الله بأمره، كما أن من يقرؤها خلال النهار يمنع الله سبحانه وتعالى عنه المكروه ويدرّ الله عليه الخير في الدنيا والآخرة من كل ما يتمنّى وما لم يتمنَ بعد من الخير، كما يجعله الله تعالى رفيقًا صالحًا يوم القيامة ويُنزل الله عليه الأمن والطمأنينة، إلى جانب أنها تُبعد عن قارئها الدواب وتكفيه شرَّها.
ومن الأحاديث التي تدل على فضل سورة سبأ وآياتها ما جاء عن عبد العزيز بن يحيى كنَّا عند عُبيدةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بأفريقيَّةَ فقال يومًا : ما أظنُّ قومًا بأرضٍ إلَّا هُم من أهلِها ، فقال عليُّ بنُ رباحٍ : كلَّا قد حدَّثني فلانٌ أنَّ فَروةَ بنَ مُسيكٍ الغُطيفيَّ قدِم على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ سبأَ قومٌ كان لهم عِزٌّ في الجاهليَّةِ ، وإنِّي أخشى أن يرتدُّوا عن الإسلامِ أفأقاتِلُهم ؟ فقال : ما أُمِرتُ فيهم بشيءٍ بعدُ فأُنزلَتْ هذهِ الآيةُ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ. فقال لهُ رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ما سبأٌ ؟ فذكر مثل هذا الحديثِ الَّذي قبلَه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ سُئلَ عن سبأٍ ما هوَ ؟ أبلدٌ أم رجلٌ ؟ أم امرأةٌ ؟ قال : بَل رجلٌ ولِدَ لهُ عَشرةٌ فسكنَ اليمنَ منهُم ستَّةٌ والشَّامَ أربعةٌ ، أمَّا اليمانيُّونَ فمَذحِجُ وكِندةُ والأَزدُ والأشعريُّونَ وأنمارُ وحِميَرُ غيرَ ما حلَّها ، وأمَّا الشَّامُ فلخمٌ وجُذامُ وغسَّانُ وعاملةُ. (( الراوي : عبد العزيز بن يحيى | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن، الصفحة أو الرقم: 6/492 | خلاصة حكم المحدث : مشهور ))
إذا قَضَى اللَّهُ الأمْرَ في السَّماءِ، ضَرَبَتِ المَلائِكَةُ بأَجْنِحَتِها خُضْعانًا لِقَوْلِهِ، كَأنَّهُ سِلْسِلَةٌ علَى صَفْوانٍ قالَ – عَلِيٌّ: وقالَ غَيْرُهُ: صَفْوانٍ يَنْفُذُهُمْ ذلكَ – فإذا به يقرأ {فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهو العَلِيُّ الكَبِيرُ}. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7481 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اقرأ أيضا: بحث عن سيدنا سليمان بالعناصر الرئيسية
بينَما رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ جالسٌ في نفرٍ مِن أصحابِهِ إذ رُمِيَ بنجمٍ فاستَنارَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ما كنتُمْ تقولونَ لمثلِ هذا في الجاهليَّةِ إذا رأيتُموه؟ قالوا: كنَّا نقولُ: يموتُ عظيمٌ أو يولَدُ عظيمٌ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: فإنَّهُ لا يُرمَى بِهِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ ولَكِنَّ ربَّنا تبارك اسمُهُ وتعالى إذا قضى أمرًا سبَّحَ حملةُ العرشِ ثمَّ سبَّحَ أَهْلُ السَّماءِ الَّذينَ يلونَهُم ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم حتَّى يبلُغَ التَّسبيحُ إلى هذِهِ السَّماءِ، ثمَّ سألَ أَهْلُ السَّماءِ السَّادسةِ أَهْلَ السَّماءِ السَّابعةِ: ماذا قالَ ربُّكم؟ قالَ: فيخبرونَهُم ثمَّ يستخبرُ أَهْلُ كلِّ سماءٍ حتَّى يبلغَ الخبرُ أَهْلَ السَّماءِ الدُّنيا وتختَطفُ الشَّياطينُ السَّمعَ فيرمونَ فيقذفونَهُ إلى أوليائِهِم فما جاءوا بِهِ على وجهِهِ فَهوَ حقٌّ، ولَكِنَّهم يحرِّفونَهُ ويَزيدونَ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3224 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
تنتشر بين الناس بعض الأحاديث الموضوعة في فضل سورة سبأ ومن أشهرها حديث “من قرأ سورة سبأ السورة ، لم يبق شيء إلاّ كان يوم القيامة رفيقاً صالحاً. ومن كتبها وعلّقها عليه لم يقْرُبْه دابّة ولا هوام ، وإن شَرِب ماءَها ، ورَشَّ عليه ، وكان يفْرَق من شيء ، أمِنَ وسكَن رَوعُه ، ولا يفزَع إن غَسل وجهَه بمائها”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 234 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
وورد عن أبي عبد الله في فضل سورة سبأ أنه قال : “للحمدين جميعاً ـ حَمْد سبأ وحَمْد فاطر ـ من قرأهما في ليلة لم يزل في ليلته في حفظ الله وكلاءته ، ومن قرأهُما في نهاره لم يُصِبْه في نهاره مكروه ، واُعطي من خير الدنيا وخير الآخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلُغ مُناه”. (( ثواب الأعمال : 137 / 1، وعنه في الوسائل 6 : 253 / 7875 ))
اقرأ أيضا: فضل سورة هود