تاريخ تاسيس الطريقة التجانية
الطريقة التجانية صوفية سنية سميت على اسم مؤسسها أحمد التيجاني، وفي مقالة تاريخ تاسيس الطريقة التجانية نلقى نظره عن هذه الطريقة، وعن تاريخ تأسيسها.
ما هي التجانية
التجانية طريقة صوفية نشأت في شمال أفريقيا، لكنها كانت أكثر إنتشارا في غرب القارة، في دول مثل موريتانيا، مالي، غينيا، السنغال، غامبيا، النيجر، تشاد، غانا، بالإضافة إلى بعض الأجزاء من نيجيريا والسودان.
الطريقة التجانية تولي إهتماما بالغا للثقافة والعلوم، ويتعين على أتباع التجانية القيام بعدد من الممارسات الدينية قبل الإنتماء، أولها الحفاظ على المبادئ الأساسية للإسلام، والتي تشمل الأركان الخمسة، وأيضا بر الوالدين.
ينظم أتباع التجانية الكثير من الإجتماعات الدورية، تتم في المساجد أو في الزوايا، وغالبا ما تنظم في أمسيات الخميس، وفي معظم المناسبات يقومون بذكر الله بصوت جماعي، ويرددون كلمات مثل “لا إله إلا الله”و”الله الأكبر”.
الإجتماعات تقام بشكل منظم، وفي جميع المناسبات الدينية، منها مناسبة مولد النبي، حيث يجتمع تلاميذ أتباع التجانية في مساء يوم الإحتفال، ويقوم الزعيم بالقاء محاظرة، أو ترديد الأذكار، وقد يستمر الحدث إلى ما بعد الفجر من اليوم التالي.
تاريخ تاسيس الطريقة التجانية
تأسست الطريقة التجانية في سنة 1781، ومؤسسها هو أحمد التجاني المولود في بلدة عين ماضي، قبل أن ينتقل إلى مدينة فاس المغربية، حيث تعمق أكثر في فكره الصوفي، وتعرف على طرق أخرى، منها القادرية التي حصلت على إسمها من عبد القادر الجيلاني.
في الجزائر بدأ التجاني في نشر طريقته الصوفية، بعد زعمه بأن النبي هو من طلب منه ذلك، ومن مدينة فاس، بدأ في إرسال تلاميذه نحو الخارج من أجل نشر الطريقة التجانية حول العالم، وكانت أول وجهة هي مدينة وهران في الجزائر، وبعدها إلى تونس وموريتانيا.
بالرغم من أن تأسيس الطريقة كانت في شمال أفريقيا، إلا أنها أضحت أكثر إنتشارا في غرب القارة، حيث أنها لا تزال تتوسع بسرعة، وفي سنة 1789 دخلت لأول مرة إلى موريتانيا، وسرعان ما أصبحت من أكبر الطرق الصوفية في البلاد.
من هو احمد التجاني
ولد أبو العباس أحمد التيجاني أو سيدي أحمد التيجاني في سنة 1737 في مدينة عين الماضي، الأغواط، الجزائر، قضى حياته في عدد من دول شمال أفريقيا، بعد أن هاجر من الجزائر بسبب عدم توافقه مع طريقة الحكم في البلاد، ليستقر في المغرب، حيث توفي فيها في سنة 1815.
عندما كان في السادسة عشرة من عمره كان قد فقد كلا والديه، وحفظ القرأن، وتعلم الكثير من العلوم الشرعية، وفي سنة 1759 غادر بإتجاه فاس حيث تم إستقباله بحفاوة، ليقوم برحلة إلى مكة المكرمة وعدد من المدن العربية الأخرى، وفيها إلتقى بالكثير من الشخصيات الصوفية.
خلال رحلته التعليمية إستقر لبعض الوقت في بوسمغون بالجزائر، وهي بلدة تقع على بعد خمسة وسبعون ميلا من جنوب البياض، وأثناء ذلك إدعى أحمد التيجاني برؤية النبي محمد في منامه، والذي طلب منه أن ينشر طريقته الصوفية للعالم، وهو الأمر الذي قام به بعد ذلك.
بالنسبة للطريقة التجاينة، فإن أحمد التجاني يعد شخصا شبه مقدس، ويمتلك بعض السمات التي كان يمتلكها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما أن قدميه كانت فوق كل رقبة والي أخر، أي أنه الولي الأكثر قداسة، وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يعلم شيئا من الغيب.
بعد وفاة أحمد التيجاني، تم دفنه في ضريح مخصص في مدينة فاس، المغرب، وهو ضريح يعرف بإسم ضريح مسجد سيدي أحمد التيجاني، ويعد مكانا يقصده أتباع الطريقة التجانية من كل بقاع الأرض، خاصة خلال المناسبات والاحتفالات الدينية.