فضل سورة النور
نزلت سورة النور في المدينة المنورة، ويبلغ عدد آياتها أربعا وستين آية، وقد سميت بهذا الاسم؛ لقول الله -تعالى- فيها: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، والنور اسم من أسماء الله الحسنى، ويتجلى فضل سورة النور بسبب حسمها للعديد من المسائل واشتمالها على الكثير من الأحكام الفقهية.
فضل سورة النور
يدل على فضل سورة النور الحث على تعليمها للنساء كما في حديث: علِّموا رجالَكم سورةَ المائدةِ وعلِّموا نساءَكم سورةَ النورِ. (( الراوي : مجاهد بن جبر المكي | المحدث : ابن عراق الكناني | المصدر : تنزيه الشريعة، الصفحة أو الرقم: 2/209 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
قرأَ ابنُ عبَّاسٍ سورةَ النُّورِ ثمَّ جعلَ يفسِّرُها، فقالَ رجلٌ : لو سمعَتْ هذا الدَّيلمُ لأسلَمَت. (( الراوي : يعقوب بن سفيان | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 7/126 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
يظهر فضل سورة النور أيضًا من ارتباط آياتها بالعديد من الأحداث والأحاديث الهامة في تاريخ السيرة النبوية مثل:
لما خاضَ الناسُ في أمرِ عائشةَ أرسلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى عائشةَ قالَتْ فجِئْتُ وأنا أنتفِضُ من غيرِ حُمَّى فقال يا عائشةُ ما يقولُ الناسُ فقالَتْ لا والذي بعثَكَ بالحقِ لا أعتذِرُ من شيءٍ قالوه حتى ينزِلَ عذري منَ السماءِ فأنزل اللهُ فيها خمسَ عشرةَ آيةٍ من سورةِ النورِ ثم قرأَ الحكمَ حتى بلغَ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبينَ والطَّيِّبُونَ للطَّيِّبَاتِ قال فالخبيثاتُ من النساءِ للخبيثينَ منَ الرجالِ والخبيثونَ منَ الرجالِ للخبيثاتِ من النساءِ والطيباتُ منَ النساءِ للطيبينَ منَ الرجالِ والطيبونَ منَ الرجالِ للطيباتِ منَ النساءِ. (( الراوي : الحكم بن عيينة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/84 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))
لمَّا نزَلَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرآنُ خرَج، فجلَسَ على المِنبَرِ، فتَلا على النَّاسِ ما أنزَلَ اللهُ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} إلى قولِهِ: {عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11]، قال: ثمَّ نزَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأمَرَ برجُلَيْنِ وامرأةٍ، فضُرِبوا حدَّهم ثمانِينَ ثمانِينَ، وهمُ الذينَ تَوَلَّوْا كِبْرَ ذلكَ، وقالوا بالفاحشةِ: حسَّانُ، ومِسْطَحٌ، وحَمْنةُ. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 2963 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن ))
كان أبو بكرٍ رضوانُ اللهِ عليه يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقرابتِه منه وفقرِه فقال: واللهِ لا أُنفِقُ عليه أبدًا بعدَ الَّذي قال لعائشةَ ما قال فأنزَل اللهُ {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ: واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالنَّفقةِ الَّتي كان يُنفِقُ عليه فقال: واللهِ لا أنزِعُها منه أبدًا قالت: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جحشٍ عن أمري: ( ما علِمْتِ وما رأَيْتِ ؟ ) فقالت: أحمي سمعي وبصري ما علِمْتُ إلَّا خيرًا قالت: وهي الَّتي كانت تُساميني مِن أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فعصَمها اللهُ بالورَعِ وطفِقتْ أختُها حَمنةُ بنتُ جحشٍ تُحارِبُ لها فهلَكتْ فيمَن هلَك. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 4212 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ومن الأحاديث الموضوعة الواردة في فضل سورة النور “من قرأَ سورةَ النُّورِ أُعطِى من الأَجر عشرَ حسنات، بعدد كلّ مؤمن فيما مضى، وفيما بقى”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 205 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
اقرأ أيضًا: فضل سورة المائدة
فضائل سورة النور وخواصها
لسورة النور عدة من الفضائل التي يمكن للمسلم تطبيقها على حياته، بحيث يكون أقرب ما يكون تطبيقا للمنهج القرآني، وهي:
- القلب إذا ما صلح، وامتلأ بالإيمان بالله تعالى، فسينعكس ذلك على العبادات الشعائرية، فيحرص المسلم على تفقد أحوال قلبه في كل آن وحين، خصيصا أن مشاغل الحياة لا تترك إيمان القلب وشأنه.
- الأخلاق الحسنة عنصر أصيل في العقيدة الإسلامية، فيحرص المسلم على التخلق بما حسن من الأخلاق، فإذا صلحت الأخلاق، صلح العمل.
- أعمال المسلم قد تكون حقيقية ترضي الله تعالى، أو كسراب، فيظن المسلم أنه يحسن صنعا، ثم يرى أعماله بلا قيمة، فيجب أن يحرص المسلم على تفقد ما يرضي الله تعالى من أعماله، وتفقه نيته بين كل آن وحين.
- عدم استحضار الأدب في حضرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما هو إلا فعل من أفعال المنافقين، فيحرص المسلم على تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- كل ما فرض على المسلمين من الأحكام العملية، ما هي إلا لتصب في منفعة المسلم، فلا يترك شيئا منها، حيث هي أوامر الخالق العظيم سواء أدرك حكمتها أم لم يدرك.
اقرأ أيضًا: فضل سورة يوسف