تاريخ تاسيس الطائفة المارونية

الطائفة المارونية أو الكنيسة المارونية هي طائفة دينية مسيحية تتواجد بالأساس في لبنان، سميت على مؤسسها القديس مارون، وفي مقالة تاريخ تاسيس الطائفة المارونية، نتعرف أكثر عن هذه الطائفة، وتاريخ تأسيسها، وبداية علاقتها مع المسيحية الغربية.

تاريخ الطائفة المارونية

تمركزت الكنيسة المارونية تاريخيا في لبنان وسوريا، على ضفاف نهر العاصي، وطوال التاريخ طوروا تقاليد خاصة بهم بداية من منتصف القرن الرابع، وخلال الفتح الإسلامي تراجع الموارنة إلى الجبال في لبنان، وخلال الحروب الصليبية تفاجئ العالم المسيحي عند إكتشاف هذه الطائفة، وبداية من ذلك الحدث توحدت المارونية مع الكنيسة في روما.

في أخر 200 سنة الماضية، بدأ الكثير من أتباع الطائفة المارونية في مغادرة المناطق حيث نشأت الطائفة، وقد كانت الحروب الأهلية في لبنان من أهم الأسباب التي دفعت أتباع هذه الطائفة إلى مغادرة البلاد، وحاليا يقدر عددهم من ثلاث إلى ست ملايين شخص، ثلثهم يعيش في لبنان، والباقي يتوزعون على جميع قارات العالم الأخرى.

تاريخ الطائفة المارونية
تاريخ الطائفة المارونية

تاريخ تاسيس الطائفة المارونية

بداية المارونية كانت بعد هجرة القديس مارون من مدينة أنطاكية، تركيا، إلى نهر العاصي في لبنان، وسرعان ما أصبح له العديد من الأتباع الذين تبنوا حياته الرهبانية، وبعد وفاة القديس مارون في سنة 410 للميلاد، بنى تلاميذه ديرًا في ذاكرته وشكلوا نواة الكنيسة المارونية.

في الأول كانت الطائفة المارونية تعادي البيزنطية، وترغب في الحصول على أكبر قدر من الإستقلال، لكن وفي ظل الحكم الإسلامي، تحسنت علاقة الموارنة بالإمبراطورية البيزنطية، وقد قدم الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الرابع الدعم السياسي والعسكري المباشر إلى الموارنة.

تاريخ تاسيس الطائفة المارونية
تاريخ تاسيس الطائفة المارونية

الطائفة المارونية والصليبيون

لا يعرف الكثير عن بداية الموارنة، فقد عاشوا في عزلة لسنوات من الزمن في الجبال العالية، خاصة خلال العهد العباسي، وفي سنة 1098 وصل الصليبيون الأوائل إلى لبنان، فوجدوا إخوانهم المسيحيين الذين رحبوا بهم بكرم الضيافة، وقيل أن الموارنة قدموا مساعدة كبيرة للصليبيين، منها أكثر من 40 ألف مقاتل.

بداية من دخول الصلبييين إلى لبنان، إتخذ الموارنة قرارا بالإنفتاح نحو العالم الغربي، وكانت لهم علاقة جيدة للغاية مع البابا، وأنتج عنه نهضة حقيقية في الكنيسة المارونية، وتم بناء العديد من الكنائس في ذلك الوقت، كما إزدهرت العلوم والفنون في تلك المنطقة بشكل ملحوظ.

بسبب علاقاتهم الوثيقة مع الصليبيين، بدأ الموارنة في تبني بعض الممارسات اللاتينية، ومنذ القرن الثاني عشر بدأوا في إستخدام الأجراس لأول مرة، وبدأ الأساقفة الموارنة يرتدون الخواتم، وفي سنة 1213 قام أول بطريرك من الكنيسة المارونية بزيارة مدينة روما، معقل البابا.

الطائفة المارونية والصليبيون
الطائفة المارونية والصليبيون

الطائفة المارونية خلال الحكم الاسلامي

مع عودة الحكم الإسلامي إلى الأراضي اللبنانية، تم الحفاظ على الإتصال بمدينة روما، والتي سعت إلى حماية المارونية من التدمير، وقدمت لها الكثير من المساعدات لتحافظ على هويتها المسيحية وتعزيزها، وفي سنة 1638 أعلنت فرنسا أنها ستحمي الكاثوليك داخل الإمبراطورية العثمانية، بما في ذلك الموارنة.

عندما حصلت لبنان على الإستقلال من فرنسا في سنة 1943، حاولت ضمان سلامة الوجود الماروني، لكن ومع الحرب الأهلية التي إستمرت لنحو 15 عاما في لبنان بداية من سنة 1975، لم يعد المسيحيون يشكلون الأغلبية في البلاد، وإختار الكثير منهم الرحيل نحو الخارج، وبالخصوص أمريكا الوسطى والجنوبية.

الطائفة المارونية خلال الحكم الاسلامي
الطائفة المارونية خلال الحكم الاسلامي

المراجع
المصدر 1
المصدر 2
المصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *