أفكار ومعاني سورة الفاتحة

تم وصف سورة الفاتحة بكونها “أم القرآن” أو “الآيات السبع المتكررة” وذلك لأنها من السور التي تستخدم في كل صلاة ويحفظها الصغار والكبار، وفي هذا المقال سوف نقدم لكم أفكار ومعاني سورة الفاتحة وموضوعاتها وأهدافها الرائعة التي لابد أن يتعرف عليها كل فرد منا.

أفكار ومعاني سورة الفاتحة

تعريف سورة الفاتحة

تعريف سورة الفاتحة هى سورة قرآنية تحتوي على سبع آيات، وهى عبارة عن دعاء لطلب الهداية والرحمة من الله تعالى.

ويكون لهذه السورة دور أساسي في الخمس صلوات الإسلامية المفروضة على المسلمين، حيث أنها تقال في كل ركعة أي 17 مرة كل يوم.

موضوع سورة الفاتحة

تتحدث سورة الفاتحة عن المبادئ الإسلامية التي لابد أن يحرص عليها كل مسلم، ويكون المبدأ الأول هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والإيمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

حيث تعتبر هذه السورة بمثابة الملخص الرائع للمواضيع الرئيسية في القرآن الكريم.

وقد ذكر العلماء المتخصصين أن القرآن الكريم ينقسم إلى ثلاثة أجزء رئيسية.

يتحدث الثلث الأول من القرآن عن الله تعالى والثاني عن الأنبياء والأمم الماضية، والثالث عن الحلال والحرام.

معرفة الله عز وجل

تتخصص الآيات الثلاثة الأولى من سورة الفاتحة في الحديث عن الله تعالى سبحانه، وعن سلطته وأسمائه وصفاته الجليلة.

حيث يقول الله تعالى في الآيات الأولى (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).

وجميع هذه الآيات تساعدنا على زيادة معرفة الله تعالى خالقنا وخالق هذا الكون الكبير.

ومن خلال معرفتنا لله تعالى سوف يزيد حبنا له ورغبتنا في طاعته بشتى الطرق.

فمن الطبيعي أن نتعرف على الأشياء التي نحبها وأن نعرف عنها المزيد من المعلومات، ولهذا السبب نحن نحب الله تعالى وغالبًا ما نحب آبائنا وأزواجنا وأطفالنا أكثر من غيرهم.

كما نحب بلدنا ونعتبر ذلك وطنية لأننا الأكثر دراية به، وحبنا لجميع هذه الأشياء يجعل حبنا لله تعالى يزداد أيضًا لأنه خالقها العظيم.

ويريدنا الله تعالى أن نعرف عنه المعلومات وبالتالي نتقرب منه ونصلي ونعبده وحده جل وعلا.

وهذا هو سر مدح الله تعالى في القرآن الكريم للعلماء الذين يخافون الله ويمجدونه بسبب معرفتهم له ويزيدهم ذلك تقوى وصلاح.

ومن أجل ذلك سنجد أن العديد من آيات القرآن الكريم تحتوي على صفات الله تعالى وتمدحه.

ولابد من السعي للتقرب إلى الله والعيش بأسمائه وصفاته، وذلك هو ما توضحه الآية الرابعة من القرآن وهى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

اتباع أوامر النبي صلى الله عليه وسلم

ثم يتحدث الله تعالى عن المبدأ الثاني للإسلام وهو اتباع أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، والتعرف على شخصيته وحياته وتضحياته.

ويزيد ذلك من نسبة حبنا له أيضًا، وتلك الزيادة في الحب سوف تحثنا على تقليده والتمسك بأخلاقه.

ولهذا السبب تتكون سورة الفاتحة من دعاء نقوله في اليوم 17 مرة خلال صلواتنا.

حيث يقول الله تعالى في الآية الخامسة (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )، ويعني الطريق المستقيم طريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسنته.

كذلك وطريق الأنبياء والصالحين الذين لابد أن نأخذ أخلاقهم وصفاتهم بعين الاعتبار.

كما تحتوي سورة الفاتحة أيضًا على تحذير من الوقوع في الأخطاء التي ارتكبها السابقين.

الحلال والحرام

يعتبر مبدأ الحلال والحرام من المبادئ الهامة أيضًا التي لابد من اتباعها لتحسين الشخصية وذلك من خلال الالتزام بتعاليم الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

فأنقى الشخصيات هى التي تلتزم بوصايا الله تعالى وتبتعد عن المحظورات التي ارتكبها الآخرين.

وقد ذكر الله تعالى ذلك في الآية (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ).

حيث يتضمن الدعاء طلب من الله تعالى أن يهدي المؤمنين طريق هؤلاء الصالحين والأنبياء، ويبعدهم عن طريق الذين غضب الله عليهم بسبب ارتكابهم المعاصي والذنوب.

ويكمن جمال سورة الفاتحة في كونها ملخص للقرآن الكريم.

ففي كل مرة نقرأ فيها لفاتحة سواء داخل الصلاة أو خارجها يكون ذلك بمثابة تذكير لنا بهذه المبادئ الأساسية الثلاثة للإسلام.

وقد أعلن عنها الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليتبعها المؤمنين الراغبين في نيل رضا الله سبحانه وتعالى.

المراجع

المصدر