الصين دولة ذات تاريخ عريق ومساحة شاسعة وقوميات عديدة، ولديها ثقافات متنوعة في كافة مناطقها وبين أبناء قومياتها، وتجسد بلادها ومدنها العديدة خصائص الثقافات الصينية متعددة العناصر، ونعرض في هذا الموضوع لمحات من الحياة الريفية في الصين.
الحياة الريفية في الصين
مع التطور الاجتماعي السريع الذي تشهده الصين حاليا، هناك عدد متزايد من المواطنين يفضلون الإقامة في المناطق الريفية الجميلة، في ظل رغبة متنامية لتوارث الثقافات الصينية القديمة والتمتع في ذات الوقت بتيسيرات المعيشة التي توفرها التقنيات الحديثة.
مظاهر المحافظة علي الريف الصيني
حافظت الأرياف الصينية على مختلف أشكال الفنون الشعبية كالأغاني والأوبرا المحلية، إلى جانب ملامح القرى القديمة والمعابد والمساكن الأصيلة، وممارسة العادات التقليدية بالريف الصيني، وتعتبر فترة الخريف هي الأنسب لممارسة السياحة في الريف الصيني والمفضلة لدى السكان المحليين.
سعت الحكومة الصينية منذ بداية عام 2014 إلى زيادة إقبال السياح المحليين والأجانب على ريفها تحت شعار “السياحة الجديدة والأرياف الجديدة والموضة الحديثة والتجارب الجديدة” لما تتمتع به من مناظر طبيعية بديعة واحتفاظها بالثقافة الصينية القديمة والتقليدية باعتبارها مهدها منذ أكثر من 5 آلاف سنة.
المناخ في الريف
المناخ في الصين قاري وموسمي. معظم أجزائها تقع في المنطقة المعتدلة، غير أن المناطق الجنوبية تقع في المنطقة الاستوائية وشبه الاستوائية، بينما المناطق الشمالية تقع في المنطقة المتجمدة حيث يختلف المناخ بشدة حسب المنطقة.
الفلاح في الريف الصيني
يقوم الاقتصاد الفلاحي التقليدي الصغير النطاق الذي تشكل خلال آلاف سنين على الاكتفاء الذاتي في الإنتاج والاستهلاك، وقد أدى هذا النمط الاقتصادي إلى تخلف الفلاحين وانغلاقهم الفكري.
ولكن خلال فترة قصيرة، تزيد على العشرين سنة قليلا، تغيرت أحوالهم وأصبحت زراعة المحاصيل الاقتصادية والسياحة أهم مصدرين لثرائهم، وأطلق العنان لمبادرات الفلاحين. من جهة أخرى، بناء الريف المتحضر يحافظ على روح الفلاحين البسيطة.
الزراعة في الريف
الزراعة هي القطاع الاقتصادي الهام للصين، وتوظف أكثر من 300 مليون مزارع. وتحتل الصين المرتبة الأولى في الإنتاج الزراعي في جميع أنحاء العالم، وتنتج أساسا الأرز والقمح والبطاطا والذرة البيضاء والفول السوداني، والشاي، والدخن والشعير والقطن والبذور الزيتية.
تمتلك الصين 1.22 مليون كم2 من الاراضي الصالحة للزراعة، والتي تمثل 57 % من المساحة الكلية للصين في عام 2010م، وتتركز المناطق الزراعية في الشمال والشمال الشرقي ومجرى نهر اليانجتسي الأوسط والأسفل ودلتا نهر اللؤلؤ وحوض سيتشوان.
الرعاية الصحية في الريف
في أواخر القرن ال20 وأوائل القرن ال21، أصبحت تتوافر الرعاية الصحية بشكل اوسع والجودة اختلفت على نطاق واسع من المدينة إلى الريف.
وفقا لتعداد البيانات في عام 1982 في المناطق الريفية كان معدل الوفيات من 1.6 إلى 1000 أعلى من المناطق الحضرية، وكان متوسط العمر المتوقع أقل عن 4 سنوات. وكان عدد كبار الأطباء لكل 1،000 من عدد السكان في المناطق الحضرية أكثر ب 10 اضعاف من المناطق الريفية.
أشهر الأماكن السياحية في الريف الصيني
مقاطعة شانسي
تتمتع مقاطعة شانسي بموارد سياحية عديدة نظراً لمناظرها الطبيعية الخلابة وتطوير البنية التحتية بها وشبكة الطرق حتى تلائم توافد السياحة عليها، وبها شلال هوكو في النهر الأصفر ويعد من أفضل الأماكن السياحية في الريف الصيني وخاصة أن العملة الصينية تتزين بصورته.
مقاطعة أنهوي
تقع مقاطعة آنهوي شرق الصين وهي إحدى المقاطعات المحتفظة بطبعها الريفي، ويتخللها من الجنوب نهر يانغستي وتبعد نحو 400 كيلو متر عن البحر.
وهي احدى المقاطعات الزراعية المشهورة بزراعة الفواكه والشاي والزيوت والقطن والمنتجات الحيوانية والعقاقير الطبية إلى جانب غناها بالموارد المعدنية، ومن أشهر مدنها مدينة خفي، ومدينة هواينان.
جبل هوانغشان
من أشهر المعالم السياحية في الريف الصيني جبل هوانغشان الواقع بجنوب مقاطعة آنهوي، وبه حوالي ربعمائة موقع سياحي أبرزها الصخور غريبة الشكل وصنوبر هونغشان والعيون الدافئة والصخور الغريبة الشكل.
وهو عبارة عن غابة جبلية شاسعة نتيجة للتآكل الطبيعي والتيارات الجليدية ويضم الجبل قمة ليانهوافانغ ذات 1864 مترا إلى جانب 77 قمة ترتفع عن 1000 متر، بالإضافة إلى المئات من الأنصاب والصخور الغريبة.
مواقع في الريف الصيني ضمن الارث العالمي
أدرجت منظمة اليونسكو عدة مواقع بالريف الصيني ضمن التراث العالمي أبرزها جبل هوانغشان – الذي سبق الحديث عنه.
كما أدرجت جبل ووبي بمقاطعة فوجيان بجنوب شرق الصين ويتميز الجبل بالمناظر الهادئة والمياة الواضحة لنهر بيند وقمم جبال السلس، وقصر راهي الموجود بمنتجع جبل تشنغدة ويحيط به المراعي الخصبة والووديان الجبلية وحدائق الحساسة وهو أحد القصور الصيفية لأباطرة أسرة تشينف.