ما هي الفرقة الجبرية

الجبرية واحدة من أشهر الفرق الكلامية ومن أكثرها إثارة للجدل، ونظرًا إلى أن أهل السنة والجماعة يُصنفون هذه الفرقة باعتبارها إحدى الفرق مخالفة، لهذا يُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال إجابةً لسؤال ما هي الفرقة الجبرية وما الفرق بينها وبين الفرقة القدرية بالإضافة إلى مبادئها.

ما هي الفرقة الجبرية

ما هي الفرقة الجبرية

الجبرية أو المجبرة هي فرقة كلامية تنتسب إلى الإسلام، تؤمن بأن الإنسان مسيّر لا قدرة له على اختيار أعماله، ولذلك يعتبرها علماء السنة من الفرق الضالة المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.

المصطلح مشتق من الكلمة العربية جبر، والتي تعني الإجبار والإكراه بمصير القدر المحتوم، وإن لفظ الجبرية هو مصطلح تحقيري يستخدم من قبل الجماعات الإسلامية المختلفة التي تعتبرها خاطئة، لذا فهي ليست مدرسة لاهوتية محددة.

استخدم الأشعريون مصطلح الجبرية في المقام الأول لوصف أتباع الجعد بن درهم ومن ثم وُصف بها أتباع جهم بن صفوان من حيث أنهم يعتبرون عقيدتهم كموقف وسط بين القدرية والجبرية. من ناحية أخرى اعتبر المعتزلة والماتريدية أن الأشعرية بمثابة جبرية لأنهم، حسب رأيهم، رفضوا العقيدة الصحيحة المتمثلة في الإرادة الحرة.استخدم الشيعة مصطلح الجبرية أو المجبرة متهمين به الأشعريين والحنابلة.

نشأة الفرقة الجبرية

نشأة الفرقة الجبرية

يقال إن أول من قال بهذا المذهب هو الجعد بن درهم مؤدب مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، ولذا كان يلقب بمروان الجعدى، لأنه تعلم من الجعد مذهبه في القول بخلق القرآن والقدر وغير ذلك، وبحسب “شرح العقيدة الطحاوية” لابن أبى العز الحنفى، فـ الجبرية هم أتباع الجهم بن صفوان، الذى قتله سلم بن أحوز، أمير خراسان، سنة 128هـ، وسمي الجبرية بذلك لأنهم يقولون: إن العبد مجبر على أفعاله، ولا اختيار له، وأن الفاعل الحقيقى هو الله تعالى، وأن الله سبحانه أجبر العباد على الإيمان أو الكفر، كما ذكر الشهرستانى فى كتابه الملل والنحل.

يذكر البعض أن الجبرية تطلق باسمين، الخالصة والمتواسطة: الأول “الخالصة” قوم يعتقدون بإثبات الفعل للعبد ونفي القدرة له على الفعل أصلا، الثانى هو المتواسطة، قوم يعتقدون بإثبات القدرة للعبد لكن غير مأثرة أصلا.

الجبرية والقدرية

الجبري يرى أنّ العباد لا اختيار لهم ولا إرادة وأنّ الفاعل لكلّ شيء هو الله، وأنّ العبد مسلوب الإرادة والقدرة، بينما القدري يجعل من العبد ندّاً لله؛ يعني يفعل ما يريد دون إرادة الله عزّ وجلّ ودون مشيئته والعياذ بالله، ولهذا سمّوا مجوس هذه الأمّة.

الجبري قد يكون أسوأ منه أحياناً لأنّه يهدم أوامر الدين، وعقائده، ويُخلي نفسه من المسؤولية أمام الله من كلّ جريمة يرتكبها؛ فلو زنا أو سرق أو قتل يقول: أنا معذور، أنا مجبور؛ هذا دين هدّام أيضا، فهما متناقضان؛ ولكن هؤلاء عندهم تشدد وتنطّع وأولائك فيهم إهمال وضياع.

مبادئ الفرقة الجبرية

الجبرية

  • أهم هذه المبادئ وأشهرها عند القوم، إنما هو مبدؤهم الخاص بأفعال العباد، وأن العباد في أفعالهم مجبرون، وكل ما يصدر عنهم إنما يصدر اضطرارًا؛ فليس لهم إرادة أو قدرة أو اختيار، فالعبد -كما يقولون- كالريشة المعلقة في الهواء، يُسيِّرها الهواء حيث يشاء؛ فكذلك العبد، هو في يد القدر يُسَيِّره حيث يشاء؛ فجميع أفعال العباد اضطرارية، والله تعالى أوجد الفعل في العباد، كما أوجده في الجمادات والنباتات، وإذا نُسبت الأفعال إلى العباد، فإنما تنسب مجازًا باعتبار المحل، ولا تنسب إليه حقيقة.
  • القول بأن القرآن حادث مخلوق، كما زعمته المعتزلة، حيث نفت الجبرية قدم صفات الله، والكلام صفة من صفات الله؛ فإذا كان الكلام، صفة قديمة لله كان القرآن باعتباره كلامًا إلهيًّا قديمًا، وهم ينكرون القدم، إلا على الذات الإلهية وحدها، ومن ثم فلا يكون الكلام قديمًا، ولا تكون صفات الله قديمة، وينبني عليه القول بخلق القرآن.
  • نفي الصفات الأزلية عن الله، حيث اعتقدوا أن الله واحد في ذاته، بمعنى: أنه غير مركب من أجزاء، وأنه لا شريك له في ذاته، بمعنى: أنه غير متعدد، وهو واحد في أفعاله، فلا شريك له، ومن هنا، ذهبوا: إلى أن الله تعالى، لا يتصف بصفات زائدة عليه من العلم والقدرة، والإرادة وغيرها.
  • لا يصفون الباري تعالى، بصفة يوصف بها الخلق؛ لأن ذلك يقتضي تشبيه الله تعالى بالمخلوقين، ولذلك نفوا وصف الله تعالى، بأنه حيٌّ، عالٍ، سميع، بصير، غني، حكيم، رحيم، ونفوا هذه الصفات عن الله تعالى، وما يماثلها مما يوصف به الخلق.
  • يؤمنون بأن حركات أهل الخلدين -الجنة والنار- تنقطع، وأن الجنة والنار، تفنيان بعد أن يتنعم أهل الجنة، ويتعذب أهل النار المدة التي قدرها الله تعالى.
  • أن الإيمان عند الجبرية، يتحقق بمجرد المعرفة، حتى ولو لم يقر باللسان أو جحد اللسان؛ فمن عرف بقلبه، فهو مؤمن، حتى لو أنكر وكفر بلسانه.
  • المعرفة تجب بالعقل قبل ورود السمع؛ إذ أن العقل يمكنه معرفة الخير والشر، ويمكن أن يصل إلى معرفة ما وراء الطبيعة والبعث.
  • ينكر الجبريون أن يكون الله تعالى على العرش، أو أن له كرسيًّا، أو أن يكون في السماء دون الأرض؛ بل الله في نظرهم في كل مكان.
  • نفي رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة.

اقرأ أيضًا:

ما هي الفرقة القدرية

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *