تعتبر مدينة بلبيس من المدن التاريخية الهامة في مصر، حيث أنها لعبت دورًا رئيسيًا خلال الفتح العربي لمصر عام 641 م، وسوف نتعرف في هذا المقال على مجموعة من أهم معلومات عن مدينة بلبيس وتاريخها القديم ومناخها.
معلومات عن مدينة بلبيس
تنتمي مدينة بلبيس إلى محافظة الشرقية، في القسم الشرقي من منطقة دلتا النيل في مصر.
وتقع المدينة في نقطة استراتيجية هامة بين ثلاث مدن رئيسية وهى القاهرة والزقازيق والعاشر من رمضان.
مدينة بلبيس قديمًا
قبل حوالي 3000 عام كانت المدينة تسمى “بيل بيس” وقد كانت مركز عبادة لفترة طويلة من الزمن.
خلال الفترة الرومانية وانتشار المسيحية في مصر بعد ذلك، أصبحت بلبيس مركزًا دينيًا قبطيًا مهمًا.
وكانت المدينة موطنا لكثير من الأساقفة المسيحيين حيث كانت تقع على طول طريق رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
خلال الفتح العربي لمصر عام 641 رحب الناس الذين يعيشون في بلبيس بالعرب لأنهم أرادوا التخلص من الأباطرة الرومان الذين حكموا مصر لفترة طويلة من الزمن.
تحتوي مدينة بلبيس على أول مسجد تم إنشاؤه في مصر وفي إفريقيا كلها.
وهو مسجد قادة قريش الذي يتكون من ثلاث قاعات فقط ولا يزال موجود حتى الآن بعد إعادة بنائه وترميمه عدة مرات.
تمكن عمرو بن العاص قائد الجيش العربي الشهير من السيطرة على بلبيس بعد هزيمة القوات الرومانية بمساعدة المصريين الذين عاشوا في بلبيس وحولها.
وقد تعامل عمرو بن العاص على الكثير من الناس من جميع الأعراق والديانات والمسلمين والمسيحيين على قدم المساواة.
وشجعت هذه الحقيقة سكان المدن الأخرى في البلاد على الترحيب به.
وقد ورد ذكر بلبيس في العديد من السجلات التاريخية والعديد من يوميات المسافرين المشهورين عبر التاريخ.
حيث تم ذكر المدينة في “كتاب المسالك والممالك” الذي كتبه ابن حوقل الكاتب العربي والكيميائي والجغرافي.
أشار ابن حوقل إلى أنه خلال القرن العاشر كانت بلبيس أحد المراكز المهمة في مصر.
كما أنها أحد نقاط الدخول الرئيسية إلى الفسطاط عاصمة مصر خلال العصر الإسلامي المبكر.
وصفت المدينة أيضًا بأنها مدينة متوسطة الحجم في العديد من الكتب التاريخية.
وهى تحتوي على العديد من المساجد والأسواق والمتاجر والفنادق والحدائق والمدارس.
وأصبح الكثير من العرب الموجودين في شبه الجزيرة العربية مولعين ببلبيس.
وهاجر الكثيرون منهم للعيش في المدينة التي كانت تقع بالقرب من عاصمة مصر.
واختلطوا مع سكان المدينة لخلق مجتمع جديد من العرب والمصريين الذين كانوا يقيمون حديثًا في بلبيس.
علاوة على ذلك عاش الإمام البوصيري أحد أشهر شعراء الصوفيين المصريين جزء كبير من حياته في بلبيس وكتب قصيدته الشهيرة التي أشاد فيها بالنبي محمد.
مدينة بلبيس حاليًا
يشتهر سكان بلبيس الذين يقدر عددهم بأكثر من 600 ألف شخص بكونهم يعملون في المصانع وورش الحرف اليدوية والمزارع الموجودة في جميع أنحاء المدينة.
وعلى الرغم من أن مدينة بلبيس ليس لديها عدد كبير من المصانع مثل المدن الصناعية الكبرى كالمحلة الكبرى.
إلا أن السكان يعملون في المصانع التي أنشئت في مدينة العاشر من رمضان.
حيث أنها تبعد عن بلبيس بمساقة 20 كيلو متر شمالاً، وهم يعملون أيضًا في كفر الدوار على بعد 18 كليو متر من بلبيس.
ويعمل العديد من الأشخاص أيضًا في الصناعات اليدوية مثل إنشاء الأثاث وغيرها من الأشياء الخشبية المصنوعة يدويًا، كما يعملون أيضًا في إصلاح السيارات.
المناخ في بلبيس
في فصل الشتاء تكون مدينة بلبيس باردة للغاية، حيث أن درجة تصل إلى 7 درجات مئوية في شهر يناير.
وفي فصل الصيف ترتفع درجات الحرارة في المدينة مثل العديد من المدن الأخرى في دلتا النيل.
خيث تصل درجة الحرارة في المتوسط إلى 34 درجة مئوية في أغسطس.
ويزداد متوسط هطول الأمطار إلى أقصى حد له خلال شهر يناير وديسمبر ونوفمبر وفبراير، ونادرًا ما تهطل الأمطار خلال فصل الصيف.
أنشطة هامة يمكن القيام بها في بلبيس
- زيارة المعالم الأثرية الهامة التي تحتوي على الكثير من التحف المختلفة خلال فترات متعددة من التاريخ المصري.
- زيارة المساجد التاريخية الهامة في المدينة وأضرحة الشخصيات الإسلامية.