أفكار ومعاني سورة البقرة
تعتبر سورة البقرة هى أطول سورة في القرآن الكريم، ويمكننا تقسيمها بوضوح إلى مقدمة وأربعة أقسام وخاتمة، ويساعد تحليلنا لهذه السورة على فهم العلاقة بين أقسام السورة المختلفة وموضوعها الرئيسي، وسوف نتحدث في هذا المقال عن أفكار ومعاني سورة البقرة بشكل مفصل.
أفكار ومعاني سورة البقرة
موضوع سورة البقرة
مقدمة سورة البقرة
يحتوي القسم الأول من سورة البقرة وهو أول تسعة وثلاثين آية من السورة على بعض الأمورالتي تتمثل في هؤلاء الذين يقبلون الإيمان بالله تعالى والذين يضلون عن ذلك.
كما تتم الإشارة إلى الحيرة الذهنية والارتباك الذي حدث بعد أن بدأ القرآن الكريم في الظهور.
وفي هذا الصدد يتم تحذير بني إسماعيل من أن القرآن الكريم سيكشف الحقيقة كاملة وسيكون من المؤسف للغاية إذا ظلوا في ضلالهم وابتعدوا عن الإيمان.
وتنتهي مقدمة سورة البقرة بقصة التنافس بين الشيطان الخبيث وخلافة الإنسان في الأرض.
ويبرز هذا المشهد بوضوح مؤيدي الدين الجديد ومعارضيه، وانتقاد الملائكة لخلافة الإنسان ورضاهم عن الخلافة بعد ذلك.
وذلك هو مثال على هؤلاء الذين ابتعدوا عن الإسلام في البداية بسبب بعض الشكوك، ثم اقتربوا مرة أخرى بعد أن أصبح كل شيء واضحًا لهم.
وذلك لأنهم يبحثون على الحقيقة ولم يشعروا بالغيرة مثل الآخرين الذين رفضوا الإسلام.
وتكون معارضة الشيطان في السورة مثال على من يعارضون النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وذلك بسبب غرورهم وتمسكهم بمذهبهم وكفرهم، ويمثل قادة قريش من الكافرين هؤلاء الأشخاص.
فهؤلاء الناس لا ينتهي عنادنهم وكفرهم بمجرد معرفتهم الحقيقة بل يصبحون أكثر عدوانية.
فكلما اقتنعوا بحقيقة النبي كلما زاد عدوانهم ومعارضتهم له.
الجزء الرئيسي
القسم الأول
يكون هذا الجزء بداية من الآية رقم 40 إلى الآية رقم 121، ويتم فيه توجيه رسالة إلى بني إسرائيل على وجه التحديد وحثهم على الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم التي تشهد بها كتبهم بوضوح.
حيث تم تذكيرهم بالعهد الذي تعهدوا به وتحذيرهم بضرورة عدم نسيان هذا العهد والامتناع عن الأساليب التي يقومون بها التي تتمثل في خلط الحق بالباطل.
كما يحثهم الله تعالى على المثابرة والصلاة بانتظام لأن ذلك يجلب لهم عون الله تعالى.
وفي القسم الآخر يوضح الله تعالى أن المؤمت يكافأ في الآخرة بسبب إيمانه وأفعاله الحسنة وليس بسبب عائلته وعشيرته.
حيث وقع اليهود فريسة للأفكار الخاطئة عندما اعتقدوا أن أصلهم التابع إلى كونهم ذرية الأنبياء إبراهيم ويعقوب هو الذي سيمنحهم الخلاص في الآخرة.
وقد كان هذا الغرور والغطرسة عقبة في قبولهم لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
وتحثهم الآيات الكريمة على أنه لابد من اللجوء إلى الله تعالى بدلاً من الاعتماد على الأسس الزائفة للعرق فلابد أن يواجهوا الواقع ويتخلوا عن معتقداتهم الخرافية.
أما الجزء الأخير فهو يتحدث عن اليهود وعصيانهم لوصايا الله تعالى وعقليتهم الإجرامية منذ البداية.
كما تمت الإشارة أيضًا إلى خرافاتهم والأنشطة الأخرى التي أدت إلى إضعاف الشريعة وكتاب الله في عيونهم.
وقد تم ذكر كل هذه التفاصيل لتوضيح أن اليهود كسروا جميع وعودهم مع الله وأظهروا لا مبالاة كاملة للقرآن الكريم.
القسم الثاني
يغطي هذا القسم جزء من حياة نبينا إبراهيم عليه السلام، فعندما بدأ إبراهيم في بناء بيت الله كان قد صلى إلى الله تعالى لرفع الأمة المسلمة وذريتها.
وفي البداية أوضح الله تعالى أن دين إبراهيم وذريته كان الإسلام وليس اليهودية أو المسيحية.
وأن قبلة الأمة هى بيت الله وليس بيت المقدس، حيث كان بيت المقدس مجرد قبلة مؤقتة وتم تغييره قريبًا.
القسم الثالث
في هذا القسم تم توضيح قوانين الشريعة الإسلامية للأمة المسلمة لتعليمها وتوجيهها إلى التوحيد والصلاة والزكاة والموروثات والوصايا والصوم وحظر الرشوة.
وكذلك الحج والجهاد ومنع القمار والمسكرات وعدم الزواج من المشركين والزواج والطلاق وقضايا الحياة الزوجية الأخرى.
القسم الرابع
في هذا القسم يتم حث المسلمين على الجهاد ضد الكافرين لتحرير بيت الله من قبضتهم.
ويشار فيه إلى المعركة التي خاضها بني إسرائيل وأوجه التشابه بينها وبين معركة بدر.
مع الاستشهاد بأمثلة مختلفة لتوضيح الأشخاص الذين يرشدهم الله تعالى إلى النور ويخرجهم من الظلام.