عندما تأتي سيرة صحابة رسول الله رضي الله عنهم أجمعين فإننا نتذكر الجد، والهمة، وكل أبواب الخير، لكن كان هناك جانب آخر لا يلقي عليه أحدا الضوء، يكشف قلة التكلف، وما كانوا عليه من البساطة، والمرح، والسماحة في التعامل وسنقوم اليوم بجولة معرفية للتعرف على قصص مزاح الصحابة.
قصص مزاح الصحابة
1. نعمان وذبح الإبل
ورد لنا عن صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم قصة نعمان بن عمرو الأنصاري وذبحة للشاه في استجابة لمزاح الصحابة معه وضحك الرسول اكريم من فعلهم حيث جاء:
روي أن بعض صحابة رسول الله قالو لنعمان عند دخول أعرابي بناقته للمسجد “ويحك ! إن ناقته سمينه فماذا لو نحرتها فإنا قد اشتد شوقنا إلى اللحم، ولكن إذا ذبحت هذه الأبل، وأرضيت جوعنا فإن النبي الكريم سيدفع غرامة عن هذا” وقد قام النعمان بذبح الإبل، وعندما خرج البدو من المسجد ورأو كل ذلك، بدأ يصرخون “يا رسول الله ! لقد ذبح أحد الأبل”.
خرج سيدنا محمد، وسأل الناس من الذي فعل ذلك فأخبره الناس أن نعمان قد فعل ذلك . خرج بعد ذلك النبي بحثًا عنه ووجده في منزل ضبعة ابنة الزبير بن عبد المطلب فقد أخفى نفسه في زنزانة، ووضع أغصان، وأوراق شجر جافة، وأوراق شجرة التمور على جسمه فقام النبي بإخراجة من هناك، وقد غطى الغبار وجهه.
سأله النبي من طلب منه ذلك؟ قال له : يا رسول الله ! هؤلاء الرجال الذين أخبروك عن مكاني طلبوا مني القيام بذلك، وبدأ بعد ذلك الرسول الكريم يزيل الأوراق، والتراب من رأسه ووجهه، وظل يضحك، ويقول الراوي إن النبي دفع فيما بعد ثمن الهجن إلى صاحب الأبل المذبوحه.
2. نعمان يبيع سوبيط
قيل أن نعمان تعمد بيع سوبيط بن حرمله عقابا له له رفضه اعطاؤه الطعام وكان فيه نيته المزاح مع، وما حدث كالآتي:
روي أن سيدنا أبو بكر الصديق ذهب إلى مدينة بصرى في مهمة تجارية، وكان معه نعمان، وسوبيط بن حرمله، وكلاهما كانا قد قاتلوا في معركة بدر، وكان سوبيط مسؤولاً عن أحكام القافلة، وشئونها حيث طلب منه نعمان أن يعطيه الطعام فقال له سوبيط : “أنتظر قليلا، ودع أبي بكر يأتي”.
عند رفض سوبيط أعطاء الطعام للنعمان قام الثاني بالذهاب إلى مجموعة من الرجال الذين يشترو العبيد، وقال لهم “هل سيشتري أحدكم عبدا؟” أجابوا بالموافقة، وقال لهم قاصداً سوبيط “هذا العبد العربي هو زميل معقول، ومن الممكن أن يقول لكم إنه ليس عبداً فإذا تركتوه بسبب كلماته، فلا تلومني، ولا تفسدو الصفقة”
وافق التجار على هذا، وقامو بشراءه، وقال لهم نعمان أن هذا هو العبد مشيراً لسوبيط، رد التجار “نحن نعلم بالفعل أنك ستقول هذا” وقامو بربطه، وأرادو أصطحابه من عنقه، وفي هذه الأثناء جاء أبو بكر، وقد علم بكل هذا، وقام بعد ذلك بالذهاب هو، ورفاقه إلى هؤلاء التجار، وأعادوه مره أخري، وعندما علم النبي فيما بعد بهذا الحادث ضحك بشده حيث استمر، وصحبة في الضحك على هذا الحادث طوال العام.
3. حذيفة ابن اليمان يمزح مع عمر بن الخطاب
روى عن عمر رضي الله عنه أنه في يوم لقي حذيفة بن اليمان فقال له كيف أصبحت يا حذيفه؟ فقال له حذيفة أصبحت أحب الفتنة، وأكره الحق، وأصلي بغير وضوء، ولي في الأرض ماليس لله في السماء فغضب عمر غضبا شديداً ثم دخل عليه بعد ذلك سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وسأله يا أمير المؤمنين على وجهك أثر الغضب فما سبب هذا؟! فأخبره بحديثة مع حذيفة.
فقال له علي صدق ياعمر فهو يقصد بحب الفتنة أي حب المال والبنين لأن الله تعالى قال عزوجل (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)، ويكره الحق قاصداً الموت، ويصلي بغير وضوء يعني أنه يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بغير وضوء في كل وقت، وله في الأرض ما ليس لله في السماء يعني له زوجة وولد، وليس لله زوجة وولد فقال عمر أصبت، وأحسنت يا أبا الحسن لقد ازلت مافي قلبي من غضب على حذيفة.
4. همر بن الخطاب يمزح مع جاره
كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع شدته، وصرامتة الا أنة كان يمزح، وذات يوم مازح جارة فقال له : خلقني خالق الكرام، وخلقك خالق اللئام فلما سمعه الجار حزن، وأبتئس فقال له عمر ضاحكا، ومبينا: وهل خالق الكرام، واللئام سوى الله عز وجل؟